عزيزة جلال ، فنانة مغربية اعتزلت بعد عشر سنوات من الانتاج الفني المتميز
إنهم محسوبون على رؤوس الأصابع ربما لاعتبارات شخصية، وربما أيضا لغياب الضغوطات التي يمكن أن تمارسها بعض التيارات المحافظة داخل المجتمع المغربي للتأثير أو لحمل هذه الرموز الفنية على الاعتزال وأخذ مسافة من مجال الفن سواء تعلق الأمر بالتمثيل أو الغناء وغيره.
النماذج التي قررت الركون إلى الوراء معدودة ولكل حالة قصتها الخاصة وظروفها النفسية والاجتماعية التي كانت سببها في خيارها.
عزيزة جلال، فنانة مغربية، صوتها تجاوز حدود المملكة، غير أن مسارها الغنائي لم يدم طويلا، إذ سرعان ما اعتزلت بعد أن قررت الدخول في القفص الذهبي والارتباط برجل أعمال سعودي فرض عليها الاعتزال بعد حوالي عشر سنوات من الأداء الفني. بسرعة فائقة، طوت عزيزة جلال صفحة حياتها الفنية، لتفتح صفحة جديدة واعتزلت بشكل لا رجعة فيه. لقد تفرغت لزوجها ولتربية أبنائها.
والغريب في الأمر أن عزيزة جلال، منذ بداية مشوارها الغنائي خلال منتصف السبعينيات، برزت كأحد أحسن الأصوات النسائية.. شهرة اكتسبتها انطلاقا من برنامج فني خصص لاكتشاف المواهب الغنائية كان يبث على أثير القناة العمومية المغربية الأولى التي كانت آنذاك القناة الرسمية الوحيدة.
برعت عزيزة جلال في أداء الأغاني الوطنية في عهد العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، كما أنها نجحت في تقليد أغاني شادية وأسمهان. وعندما سافرت إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث أدت أغاني الفنان الإماراتي الراحل جاسم جابر، ازدادت شهرتها وارتفعت أسهمها الفنية إلى درجة أنها شرعت في إبرام عقد للاشتغال مع شركات فنية مصرية وغيرها، إلا أن ارتباطها برجل أعمال سعودي وزواجها به، عجل باعتزالها.
وإذا كانت عزيزة جلال قررت عدم العود، فإن للمغنية المغربية غيثة بن عبد السلام قصة مختلفة مع اعتزالها الفن. اشتهرت بن عبد السلام، صاحبة القامة الطويلة، بأغاني مغربية أطربت بها مختلف شرائح المجتمع من نساء ورجال وحتى الشباب، والجميع يتذكر"بطا علينا وقتاش نشوفك ..كم أنا مشتاقة لرؤيتك". مسار غيثة بن عبد السلام لا يختلف كثيرا عن زميلتها عزيزة جلال. برزت بن عبد السلام كصوت غنائي في برنامج مواهب من تنشيط الفنان المقتدر عبد النبي الجيراري الذي كان له الفضل في اكتشاف جل المواهب الغنائية المغربية خلال السبعينيات والثمانينيات. غيثة بن عبد السلام التي لم تعمر طويلا في الساحة الفنية قررت بمحض إرادتها الاعتزال، لكنها ومن خلال بعض التصريحات الصحفية، وعدت بالعودة دون أن تحدد تاريخا لذلك، تاركة الباب مفتوحا لكافة الاحتمالات فاعتزالها اقترن بهاجس وحيد يتمثل في التفرغ لتربية أطفالها وليس لأي شيء آخر.
ما الفنان المغني الشهير عبد الهادي بالخياط، فلديه قصة غريبة. إنه الفنان الذي اعتزل مدة غير طويلة ثم رجع ليعانق مرة أخرى عالم الغناء دون أن يصرح بأن فكرة الاعتزال تراوده.
خلال فترة اعتزاله، عانق المسجد بدلا من قاعات الحفلات. سافر إلى العديد من البلدان الإسلامية خصوصا الآسيوية منها، هناك نسج علاقات خاصة أساسا مع أعضاء في جماعات التبليغ، لكنه اضطر للعودة إلى مجاله الفني الذي اشتهر به وطنيا وعربيا. إنه صاحب الروائع الخالدة وصاحب أغنية "قطار الحياة" و"يا ولد الناس أنا فقير" وغيرها من الأغاني التي مازال عبد الهادي بالخياط يتغنى بها في مختلف المناسبات والسهرات.
