نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


هل مازال العرب خارج التاريخ؟






مفكرون عرب قالوا إن العرب خرجوا من التاريخ ولكننا نتساءل هل مازالوا خارج التاريخ؟
من يعرف القدرات البشرية والاقتصادية والميزات الجيوسياسية والتاريخية للبلاد العربية يصيبه الذهول من الوهن والتدهور على مستوى الأنظمة السياسية والمجتمعية التي وقعت فيها تلك البلدان.


 

وقد دخل العرب والمسلمون صراعا حضاريا مع الغرب المسيحي منذ الفي عام. فالحروب الصليبية كانت تحت شعارات دينية وجنود يحملون الصليب مندفعين الى الشرق لنهب الثروات والقضاء على الدور الإسلامي وخاصة من خلال تحرير القدس واستمرت هذه الحروب حتى انتصر عليهم القائد الإسلامي الكردي صلاح الدين الايوبي وانتصر في موقعة حطين 1187 وطرد الصليبيين من المشرق العربي. وخلال تلك الحملة الصليبية تم نقل الاف المخطوطات العلمية العربية الى أوروبا وعمل رجال الكنيسة على ترجمتها والاستفادة منها وللأسف تم تشويه محتوياتها في تلك الفترة وسرقة نتائجها العلمية.
وكانت هناك في الاندلس حضارة اسلاموية عروبية اموية مزدهرة شكلت منارة في أوروبا من تطور العلم والثقافة والصحة والتجارة والرقي الحضاري، حيث تعايش العرب والاسبان مسلمون ومسيحيون ويهود بأمان وتسامح. وكانت حضارة الاندلس طريق عبور لانتقال العلوم والمخطوطات العربية والإسلامية الى أوروبا.
ولكن على كل عربي ومسلم ان يقرأ تاريخ الاندلس وتاريخ تلك الحضارة الجميلة التي بنيت في بلد متخلف اسمه اسبانيا، لدجة ان العديد من المستشرقين الاسبان يعتبرون تلك القرون فترة ذهبية في تاريخ اسبانيا. ولكن للأسف كان تعامل المسيحيين الاسبان وحشيا وعدائيا جدا حيث قاموا بقتل وتدمير معالم الحضارة وطردوا العرب والمسلمين وحتى اليهود هربوا من اسبانيا الى أوروبا الشرقية. وبذكر اليهود يؤكد الكير من الباحثين بأن اكثر من تسامح مع اليهود وتعامل معهم بعلاقات إنسانية هم العرب والمسلمون. بينما اضطهد اليهود عبر التاريخ من قبل نبوخذ نصر البابلي قبل الميلاد، حيث سباهم وجلبهم الى بابل كعبيد. وكذلك كل المجتمعات الأوروبية كانت تتعامل بسلبية مع اليهود وتمنعهم من العيش كمواطنين في مجتمعات تواجدهم. والسبب الأساسي هو سلوك هؤلاء اليهود وخبثهم وبحثهم عن جني الأموال عبر الطرق غير المشروعة. فمثلا في روسيا كرهوا اليهود في عهد القيصرية لأنهم كانوا ينتجون الفودكا ويبيعونها للفلاحين الروس طيلة العام لتلقوا ثمنها مضافا اليه فائدة مجحفة آخر العام، وكانوا ينافسون التجار الروس ويتغلبون عليهم.
وحتى في مملكة الخزر التي كانت في جنوب روسيا وأوكرانيا وحاكمها يهودي وامتدت من القرن السابع وحتى القرن الحادي عشر للميلاد، كان هناك قادة للجيش من المسلمين الترك وغيرهم. والروس والمغول هم من قضى على مملكة الخزر ونزح اليهود الى اوروبا الشرقية والغربية. أي انه لا يوجد شيء اسمه شعب يهودي وانما يهود معتنقين لليهودية وهم من قوميات واعراق مختلفة جدا. وبالمناسبة نشأت فكرة الشعب اليهودي في نهاية القرن التاسع عشر، كما أكد على ذلك "البروفيسور الاسرائيلي شلومو ساند" في كتابه "اختراع الشعب اليهودي". وكان من اهداف هذا الاختراع الترويج لأهداف الحركة الصهيونية المتوافقة مع مصالح الغرب المسيحي المتصهين لتأسيس دولة إسرائيل ونقل يهود العالم اليها. وليس سرا ان العديد من دول العالم كانت ترغب بالتخلص من اليهود لممارستهم الضارة للمجتمع. وقاد فكرة تأسيس دولة لليهود هو سياسيون وقادة حكومة بريطانيون منذ نهاية القرن التاسع عشر والتي تتوجت بوعد وزير الخارجية البريطاني بلفور، الذي كان يكره اليهود.
