في الوقت الذي عنون صالح علماني ترجمتة ب"إمتداح الخالة" أطلق صلاح صلاح على ترجمة نفس الرواية "في مديح زوجة الأب" حيث تحدد علاقة الشيطان الصغير أو الطفل الذي لم تحدد الترجمتين – و ربما الرواية الأصل- سنين عمره على وجة الدقة ، ففي ترجمة صلاح صلاح تحدد شخصية المرأة المحوية بزوجة الأب حيث هي في الرواية ، في حيث تترك ترجمة علماني الفرصة للقارئ أن يتخيل الخاله على انها السيدة التي في مقام الأم كان تكون خالة أو عمة أو زوجة أب و ذلك حتى يدخل القارئ في تقليب صفحات الرواية المشوقة ، و التي تتحدث عن أب محب لطفله "الفونسيتو" ، متعلق به بعد وفاة الأم ، لكنة في "دونا لوكيثيا" التي على اعتاب الأربعين مثالا للمرأة المحبة ، المناسبة كزوجة له و المثالة لدور زوجة الاب لطفة فلا يتردد في الزواج منها و تقديمها للطفل الذي يدخل مرحلة البلوغ مبكرا دون وعي الأب ، تقدم له كأمر واقع بإعتبارها الخالة و سيدة البيت و عليه تقبلها لان السيد الأب "دون ريجبوبيرتو" قد اختارها و يعرف انها أم مثالية لصغيرة ، لكن"الفونسيتو" الذي يرفض إختيار إبية و يضمر خطط شريرة لإفشال حياة الأب الزوجية ، يظل متلبساً في ثوب براءة الأطفال المظلل و الذي بعتمد على صورة الطفل في عين والديه فهو الصغير مهما كبُر و هو البرئ مهما أخطئ و هو الصادق مهما كَذب ، و أما الخالة "دون ريجبوبيرتو" زوجة الأب فإن شغفها بـان تصير أماً للصغير و هي التي لم تنجب ، سوف يأخذها الي نفس المصيدة التي نصبها الصغير للزوجين الحكيمين ، فالملاطفة و المداعبة ملاطفة صغير ، و القبلات قبلات طفل و الأحضان و اللمسات التي تثير شبق الانثى ، إنما هي لصيغر لا يدري أبعاد لتلك التحرشات الجنسية المثيرة ، و جلسة بجلسة تقع الخالة في شباك الطفل الشرير الذي يصل بها الى حاله الاثارة الجنسية الكاملة فلا تعود قادره الا على الاستجابة له كرجل صغير في احضانها ، فتكون الأم /الخالة /العشيقة ... ولا تدري حتي يدري الأب/الزوج بتفاصيل العلاقة أيضا من خلال الطفل /الشيطان الصغير الذي يدرك تماما كل خطواته لكن عالم الكبار لا يعترف ان الشيطان قد يأتي في ثوب طفل أو شيخ عجوز ، تلك الشخصيات التي انتهت البشرية من تصنيفها ككائنات ضعيفة تستحق المساعدة و بريئة تستحق المساندة ، فقط الكاتب ذو البصيرة و القلم الجرئ يستطيع أن يكشف عن عكس هذا التصور السائد ، فالحياة تقبل كل النماذج بما فيها دهاء "الفونسيتو" الشرير ، هذا ما دعي صالح علماني لاصدار ترجمتة من المدى و صلاح صلاح لإصدار ترجمتة من دار الانتشار العربي في ذات العام ، و الترجمتان تنقل تفاصيل الرواية كلاً بمفرداته كمترجم من الاسبانية الى العربية ، ففي أحد أهم مشاهد الرواية ينقل علماني المشهد الى العربية بالشكل التالي " وعندما بحث فم الطفل عن فمها ، لم تصده عنه ، أغمضت عيناها و تركته يقبلها ، و أعادت له القبلة ، وبعد لحظة تحمست شفتا الطفل ، فألحتا ودفعتا ، وعندئذ فتحت شفتيها و سمحت لأفعي صغيرة عصبية متعثرة و مذعورة في البدء ، ثم جريئة متمادية بعد ذلك ، بولوج فمها و التجول فية متقافزة من جهة الى أخرى على لثتيها و اسنانها ، ولم تُبعد كذلك اليد التي أحست بها فجأة فوق نهديها" المشهد ذاتة من الفصل الثامن ينقله صلاح صلاح الى العربية كما يلي "حين بحث فم الصبي عن فمها ، لم تمنعه عنه ،نصف مغمضة عينيها ، شعرت بأنها تقبله و ترد القبلات ، بعد لحظة ضغطت شفتا الصبي ، و قد تجرأ ، على شفتيها بقوة ففتحتهما وسمحت لافعي صغيرة عصبية و سخيفة خائفة في البدء ومن ثم طائشة متهورة أن تزور فاها وتكشفه ، منزلقة على طول لثتها و أسنانها من الجانب الآخر ، لم تدفع اليد التي شعرت بها فجاة تحط على صدرها"
قد يتضح للقارئ من المقطعين السابقين انه في الوقت الذي يصف فيه علماني الصغير بالطفل ، باعتبار هو كذلك في أعين جميع شخصيات الرواية ، ينعته صلاح صلاح بالصبي مما يصل بالقارئ بالاليحاء بان بطل المشهد قد ترك مرحلة الطفولة الى ما بعدها مما يؤهله ليكون بطل المشهد الساخن ، كما تبدو ترجمة علماني لدار المدى صريحة باستخدام المترجم لكلمة نهديها و ذلك لما لهما من دور مؤثر في البناء الدرامي للزواية الإشكال ، في ذات الوقت يحاول صلاح متحفظا أكثر في ترجمة دار الانتشار فيختار مفردة "الصدر" بدل "النهد" للتقليل من شدة وتيرة المشهد المرفوض بالحكم الأخلاقي و لكنه مرسوم بعناية من وجهة نظر النقد الأدبي ، و لا ينفي هذا ان كلا المترجمين قد قدما عملا جميلا من المكتبة الاسبانية الى العربية ، و في هذا فرصة اكبر للرواية أن تصل الى القارئ العربي المتشوق للجيد من الترجمات ، و كلا الترجمتين قادرتين على نقل الصورة العامة لأحداث الرواية بصدق و شفافية .
الصورة : غلاف احد الترجمتين لرواية ماريو بارغس يوسا
قد يتضح للقارئ من المقطعين السابقين انه في الوقت الذي يصف فيه علماني الصغير بالطفل ، باعتبار هو كذلك في أعين جميع شخصيات الرواية ، ينعته صلاح صلاح بالصبي مما يصل بالقارئ بالاليحاء بان بطل المشهد قد ترك مرحلة الطفولة الى ما بعدها مما يؤهله ليكون بطل المشهد الساخن ، كما تبدو ترجمة علماني لدار المدى صريحة باستخدام المترجم لكلمة نهديها و ذلك لما لهما من دور مؤثر في البناء الدرامي للزواية الإشكال ، في ذات الوقت يحاول صلاح متحفظا أكثر في ترجمة دار الانتشار فيختار مفردة "الصدر" بدل "النهد" للتقليل من شدة وتيرة المشهد المرفوض بالحكم الأخلاقي و لكنه مرسوم بعناية من وجهة نظر النقد الأدبي ، و لا ينفي هذا ان كلا المترجمين قد قدما عملا جميلا من المكتبة الاسبانية الى العربية ، و في هذا فرصة اكبر للرواية أن تصل الى القارئ العربي المتشوق للجيد من الترجمات ، و كلا الترجمتين قادرتين على نقل الصورة العامة لأحداث الرواية بصدق و شفافية .
الصورة : غلاف احد الترجمتين لرواية ماريو بارغس يوسا