عودة عبد الهادي بالخياط إلى عالم الفن بعد اعتزال فتح الباب أمام العديد من التساؤلات والتأويلات، هناك من يقول إن عبد الهادي بالخياط لم يقدر على معانقة الحياة الجديدة الخالية من الفن، وهناك من يرى أنه تعرض لضغوطات من جهات عليا للعودة لأن اعتزاله سيشجع لا محالة مطربين وفنانين آخرين على "اقتراف" الشيء نفسه ومن ثم حرمان المغاربة من إنتاجاتهم الفنية.
المهم أن الفنان المغربي، الذي تجول في مختلف أقطار العالم العربي .. مصر وليبيا وتونس وغيرها، عاد إلى نقطة بدايته وطوى صفحة اعتزاله دون أن يوليها أي اهتمام لا في اللقاءات الصحفية التي تجرى معه أو في اللقاءت الفنية التي يحل فيها عبد الهادي بالخياط ضيفا.
أما الفنان الشعبي المختار جدوان فإنه رغم الشهرة الكبيرة التي اكتسبها ،إلا أنه وجد نفسه منذ حوالي سنتين خارج دائرة الأضواء...إنه ثمن الاعتزال الذي أعلن عنه بمجرد أداءه مناسك الحج للعام ما قبل الماضي. يحكي جدوان، الذي غنى لأول مرة وعمره لا يتجاوز 12 عاما ضمن فرقة موسيقية، كيف أن "رؤية" في المنام غيرت حياته رأسا على عقب.. ترك الشهرة وترك الفن والغناء وعانق طريقا جديدا يقول إنه يشعر فيه بالطمأنينة والأمان. كان جدوان، ذو الأربعين عاما، يعد من بين الفنانين الشعبيين الذين أطربوا المغاربة في الحفلات والأعراس والمناسبات..إنه يتقن الأغاني الشعبية التي تستوحي كلماتها من الواقع المعاش داخل المجتمع المغربي.
وخلال سنوات عديدة من الغناء، أدى خلالها جدوان أغاني شعبية بامتياز كان يحرص على اختيار الكلمات والمعاني دون أن تكون أغانيه فيها ما يخدش الحياء أو كلمات ساقطة، ومع ذلك فهو يعترف بأنه تغنى ببعض أولياء الله وفي هذا في تقديره نوع من الشرك.
ولما تسرب خبر اعتزال جدوان بعد أن أدى مناسك الحج رفقة زوجته، اعتقد عديدون أن هذا مجرد إشاعة على اعتبار أن عددا من الفنانين يذهبون إلى الديار المقدسة لأداء ركن الحج وسرعان ما تجدهم يعانقون الفن بعد عودتهم. وحسب تصريح جدوان فإن موضوع الاعتزال كان حاضرا في ذهنه منذ سنوات ماضية، وأنه كان ينتظر المناسبة المواتية ليمر إلى التطبيق، بل إنه كان يعد نفسه بمجرد بلوغه العقد الرابع أن يطلق الغناء.
الآن، اختار جدوان طريق القرآن، شرع في حفظ ما تيسر منه كما أنه يواظب على حضور دروس التجويد وكله أمل في حسن تلاوة كتاب الله، ومازال يعشق الاستماع إلى الأغاني العاطفية ولم يجد أي حرج في الاستمرار في متابعة البرامج الفنية، لكنه يحرص أن لا يكون في تلك المشاهد ما تخدش الحياء أو كلمات بعيدة عن دائرة الأخلاق.
أعفى جدوان لحيته ويحرص على ارتداء اللباس المغربي من جلباب وقميص تقليديين، كما أنه في مناسبات أخرى يرتدي اللباس العصري وخلال أيام نهاية الأسبوع (خصوصا يوم الأحد)، يصر على اللباس الرياضي.