وهكذا أصبح للغرب الاستعماري قاعدة في قلب العالم العربي والإسلامي وبذلك خرج المستعمرون من بلادنا وهم مطمئنون بان هناك من يتابع مسيرتهم الاستعمارية ويتابع سياستهم المعادية للعرب والمسلمين وكافة شعوب الشرق بما فيهم مسيحيو الشرق.
واستمر الصراع الحضاري وتراجع العرب اكثر بالرغم من اكتشاف ثروات نفطية هائلة وبالرغم من وحدة اللغة والدين والتاريخ والثقافة العربية إلا أن شعوب البلاد العربية ابتعدت عن بعضها لدجة انها تحولت الى أمم قطرية مختلفة. وهنا كان لمخططات الغرب دورا كبيرا في ذلك.
ولكن العرب يتحملون مسؤولية رئيسية امام التخلف والتراجع والتدهور الحضاري امام تقدم الغرب التكنولوجي والعلمي والعسكري. وبالطبع تبقى العوامل السياسية في مقدمة الأسباب. فطبيعة الحكومات والحكام تقودنا الى فهم جوهر المشكلة.
فمنها قمع الشعوب وخنق حرية الفكر والابداع ونشر الفساد والاستئثار بالسلطة والثروة وعدم خلق نهضة علمية حقيقية، بل اعتمد حكام المنطقة على الغرب في كل ما يحتاجونه. وبذلك حصلت تبعية سياسية واقتصادية للغرب الذي لديه مخططات لإبقاء البلاد العربية والإسلامية متخلفة ومرتهنة لما يقدمه الغرب لها من صناعات ووسائل خدمية بما فيها حماية هذه الأنظمة أمنيا وعسكريا.
وبدل توحد الجهود العربية والإسلامية في فرض موقفها على إسرائيل والغرب الذي يدعمها بضرورة حل القضية الفلسطينية وفق القرارات الدولية، فانهم يرفعون شعارات تنادي نفس الغرب الاستعماري الداعم لإسرائيل المحتلة لفلسطين بحل القضية. وهنا نتذكر كلمات هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، الذي مات بعد ان عاش 100 عاما، قال في مذكراته التي كتبها بعد خمسين عاما من حرب حزيران التي مني فيها العرب بالهزيمة، قال وهو يهودي من أصل الماني، بأن هدفه الأساسي كان هو عدم انتصار العرب على إسرائيل.
إذا نظرنا الى نسبة المغتربين واللاجئين من البلدان العربية الى مختلف بقاع الأرض ندرك أحد اهم أسباب تخلفنا وهو هجرة العقول العلمية. وكذلك سياسات الحكام بمسخ عقول الناس بشعارات وقيم وتقاليد تجعل الشعوب مكبلة ومسلوبة الإرادة ولا تفكر الا بكيفية تأمين لقمة العيش.
حتى تاريخنا شوهوه وحولوه الى تاريخ لبطولات الحكام الذين دمروا المجتمعات وارجعوها الى الخلف مئات السنين.
باختصار أسباب تخلفنا وبقائنا خارج التاريخ هو عاملان: الأول يكمن في ذواتنا لأننا نقبل بالذل والهوان والخضوع لحكام خونة ومرتهنين للغرب وإسرائيل، والثاني يتجسد في الضغوطات الخارجية المستمرة منذ الاف السنين والتي تهدف لمنع أي تقدم واستقلالية لبلداننا.
كل الخيوط تؤدي لنتيجة واحدة وهي ان إسرائيل وقبلها كل الصراعات الكبرى بين الغرب والشرق هي تعبير عن صراع حضاري حقيقي وعن هدف استراتيجي غربي للهيمنة الاستعمارية على المشرق العربي والإسلامي.
وللأسف فان بعض العرب بدل ان يطالبوا بحقوق للشعب الفلسطيني الشقيق ارتموا في أحضان الكيان الصهيوني وطبعوا معه بالمجان. ولكن الشعوب لن تقبل بالذل والهوان الى ما لانهاية. لذلك جاءت 7 أكتوبر لتلقن الكيان المحتل درسا استراتيجيا مؤلما لن ينساه لمائة عام. فقد كسرت لدى اليهود إرادة البقاء والعيش في إسرائيل، وكسرت إرادة الجيش الإسرائيلي واجهاز الامن الإسرائيلي الذي روجت له الدعاية الصهيونية بانه لا يقهر.
وفي سوريا تستمر الثورة من خلال انتفاضة اهل جبل العرب الأشم في السويداء الذين يحملون راية الحرية والكرامة وسياتي يوم وتتوسع الدائرة ولن يبقى نظام الاسد الفاسد المستبد الذي باع ويستمر ببيع سوريا للقوى العالمية من 2011 وحتى اليوم، كما باع ابوه الجولان للصهاينة في 1967.
----------
الحوار المتمدن

 

د . محمود الحمزة
الاربعاء 6 ديسمبر 2023