.

بدورها قالت وكالة “مهر ” الإيرانية إن عدة انفجارات سُمعت داخل قاعدة مطار “خراب الجير” التابعة للقوات الأمريكية في المالكية بريف الحسكة، جراء استهدافها بطائرةٍ مسيّرة، مع اندلاع حريق وتصاعد الدخان من داخلها.

ولم تشر الوكالة إلى من يقف خلف الهجوم، في وقت تتوجه الأنظار إلى إيران والميليشيات المدعومة منها في المنطقة.

في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الميليشيات الإيرانية الموجودة في العراق هي من استهدفت القاعدة الأمريكية بريف الحسكة، مشيرًا إلى أن انفجار المسيّرة المفخخة أدى إلى اشتعال الحرائق لأكثر من 40 دقيقة داخل القاعدة، دون ورود معلومات عن سقوط قتلى وجرحى لدى القوات الأمريكية.
وأضاف المرصد أن القوات الأمريكية كانت لديها معلومات أن قواعدها قد تستهدف بالمسيّرات، لذلك كان هناك تحليق مكثف للطائرات المروحية والحربية الأمريكية قبيل الاستهداف، إلا أن الطائرة المسيّرة وصلت إلى هدفها ولم تتمكن الدفاعات الجوية الأمريكية من إسقاطها.

اشتعال النيران عقب استهداف القاعدة الأمريكية في خراب الجير بريف الحسكة- 10 من آب 2024 (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

ولفت المرصد إلى أن هذه المرة الأولى، منذ شباط الماضي، التي تتمكن فيها المسيّرات الإيرانية من استهداف القواعد الأمريكية بشكل مباشر داخل الأراضي السورية، موضحًا أن قيام ما تعرف بـ “المقاومة الإسلامية” في العراق باستهداف القاعدة بشكل مباشر، هي رسالة واضحة من إيران أن طائراتها المسيّرة تستطيع اختراق الدفاعات الجوية الأمريكية داخل سوريا.
و”المقاومة الإسلامية في العراق” هي تحالف من الفصائل العسكرية التي تشير إليها الولايات المتحدة على أنها وكيلة لإيران، وتنتشر في العراق وسوريا، وهي المسؤولة عن معظم الاستهدافات التي طالت القواعد الأمريكية منذ منتصف تشرين الأول 2023 وحتى شباط الماضي.
ولم يصدر أي بيان رسمي من وزارة الدفاع الأمريكية بشأن الهجوم حتى لحظة إعداد هذا الخبر، ولم يتأكد ما إذا كانت الميليشيات الإيرانية هي التي نفذت الهجوم كامتداد للتوتر المتزايد بين طهران وتل أبيب.
ووثق “المرصد السوري” تعرض القواعد الأمريكية داخل الأراضي السورية منذ 19 من تشرين الأول 2023 حتى اليوم، لـ 135 هجومًا من قبل الميليشيات المدعومة من إيران.
وشملت الاستهدافات 40 هجومًا على قاعدة معمل كونيكو للغاز، 36 هجومًا على قاعدة حقل العمر النفطي، 20 على قاعدة خراب الجير برميلان، 16 على قاعدة الشدادي بريف الحسكة، 17 على قاعدة التنف.
وفي 5 من آب الحالي، قالت خلية الإعلام الأمني العراقي، إن قاعدة “عين الأسد” الجوية الواقعة في محافظة الأنبار تعرضت لـ”اعتداء” بصاروخين انطلقا من سيارة نقل داخل قضاء حديثة.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، إن حصيلة الجرحى إثر الهجوم الذي وقع على قاعدة “عين الأسد”، بلغت سبعة جرحى أمريكيين.
وأضاف المسؤول، عبر مراسلة إلكترونية لعنب بلدي، أن الجرحى هم خمسة عسكريين من أفراد الخدمة الأمريكية، إضافة إلى مقاولين أمريكيين اثنين، أصيبا في أثناء الهجوم.
ويأتي الهجوم على قاعدة خراب الجير، في وقت يتزايد فيه التصعيد بين إيران وميليشياتها وإسرائيل، ولا سيما عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، في طهران.