حاليا، يبحث جدوان كيفية استثمار موهبته الصوتية وطريقة أداءه، بل إنه بدأ يفكر بجدية في الغناء الملتزم أو الأمداح وأعمال غنائية دينية مع حرصه على تسجيل المصحف المرتل بصوته، ففي المناسبات الخاصة التي يحضرها جدوان رفقة أصدقاءه وأقاربه، لا يتردد جدوان في أداء بعض الوصلات الملتزمة.
النماذج التي قررت الركون إلى الوراء معدودة ولكل حالة قصتها الخاصة وظروفها النفسية والاجتماعية التي كانت سببها في خيارها.
عزيزة جلال، فنانة مغربية، صوتها تجاوز حدود المملكة، غير أن مسارها الغنائي لم يدم طويلا، إذ سرعان ما اعتزلت بعد أن قررت الدخول في القفص الذهبي والارتباط برجل أعمال سعودي فرض عليها الاعتزال بعد حوالي عشر سنوات من الأداء الفني. بسرعة فائقة، طوت عزيزة جلال صفحة حياتها الفنية، لتفتح صفحة جديدة واعتزلت بشكل لا رجعة فيه. لقد تفرغت لزوجها ولتربية أبنائها.
والغريب في الأمر أن عزيزة جلال، منذ بداية مشوارها الغنائي خلال منتصف السبعينيات، برزت كأحد أحسن الأصوات النسائية.. شهرة اكتسبتها انطلاقا من برنامج فني خصص لاكتشاف المواهب الغنائية كان يبث على أثير القناة العمومية المغربية الأولى التي كانت آنذاك القناة الرسمية الوحيدة.
برعت عزيزة جلال في أداء الأغاني الوطنية في عهد العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، كما أنها نجحت في تقليد أغاني شادية وأسمهان. وعندما سافرت إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث أدت أغاني الفنان الإماراتي الراحل جاسم جابر، ازدادت شهرتها وارتفعت أسهمها الفنية إلى درجة أنها شرعت في إبرام عقد للاشتغال مع شركات فنية مصرية وغيرها، إلا أن ارتباطها برجل أعمال سعودي وزواجها به، عجل باعتزالها.
وإذا كانت عزيزة جلال قررت عدم العود، فإن للمغنية المغربية غيثة بن عبد السلام قصة مختلفة مع اعتزالها الفن. اشتهرت بن عبد السلام، صاحبة القامة الطويلة، بأغاني مغربية أطربت بها مختلف شرائح المجتمع من نساء ورجال وحتى الشباب، والجميع يتذكر"بطا علينا وقتاش نشوفك ..كم أنا مشتاقة لرؤيتك". مسار غيثة بن عبد السلام لا يختلف كثيرا عن زميلتها عزيزة جلال. برزت بن عبد السلام كصوت غنائي في برنامج مواهب من تنشيط الفنان المقتدر عبد النبي الجيراري الذي كان له الفضل في اكتشاف جل المواهب الغنائية المغربية خلال السبعينيات والثمانينيات. غيثة بن عبد السلام التي لم تعمر طويلا في الساحة الفنية قررت بمحض إرادتها الاعتزال، لكنها ومن خلال بعض التصريحات الصحفية، وعدت بالعودة دون أن تحدد تاريخا لذلك، تاركة الباب مفتوحا لكافة الاحتمالات فاعتزالها اقترن بهاجس وحيد يتمثل في التفرغ لتربية أطفالها وليس لأي شيء آخر.
ما الفنان المغني الشهير عبد الهادي بالخياط، فلديه قصة غريبة. إنه الفنان الذي اعتزل مدة غير طويلة ثم رجع ليعانق مرة أخرى عالم الغناء دون أن يصرح بأن فكرة الاعتزال تراوده.
خلال فترة اعتزاله، عانق المسجد بدلا من قاعات الحفلات. سافر إلى العديد من البلدان الإسلامية خصوصا الآسيوية منها، هناك نسج علاقات خاصة أساسا مع أعضاء في جماعات التبليغ، لكنه اضطر للعودة إلى مجاله الفني الذي اشتهر به وطنيا وعربيا. إنه صاحب الروائع الخالدة وصاحب أغنية "قطار الحياة" و"يا ولد الناس أنا فقير" وغيرها من الأغاني التي مازال عبد الهادي بالخياط يتغنى بها في مختلف المناسبات والسهرات.
