.
اجتماع بواسطة واشنطن
مصادر مطلعة نقلت عنها صحيفة “الشرق الأوسط“، قالت إن المشاورات بشأن اجتماع تعتزم الولايات المتحدة الأميركية تنظيمه مطلع العام المقبل ما تزال جارية، “لا سيما في ظل استكشاف مواقف الحكومة الإسرائيلية الجديدة“.الباحث السياسي الدكتور باسل معراوي، رأى أن الملف الإيراني هو من أبرز الملفات التي دفعت واشنطن للوساطة بشأن التقارب العربي الإسرائيلي، مشيرا إلى أن العلاقات بين إسرائيل والدول العربية والتعاون في العديد من الملفات موجود بالفعل لكن دون ضجيج إعلامي والكثير من التصريحات.
معراوي قال في حديث خاص مع “الحل نت“، “لا شك أن الرئيس الأميركي بعد قمة جدة في الصيف الماضي، كان حريصا على تبريد الحالة الفلسطينية، وتحشيد الدول العربية وإسرائيل في مواجهة النفوذ الإيراني والروسي في منطقة الشرق الأوسط“.
بالنظر إلى التطورات في المنطقة، فإن أولوية واشنطن حاليا تتركز على مصالحة الرئيس الفلسطيني والملك الأردني مع حكومة نتنياهو، وذلك تجنبا لأي توتر محتمل، كما أن الإدارة الأميركية لا تريد التشويش على خطة الحشد في المنطقة ضد روسيا وإيران.
اقرأ/ي أيضا: من إفريقيا إلى آسيا.. كيف تستقطب الصين الشباب لخدمة مشروعها التوسعي؟
برأي معراوي فإن “قمة جدة” التي جمعت 9 دول عربية مع الرئيس الأميركي، لم تكن لأجل إنتاج النفط، بل إنها ركزت على إنشاء ما بات يُعرف بـ“ناتو شرق أوسطي” لمواجهة خطر إيران في المنطقة.
جبهة موحدة ضد إيران
حول ذلك أضاف، “واشنطن حريصة على إحداث جبهة عربية موحّدة، ممكن أن تؤدي إلى تعاون مع إسرائيل على الصعيد العسكري، وللعلم أن التعاون العسكري موجود بين إسرائيل وبعض الدول العربية، على أعلى المستويات دون ضجيج إعلامي بحكم وجود الطرفين بقوات السنتكوم أي القيادة العسكرية الاميركية الوسطى“.معراوي تحدث كذلك عن الخطوات الجارية بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وزاد بالقول “يجب الأخذ بعين الاعتبار الخطوة الهامة والتي تمت دون ضجيج إعلامي، وهي نجاح المفاوضات المصرية السعودية بإعادة جزيرتي تيران وصنافير الى السيادة السعودية، والتي تعني أن المملكة وإسرائيل أصبحت بينهما حدود مشتركة، ستؤدي مستقبلا الى اتفاقية سلام بين البلدين بعد حلٍّ مرضي للفلسطينيين“.
الاجتماع المذكور بوساطة الولايات المتحدة، كانت “وكالة الصحافة الفرنسية” قد تحدثت عنه، في تقرير نشرته قبل أيام، وقالت إن جهود واشنطن، تصب في “حض الحكومة الإسرائيلية اليمينية القادمة برئاسة بنيامين نتنياهو على ضبط النفس“، مشيرة إلى أن الاجتماع سيكون في الربع الأول من العام المقبل 2023.بحسب المعلومات المتوفرة، فإن الدول العربية التي ستحضر هذا الاجتماع، هي الدول التي شاركت في “قمة النقب” في آذار/مارس الماضي، وهي القمة التي تضمنت اجتماعا عُقد في إسرائيل بحضور وزراء خارجية الإمارات، والمغرب، والولايات المتحدة، وإسرائيل، ومصر، والبحرين.
مصادر “الشرق الأوسط“، لفتت كذلك إلى أن “الاجتماع سيركز على تعزيز التعاون الإقليمي، مع طرح مجموعة من المشروعات الاقتصادية المعطلة منذ فترة، والتي من شأنها تعزيز التعاون بين دول المنطقة“.
واشنطن ركزت مؤخرا على استراتيجية التركيز على الشركاء الفاعلين، وذلك لمواجهة الخطر الإيراني في الشرق الأوسط، لا سيما بعد توقف محادثات الاتفاق النووي الإيراني.
السعودية على الخط؟
مؤخرا دخلت كذلك السعودية على خط تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك بعد فشل المحادثات السعودية الإيرانية، بالوصول إلى الجولة التي من المقرر أن تشمل وزراء الخارجية.رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن الخميس الماضي أنه سيسعى لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه أن يساهم في تحقيق السلام في المنطقة.
نتنياهو قال في تصريحات لقناة “العربية“، إنه يأمل في توسيع “الاتفاقيات الإبراهيمية” لتشمل السعودية، وذلك على غرار ما تم من اتفاقيات بين إسرائيل من جهة والبحرين والإمارات والمغرب والسودان من جهة أخرى.
نتنياهو أضاف، “ستكون نقلة نوعية لسلام شامل بين إسرائيل والعالم العربي، وستغير منطقتنا بطرق لا يمكن تصورها“، لافتا إلى أن الأمر متروك لقيادة السعودية “إذا كانوا يريدون المشاركة في هذا الجهد“.
الملف الإيراني هو أبرز ما قد يجمع الجانبين السعودي والإسرائيلي، خاصة وأن جهود التقارب بين السعودية وإيران، ما تزال مجرد تصريحات وأمامها الكثير من العواقب في ظل الخلافات بين الرياض وطهران.التوتر الداخلي في إسرائيل بين الأحزاب السياسية، دفع بنتنياهو للبحث عن شراكات جديدة والتفكير خارج الصندوق بخصوص العلاقات، هذا الأمر دفع بإسرائيل التوجه نحو السعودية، في ظل وجود مصالح مشتركة تتعلق بالملف الإيراني في الشرق الأوسط.
في المقابل فإن مصالح السعودية، تتركز كذلك بما يتعلق بالخلافات مع إيران ومشروعها في الشرق الأوسط، ومن أهم الشراكات التي تجمع الطرفين، الوقوف أمام التمدد الإيراني في المنطقة، فضلا عن أن السعودية تواجه مشاكل في ملفات عدة مع إيران، أبرزها ملف الحوثيين في اليمن، من الممكن أن نرى شراكة استراتيجية واقتصادية وجيوسياسية بين الرياض وتل أبيب.
منذ أشهر يجري التحضير في المنطقة للعمل على تشكيل “ناتو عربي” أو “ناتو شرق أوسطي“، لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة، ويرى محللون أن الحاجة لهذا الحلف باتت ملحّة أكثر بعد فشل محادثات النووي الإيراني، ولجوء إيران إلى التحالف العسكري مع روسيا، بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
-------
الحل