مستشار رئيس اميركا لشؤون الطاقة آموس هوكستين، حطّ في بيروت امس مساء ويغادرها اليوم الى تل أبيب على الأرجح، لم يصدر اي موقف يحتج على الزيارة، لا سيما من الذين تلقوا التطمينات عشية اغتيال القيادي العسكري في “حزب الله” فؤاد شكر، بأن اسرائيل لن تقصف الضاحية.
جاء هوكستين وغادر من دون اي ازعاج، حتى ولو تظاهرة صغيرة “غبّ الطلب”، لم تعرقل سير موكب هوكستين الذي تنقل بسلاسة في شوارع بيروت، وحطّ في “عين التينة” باستقبال لم يُخِل من الحفاوة المعتادة حين قدومه الى دارة ال”boss”.
“ما علينا”، الظروف إستثنائية وقاسية على لبنان ولا سيما “حزب الله”، ولا يجوز الذهاب بعيدا في هكذا امور، طالما ان الأحداث الجارية خطرة، وتفترض عدم الوقوف عند هذه التفاصيل، التي يجري دسّها في اللبن الصافي بين طهران وواشنطن.
هذه هي المعادلة، هوكستين في بيروت يكرر مواقفه السابقة عينها، الهدنة في غزة ثم لاحقا لبنان، لا جديد قاله في نصه المكتوب، لكن ذلك لا يعكس واقع الحال، ولا يعبر عن حقيقة ما نقله الى “حزب الله” عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، تحديدا من زاوية ما كان أُتُّهم به، انه لم يصدُق مع الرئيس بري في شأن تحييد الضاحية، لم ينف هوكشتين الواقعة، لكنه حوّلها الى حجة، مفادها “اننا نتعامل مع حكومة حرب اسرائيلية، لا نقدِّر ماذا يمكن ان تفعل، حتى التطمينات لا يمكن ان نركن اليها”، وهذا ما يقوله اغتيال شكر.
وهي ايضا، رسالة تحذير للحزب، من ان اي رد سيقوم به، سيوفر ذريعة لاسرائيل، وهو ما يقوله قادتها ويهددون، بأن اسرائيل لن تقف مكتوفة، ويشيرون الى نموذج غزة وبالتالي قد تلقى دعما اضافيا في ما يمكن ان تقوم به.
خلاصة ما جاء به هوكستين الى لبنان، هو انكم تتعاملون مع خطر داهم، حاولوا ان تؤجلوا مجيئه وتطوّرِه، وان واشنطن تطلب من “حزب الله” ما تطلبه من الحكومة الاسرائيلية، خفض التصعيد، وتعمل على تحقيق تقدم نحو وقف اطلاق النار في غزة.
--------
جنوبية
جاء هوكستين وغادر من دون اي ازعاج، حتى ولو تظاهرة صغيرة “غبّ الطلب”، لم تعرقل سير موكب هوكستين الذي تنقل بسلاسة في شوارع بيروت، وحطّ في “عين التينة” باستقبال لم يُخِل من الحفاوة المعتادة حين قدومه الى دارة ال”boss”.
“ما علينا”، الظروف إستثنائية وقاسية على لبنان ولا سيما “حزب الله”، ولا يجوز الذهاب بعيدا في هكذا امور، طالما ان الأحداث الجارية خطرة، وتفترض عدم الوقوف عند هذه التفاصيل، التي يجري دسّها في اللبن الصافي بين طهران وواشنطن.
ذلك ان المعادلة “السحرية” التي تتبناها وتروج لها الممانعة وغيرها، ان حكومة الحرب الاسرائيلية تريد حربا شاملة، ليس على لبنان فحسب، بل على ايران نفسها، وان الحكمة والعقلانية تتطلب منع هذه الحرب، ولا سبيل لمنعها، الا باللجوء الى واشنطن، التي لا تريد هذه الحرب ايضا.
الحكمة والعقلانية تتطلب منع هذه الحرب، ولا سبيل لمنعها، الا باللجوء الى واشنطن
هذه هي المعادلة، هوكستين في بيروت يكرر مواقفه السابقة عينها، الهدنة في غزة ثم لاحقا لبنان، لا جديد قاله في نصه المكتوب، لكن ذلك لا يعكس واقع الحال، ولا يعبر عن حقيقة ما نقله الى “حزب الله” عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، تحديدا من زاوية ما كان أُتُّهم به، انه لم يصدُق مع الرئيس بري في شأن تحييد الضاحية، لم ينف هوكشتين الواقعة، لكنه حوّلها الى حجة، مفادها “اننا نتعامل مع حكومة حرب اسرائيلية، لا نقدِّر ماذا يمكن ان تفعل، حتى التطمينات لا يمكن ان نركن اليها”، وهذا ما يقوله اغتيال شكر.
هذه الرسالة قد تنطوي على تشجيع ل”حزب الله”، ان يقوم بالرد النوعي على اغتيال شكر، وقد تكون العكس تماما، التحذير من الاقدام على الرد. فهي تشجيع، لأن ما يقوله هوكستين ان حكومة الحرب الاسرائيلية غير منضبطة، ويمكن ان تقوم بأي خطوة عدوانية ضد “حزب الله”، وبالتالي عدم رد الحزب لا يضمن حتى منع عدوان اسرائيلي، مشابه لما جرى في الضاحية، او يتجاوزه في النوع والكم، لذا سيكون الرد افضل من الاحجام طالما النتيجة هي ذاتها.
ما يقوله هوكستين ان حكومة الحرب الاسرائيلية غير منضبطة، ويمكن ان تقوم بأي خطوة عدوانية ضد “حزب الله”
وهي ايضا، رسالة تحذير للحزب، من ان اي رد سيقوم به، سيوفر ذريعة لاسرائيل، وهو ما يقوله قادتها ويهددون، بأن اسرائيل لن تقف مكتوفة، ويشيرون الى نموذج غزة وبالتالي قد تلقى دعما اضافيا في ما يمكن ان تقوم به.
وطالما ان هوكشتين مسبوق بتهمة العجز او الكذب، فهذا يعني ان اي ضمانة تصدر عنه ستكون عرضة للتشكيك من “حزب الله” وحتى ال “boss”.
هوكشتين مسبوق بتهمة العجز او الكذب
خلاصة ما جاء به هوكستين الى لبنان، هو انكم تتعاملون مع خطر داهم، حاولوا ان تؤجلوا مجيئه وتطوّرِه، وان واشنطن تطلب من “حزب الله” ما تطلبه من الحكومة الاسرائيلية، خفض التصعيد، وتعمل على تحقيق تقدم نحو وقف اطلاق النار في غزة.
في المقابل، تشير مصادر مطلعة في واشنطن، الى ان “الاشهر التي تسبق موعد الانتخابات الاميركية هي الاخطر في المنطقة، بسبب ان نتنياهو وحكومته، في اكثر المراحل تفلتا من الضوابط الاميركية، ولا يمكن توقع افعالها ولا ردود افعالها، من لبنان الى ايران”.
الاشهر التي تسبق موعد الانتخابات الاميركية هي الاخطر في المنطقة
--------
جنوبية