- لؤي الطويل اعتقل في 20 أكتوبر الماضي وأفرج عنه الأربعاء : "عشنا ظروفا صعبة للغاية، حيث يتعرض الأسرى كل وقت للتعذيب بكل أنواعه الجسدي والنفسي، والحرمان من الطعام والإهانة"- الاناضول
وقال إن "القاضي لم يجد أي سبب للاعتقال، وكل مرة يمدد الاعتقال بناء على توصية جهاز المخابرات".
وبحسب معطيات مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى، فإن السلطات الإسرائيلية اعتقلت منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، 5630.
ولا تشمل هذه الحصيلة الاعتقالات التي نفذتها القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، بحسب المصدر ذاته.
ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على قطاع غزة، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بالضفة الغربية، وزاد من وتيرة الاقتحامات والمداهمات للبلدات والمخيمات، مخلفا عشرات الضحايا والجرحى، ومئات المعتقلين.
**تعذيب يومي وتفتيش عاري
وعن أهوال التعذيب قال الطويل "عشنا ظروفا صعبة للغاية، حيث يتعرض الأسرى كل وقت للتعذيب بكل أنواعه الجسدي والنفسي، والحرمان من الطعام والإهانة".
وتابع "بعد أيام من الاعتقال نقلت إلى سجن النقب، كانت صدمة للغاية حيث يستقبل الأسير بوحدة مدربة للقمع تدعى (كيتير)، يتم تجريد الأسير من ملابسه بشكل عاري وبشكل مهين للغاية، يتعرض للضرب المبرح وسط سباب وشتائم نابية".
وزاد "أصيت بكدمات وجروح لم أستطع على إثرها لفترة طويلة تحريك رجلي اليمنى حيث تعرضت للضرب على منطقة الركبة".
وأوضح أن "المصابين لا يتلقون أي علاج، طبيب السجن لا يقدم شيئا يترك المرض لمصيره".
الطويل أشار أنه منذ اللحظة الأولى للاعتقال يتعرض الأسير للتنكيل والضرب والإهانة، ورغم عدم وجود تهم يوصف بأنه "قاتل" و "داعشي".
واعتقل الطويل مرات عدة في السجون الإسرائيلية، حيث أمضى نحو 10سنوات، غير أنه وصف الاعتقال الأخير بـ"الأصعب".
وقال "الحالة في السجون خطيرة للغاية، وحياة الأسرى جحيم بمعنى الكلمة يتم التعامل مع المعتقل على أنه مجرم وداعشي، لا وجود للقوانين و هناك غياب كامل للمؤسسات الحقوقية".
واشتكى الطويل من اكتظاظ السجون الإسرائيلية، وقال إنه كان قابعا في غرفة بسجن النقب مع عشرة أسرى أخرين، بينما يتواجد في السجن حوالي 1100 أسير.
وقال "في كل وقت وعلى مدار اليوم يتعرض الأسرى للتنكيل بالضرب المبرح، والإهانة والتعذيب النفسي، والتجريد من المقتنيات.
وأضاف "يملك كل أسير ملابس بسيطة لا تقيه برد الشتاء، وهناك نقص حاد في الأغطية، والمياه والطعام".
وأشار إلى أنه خسر من وزنه نحو 20 كيلو غرام خلال شهرين نصف.
وأضاف "يمنع أي مظهر عبادة، يمنع قراءة القرآن، تمنع صلاة الجماعة ورفع الآذان".
ولفت إلى وجود حالات مرضية بين الأسرى لا سيما كبار السن بسبب الإهمال الطبي والتنكيل اليومي.
**تنكيل وقت الإفراج
لم تقتصر عملية التنكيل خلال فترة الاعتقال فحسب، وفق الطويل.
وقال "يوم الأربعاء (3 يناير/كانون الثاني الجاري) طُلب مني تحضير مقتنياتي البسيطة. توقعت أنه سيتم نقلي إلى سجن آخر أو زنزانة أخرى، لكن السجان قال لي إنه سيُفرج عنك".
وأضاف "أدخلوني إلى غرفة وحدة التنكيل وانهالوا علي بالضرب بصورة وحشية، وسط إهانات وشتم حتى كدت أفقد وعيي".
وتابع "رغم عدم وجود أي تهمة وأنا في طريق الإفراج تعرضت لكل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي".
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الخميس "22 ألفا و438 شهيدا و57 ألفا و614 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.