نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت

نظرة في الإعلان الدستوري

26/03/2025 - لمى قنوت

رياح الشام

25/03/2025 - مصطفى الفقي

في الردّة الأسدية الإيرانية

22/03/2025 - عبد الجبار عكيدي


"مارس الابيض "مبادرة لمناصرة المرأة في السودان




الخرطوم - كعادة السودانيين، قررت مجموعة من الناشطات في الخرطوم هذا العام الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ، الذي يصادف الثامن من آذار/مارس الحالي بطريقتهن الخاصة ، حيث أطلقن مبادرة بعنوان "مارس الابيض " , دعين خلالها لارتداء النساء بمختلف فئاتهن العمرية للثوب الابيض طيلة شهر مارس , باعتباره الزي القومي للمرأة في السودان .

وجاءت الخطوة كتعبير عن رمزية وحدة الرأي والتلاحم , بحسب المبادرات , خاصة وأن اليوم العالمي تزامن مع الحراك الشعبي في الشارع السوداني الذي امتد لأكثر من شهرين ومثلت المرأة عنصرا مهما فيه .


 
وكانت الطالبات بجامعة الاحفاد السودانية ,أول من التقطن زمام المبادرة , حيث نفذن الاسبوع الماضي وقفة احتجاجية داخل مباني الجامعة بمدينة أم درمان وهن يرتدين الثوب الابيض , ونددن خلالها بالأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد وطالبن بإسقاط النظام .
وأشعلت المبادرة مواقع التواصل الاجتماعي في السودان , حيث انقسمت الآراء حولها بين مؤيد ورافض , خاصة وأنها اقترحت على النساء ارتدائه عند مشاركتهن في جميع التظاهرات والمواكب التي يدعو لها تجمع المهنيين ، وهو تجمع نقابي غير رسمي" للمطالبة بإسقاط النظام خلال الشهر الحالي .
وتكثفت الدعوات لارتداء الثوب الابيض في موكب الخميس الذي خصصه التجمع للمرأة , تأكيدا على مناصرتها في اليوم العالمي ورفضا للعنف الموجه لها .
ويرى الرافضون للمبادرة أنها بمثابة إقصاء لإثنيات عرقية في البلاد , لا ترتدي الثوب السوداني , وإنما لها أزياء شعبية أخرى تميزها , ورأوا أن الثوب في الاساس انتشر من الشمال النيلي لبقية أنحاء السودان والذي يتهم بهيمنة ثقافته على بقية الثقافات في البلاد .
واعتبر البعض أن عملية ارتداء الثوب أُثناء التظاهرات في حد ذاتها مقيدة للحركة, حيث تعمد المرأة للف جسدها بالكامل به , ما يجعلها تقع في ايادي الامن بسهولة ويصعب عليها الركوض في حالات الكر والفر التي تتسم بها التظاهرات عند تدخل الاجهزة الامنية لفضها .
وتقول نسرين ، وهي طالبة جامعية ، لوكالة الانباء الالمانية (د .ب. أ ) " انا شخصيا لن أشارك في الحملة لأني أرى ان الثوب السوداني غير مناسب إطلاقا في التظاهرات , لأنني سأكون وقتها فريسة سهله لدى اجهزة الامن " .واضافت " كما لا افهم على اي اساس تم اختياره كرمز في بلد متعدد الثقافات والازياء كالسودان ...إنني أعتقد أن الفكرة تمثل تعاليا عرقيا , فيمكن لكل منا ان يفتخر بالثوب لكن لا نعتبره زيا قوميا حتى لاندخل في أزمة فرض الهوية ومحاربة الاخر "
وتتفق رماز ، وهي موظفة ، مع نسرين وقالت " أنا اقبل برمزية الثوب السوداني كأحد الازياء الشعبية المنتشرة بالبلاد"، واضافت "المشكلة التي نعاني منها حاليا فرض ثقافة مركزية مهيمنة وقابضة " .
وترى المبادرات أن الفكرة ليست لعرض الازياء , وإنما قُصد منها طرح موحد وهو السودان , عبر اختيار الثوب السوداني كزي قومي ترتديه النساء في اتجاهات البلاد المختلفة , شرقا وغربا ووسطا وشمالا وجنوبا , وتضامنا مع النساء السودانيات في ظل مواجهتهن العنف بأشكاله المختلفة .
وتقول ريم "المبادرة مجرد رمزية لوحدة الرأي والتلاحم في وجه النظام الذي عمل على تغيير الهوية السودانية , كما أن اختيار اللون الابيض قصد منه التفاؤل بغد أفضل وبالسلام" .
وتتفق فاطمة مع ما ذهبت اليه ريم وتؤكد " الثوب السوداني يمثل رمز لوحدة البلاد حيث ترتديه النساء في بلادي مع احتفاظهن بزيهن الشعبي التقليدي الذي يميز كل منطقة عن الاخرى " واوضحت ", لكن بالنسبة للتظاهرات أعتقد انه غير عملي ويقيد الحركة " .
أشكال متعددة من العنف ظلت تواجه به المرأة في السودان , بدءا من مجتمعها المؤسس للهيمنة الذكورية , وصولا للتشريعات التي أًصبحت كالسيف في رقاب النساء وتعمل على تقييدهن , رغم التحسن النسبي الذي طرأ أخيرا بعد علو صوتها , ضمن حملات المناهضة.
وفي كل عام تجدد الناشطات والمدافعات عن حقوق المرأة الدعوة لإلغاء حزمة من القوانين التي تعتبرها معيبة في حق المرأة وتكرس لهضم حقوقها , ضمنها احتفالها باليوم العالمي للمرأة , وقانون النظام العام الذي يتدخل في أمور شخصية تخص المرأة كالزي الذي ترتديه فضلا عن قانون الاحوال الشخصية الذي يهضم حقوقها الزوجية ويحرم الام المطلقة من اطفالها ومن النفقة الكافية بجانب كونه يمهد لزواج الإناث الأطفال .
ومع اندلاع التظاهرات بعدد من المدن السودانية في التاسع عشر من كانون أول/ديسمبر الماضي ,وتحولها من مطالب احتجاجية ضد الاوضاع الاقتصادية السائدة إلى مطالبات بإسقاط النظام , والظهور اللافت لمشاركة النساء فيها , وجه الرئيس السوداني عمر البشير بتعديل قانون النظام العام ,قبل أن ينتقده ويؤكد أنه مخالف للشريعة الاسلامية ,في محاولة للتخفيف من الغضب النسائي

د ب ا
الاثنين 18 مارس 2019