عودة عبد الهادي بالخياط إلى عالم الفن بعد اعتزال فتح الباب أمام العديد من التساؤلات والتأويلات، هناك من يقول إن عبد الهادي بالخياط لم يقدر على معانقة الحياة الجديدة الخالية من الفن، وهناك من يرى أنه تعرض لضغوطات من جهات عليا للعودة لأن اعتزاله سيشجع لا محالة مطربين وفنانين آخرين على "اقتراف" الشيء نفسه ومن ثم حرمان المغاربة من إنتاجاتهم الفنية.
المهم أن الفنان المغربي، الذي تجول في مختلف أقطار العالم العربي .. مصر وليبيا وتونس وغيرها، عاد إلى نقطة بدايته وطوى صفحة اعتزاله دون أن يوليها أي اهتمام لا في اللقاءات الصحفية التي تجرى معه أو في اللقاءت الفنية التي يحل فيها عبد الهادي بالخياط ضيفا.
أما الفنان الشعبي المختار جدوان فإنه رغم الشهرة الكبيرة التي اكتسبها ،إلا أنه وجد نفسه منذ حوالي سنتين خارج دائرة الأضواء...إنه ثمن الاعتزال الذي أعلن عنه بمجرد أداءه مناسك الحج للعام ما قبل الماضي. يحكي جدوان، الذي غنى لأول مرة وعمره لا يتجاوز 12 عاما ضمن فرقة موسيقية، كيف أن "رؤية" في المنام غيرت حياته رأسا على عقب.. ترك الشهرة وترك الفن والغناء وعانق طريقا جديدا يقول إنه يشعر فيه بالطمأنينة والأمان. كان جدوان، ذو الأربعين عاما، يعد من بين الفنانين الشعبيين الذين أطربوا المغاربة في الحفلات والأعراس والمناسبات..إنه يتقن الأغاني الشعبية التي تستوحي كلماتها من الواقع المعاش داخل المجتمع المغربي.
وخلال سنوات عديدة من الغناء، أدى خلالها جدوان أغاني شعبية بامتياز كان يحرص على اختيار الكلمات والمعاني دون أن تكون أغانيه فيها ما يخدش الحياء أو كلمات ساقطة، ومع ذلك فهو يعترف بأنه تغنى ببعض أولياء الله وفي هذا في تقديره نوع من الشرك.
ولما تسرب خبر اعتزال جدوان بعد أن أدى مناسك الحج رفقة زوجته، اعتقد عديدون أن هذا مجرد إشاعة على اعتبار أن عددا من الفنانين يذهبون إلى الديار المقدسة لأداء ركن الحج وسرعان ما تجدهم يعانقون الفن بعد عودتهم. وحسب تصريح جدوان فإن موضوع الاعتزال كان حاضرا في ذهنه منذ سنوات ماضية، وأنه كان ينتظر المناسبة المواتية ليمر إلى التطبيق، بل إنه كان يعد نفسه بمجرد بلوغه العقد الرابع أن يطلق الغناء.
الآن، اختار جدوان طريق القرآن، شرع في حفظ ما تيسر منه كما أنه يواظب على حضور دروس التجويد وكله أمل في حسن تلاوة كتاب الله، ومازال يعشق الاستماع إلى الأغاني العاطفية ولم يجد أي حرج في الاستمرار في متابعة البرامج الفنية، لكنه يحرص أن لا يكون في تلك المشاهد ما تخدش الحياء أو كلمات بعيدة عن دائرة الأخلاق.
أعفى جدوان لحيته ويحرص على ارتداء اللباس المغربي من جلباب وقميص تقليديين، كما أنه في مناسبات أخرى يرتدي اللباس العصري وخلال أيام نهاية الأسبوع (خصوصا يوم الأحد)، يصر على اللباس الرياضي.
حاليا، يبحث جدوان كيفية استثمار موهبته الصوتية وطريقة أداءه، بل إنه بدأ يفكر بجدية في الغناء الملتزم أو الأمداح وأعمال غنائية دينية مع حرصه على تسجيل المصحف المرتل بصوته، ففي المناسبات الخاصة التي يحضرها جدوان رفقة أصدقاءه وأقاربه، لا يتردد جدوان في أداء بعض الوصلات الملتزمة.