وفي حديثها إلى شبكة سي إن إن خلال جولة انتخابية في ولاية جورجيا، اتهمت الرئيس الجمهوري السابق بأنه "قسّم الأمة". وأكدت هاريس أنه سيكون من المفيد للشعب الأميركي أن يضم وزير جمهوري في إدارتها إذا فازت في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.
تطرقت هاريس خلال المقابلة إلى عدة قضايا هامة، بما في ذلك الهجرة، حيث شددت على ضرورة وجود "عواقب" للأشخاص الذين يدخلون الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
كما كررت هاريس دعمها "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وردّت بـ"لا" على سؤال عما إذا كانت ستعلق تسليم الأسلحة الأميركية لإسرائيل في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
كما تناولت هاريس الهجوم الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث أدانت العنف وأشارت إلى الحرب التي تشنها إسرائيل رداً على ذلك في قطاع غزة، مؤكدة أن "الكثير من الفلسطينيين الأبرياء قد قتلوا". ودعت هاريس إلى "وقف لإطلاق النار"، لكنها رفضت في الوقت نفسه "تغيير سياسة التسليح".
أجرت المذيعة دانا باش، التي شاركت في استضافة المناظرة بين ترامب وبايدن، المقابلة مع هاريس، بحضور المرشّح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا.
وفي هذا السياق، علّق جايسن ميلر، أحد المستشارين المقربين من منافسها الجمهوري، ساخراً بالقول إن هاريس تستخدم تيم والز "درعاً بشرية".
وكان لهاريس ذكرى مريرة من مقابلة أجرتها في يونيو/حزيران 2021 على قناة "إن بي سي" حول موضوع الهجرة الحساس، حيث بدت غير مستعدة وغير واثقة من نفسها، خصوصاً عندما انتقدها الصحافي المضيف على إحدى إجاباتها. وعلى الرغم من أن معظم استطلاعات الرأي تمنح الديمقراطية هاريس أفضلية طفيفة على ترامب، فإن المنافسة بينهما ما زالت شرسة، خصوصاً في بعض الولايات التي قد تكون حاسمة في الانتخابات.
من المقرر أن تعقب هذه المقابلة مناظرة مع ترامب على شبكة "إيه بي سي" في العاشر من سبتمبر/أيلول.
تجدر الإشارة إلى أنه قبل ثلاثة أسابيع فقط، وبعد أيام قليلة من اختيارها رسمياً كمرشحة الديمقراطيين للرئاسة، تعرضت هاريس لضغوط بشأن خططها لإجراء مقابلة إعلامية، وقالت للصحفيين على مدرج المطار في ديترويت: "لقد تحدثت مع فريقي وأريد أن نحدد موعداً للمقابلة قبل نهاية الشهر".
وقد أثار قرار الظهور المشترك انتقادات من بعض المراقبين، إذ قال سكوت جينينغز، المساعد الخاص السابق للرئيس جورج دبليو بوش، على قناة سي إن إن: "أعتقد أنه من الضعف الشديد والواضح أن تظهر مع نائبك"، مضيفاً أن هاريس تعاني من "نقص مقلق في الثقة" بقدراتها السياسية.
إلا أن مؤيدي هاريس يصرون على أن خطواتها مدروسة وتتسم بالوتيرة المناسبة، خصوصاً في ظل الظروف غير المسبوقة لترشحها بعد انسحاب الرئيس جو بايدن المفاجئ من السباق.
تاريخياً، لم تكن المقابلات المشتركة بين المرشحين الرئاسيين ونوابهم غريبة عن الساحة السياسية الأميركية. فقد أجرى باراك أوباما وجو بايدن مقابلة مشتركة مع برنامج "60 دقيقة" بعد أن تم اختيار بايدن كمرشح لمنصب نائب الرئيس في عام 2008، وبعد ثماني سنوات، فعلت هيلاري كلينتون ونائبها تيم كين الشيء نفسه. أما بالنسبة لهاريس والرئيس بايدن في عام 2020، فقد اختارا برنامج "20/20" على قناة إيه بي سي. وبعد أقل من أسبوع من إعلان ترامب عن ج. د. فانس كنائبه، تمت مقابلة الاثنين معاً على قناة فوكس.
ولكن منذ أن سلّمها بايدن الشعلة في أواخر الشهر الماضي، حدّت هاريس من معظم تفاعلاتها الصحفية إلى بيئات معدة مسبقاً وتحت سيطرة مُحكمة. وكانت آخر مقابلة رسمية لها في 24 يونيو/حزيران، أي قبل أكثر من شهرين، وهي فترة طويلة في الحياة السياسية.
كما أن تفاعلاتها العرضية مع الصحفيين - عبر إجابات قصيرة على أسئلة تُطرح بصوت عالٍ خلال تنقلاتها من وإلى فعاليات الحملة - لم تنجح ضبط مزاعم الجمهوريين بأنها تتجنب أي فرصة لتعرض سجلها وأجندتها تحت المجهر.
وقد أجرى منافسها ترامب ونائخ عدة مقابلات في الشهر الماضي، وهو ما جعل هاريس عرضة لانتقادات إضافية. قال ترامب لوسائل الإعلام في أوائل أغسطس/آب: "هي ليست ذكية بما يكفي لعقد مؤتمر صحفي، لن تجري مقابلات حتى مع أشخاص مؤيدين لأنها لا تستطيع أن تفعل أفضل مما يفعله بايدن".
تشير بعض التحليلات إلى أن المرشحة الديمقراطية بحاجة الآن إلى "تعزيز" الزخم الذي اكتسبته منذ دخولها السباق، كما أشار المستشار الجمهوري والناقد لترامب، تشيب فيلكل. وقال فيلكل: "عليها أن تخرج للعلن، عليها أن تُظهر أنها تستطيع التفكير تحت الضغط، لأن هذا جزء من ما يجب على الرئيس القيام به".
منذ حملتها في الانتخابات التمهيدية الرئاسية الديمقراطية في عام 2019، غيرت هاريس موقفها بشأن عدة سياسات رئيسية، وتراجعت عن بعض وعودها الأكثر ليبرالية.
على سبيل المثال، تخلت عن تعهداتها بدعم برنامج الرعاية الصحية للجميع. وتدعم الآن مشروع قانون حدودي من الحزبين يتضمن تخصيص مئات الملايين من الدولارات لبناء جدار حدودي، وهو شيء كانت هاريس قد وصفته سابقاً بأنه "غير أمريكي".
هذه التغييرات الواضحة قد تعرضها لاتهامات بتغيير مواقفها السياسية، وهي صفة غير مرغوب فيها لمرشحة لا تزال تحاول تحديد هويتها.