يوم العاشر من حزيران عام 2000 ، وفي الساعة الخامسة عصراً، بدأت تلاوة القرآن الكريم تنبعث عبر مكبرات الصوت من جميع مساجد مدينة تدمر، إذ إن الأصوات المنبعثة من المساجد هي الأصوات الوحيدة من المدينة التي تصل إلى السجن الواقع جنوب شرق مدينة تدمر، وعلى الرغم من الفضول الذي استبدّ في نفوس معظم السجناء آنذاك عمّا وراء ذلك، إلّا أن كثرة التحليلات والتأويلات لم تذهب بعيداً، بل ربما أجمع أكثرها على احتمال وفاة احد المسؤولين الكبار، كأن يكون ضابطاً برتبة عالية أو وزيراً، وليس اكثر من ذلك.
في السابعة مساءً أوعز رئيس المهجع للجميع بالنوم، باستثناء الحرس الليلي الذي عليه أن يبقى منتصبَ الجسد وخافض الرأس إلى الأسفل في وسط المهجع للرد على دورية الشرطة العسكرية التي تخاطبه عبر فتحة في وسط السقف، طولها متر وعرضها كذلك، يطلق عليها اسم (الشرّاقة)، على الحرس الليلي أن يستمرّ في انتصابه تحت الشراقة لمدة ساعتين، قلّما تمضيان دون عقوبة من دورية الشرطة العسكرية، إمّا بسكب الماء البارد على الجسد حين يكون الطقس بارداً في الشتاء، أو بالانبطاح على الأرض والقيام بشكل متتالٍ وسريع مزامنةً مع وابل من الشتائم المقذعة التي يتفوّه بها عنصر الدورية، وغالباً ما ينتهي فصل التعذيب بعبارة يطلقها ذلك العنصر ويمضي، ولكنها كفيلة بأن تُبقي السجين كتلة ملتهبة من الخوف والقلق، وأعني بذلك عبارة: “أنت معلَّم ولاه” وتعني: مُعاقَب، إذ في اليوم التالي حين يتم توزيع الطعام صباحاً، ينادي رئيس الدورية: “المعلَّم يطلع برّا”، فيخرج السجين (المعلّم) ليجد نفسه إمّا مكوّراً داخل الدولاب، أو ملقًى في وسط مجموعة من الشرطة العسكرية يمطرونه بالهراوات أو الكابلات وتتقاذفه أرجلهم في كل صوب.
كان عليّ في تلك الليلة أن أستيقظ في الواحدة ليلاً استعداداً لتادية نوبة الحراسة الليلية حتى الثالثة، وما إن وقفتُ متسمّراً تحت الشرّاقة كالعادة حتى بدأت أسمع جلبةً غريبة على سطح المهجع وكذلك على سطوح المهاجع المجاورة المتلاصقة ببعضها البعض، وقْعُ أرجل تمرّ مسرعةً واحاديث مبتسرة بين عناصر الشرطة لا أفهم منها شيئاً، مرت الساعة الأولى دون ان يكلّمني أحد من الشرطة، ولم ألاحظ أنهم كلّموا أحداً من المهاجع المجاورة أيضاً، الأمر الذي ولّد في نفسي قليلاً من الاطمئنان الذي سرعان ما تحوّل إلى رغبة جارفة بالمغامرة، إذ فكّرتُ بالتحرك نحو الزاوية القصوى للمهجع، إذ يتيح لي الوقوف هناك أن أرفع رأسي وأنظر إلى سطح المهجع عبر الشرّاقة دون أن يراني من هو فوق السطح، ففعلتُ ذلك بمزيد من الحذر الممزوج بالخوف، إذ إن حركةً كالتي أقوم بها تُعدّ مخالفةً جسيمة لا يمكن توقّع تداعياتها من العقاب، وما إن رفعت بصري إلى الأعلى حتى رأيت مجموعات من عناصر الشرطة تملأ السطح، وهي ترتدي الزيّ العسكري الكامل، حتى خوذة الرأس، وذلك خلافاً لما جرت عليه العادة في الأحوال الطبيعية، وكانت خطواتهم المتسارعة جيئةً وذهاباً وكذلك حركات وجوههم وملامحهم وعباراتهم المقتضبة بين بعضهم البعض توحي بكثير من الارتباك. استمرت مغامرتي مدّة دقيقتين، ثم عدتُ بحذر شديد إلى تحت الشراقة، وأنا ألتقط أنفاسي خشية أن يراني أحد عناصر الشرطة ماشياً او متحركاً، وتابعتُ الوقوف تحت الشراقة إلى ان اقتربت الساعة من الثالثة، فأيقظت زميلاً لي، كان ينبغي أن يتابع مهمته في الحراسة الليلة بعدي، وتدثرت ببطّانيتي الوحيدة معصوب العينين، ولم يعد بوسعي مقاومة الفضول الذي حال دون انام بقية تلك الليلة.
في تمام السابعة صباحاً، وفي الوقت الذي كان رئيس المهجع يوعز قائلاً: الجميع استيقاظ، كانت مآذن الجوامع تردّد بشكل متواتر: “على جميع العسكريين في مدينة تدمر التوجّه إلى الساحة العامة، للمشاركة في مسيرة حداد على روح فقيد الوطن والأمة الرئيس حافظ الأسد”.
لعل سماع هذا البلاغ تزامناً مع حالة الاستيقاظ أو النهوض من استلقاء دام أكثر من عشر ساعات، قد أحدث للوهلة الأولى ارتباكاً وحالة من الذهول لدى معظم السجناء، وبدا كل واحد ينظر إلى الآخر ليتأكّد أن ما يسمعه حقيقة أم حلم أم ماذا؟ ثم ما لبثت لحظات الذهول والارتباك أنْ تحوّلت إلى طور آخر من ردّات الفعل، تراوحت ما بين البكاء فرحاً، والهرع إلى زاوية المهجع للسجود بعيداً عن بصر السجّان، والبعض من السجناء آثر أن يغطّي رأسه ببطّانيته ليعبّر عن ردّات فعله دون أن يرى الآخرون ملامحه.
من المهم الإشارة إلى أن أغلب السجناء – حينذاك – قد أتمّ عشرين سنة من عمره في السجن، إذ اعتقل معظمهم في بداية الثمانينيات، وكان أقلّهم مكوثاً في المعتقل – وأنا واحد منهم – قد أتمّ أربعة عشر عاماً في السجن، ولعله من المهم أيضاً التنويه إلى ان جميع السجناء قد صدرت بحقهم أحكام إمّا من المحكمة الميدانية أو محكمة أمن الدولة، وكلتاهما محكمتان استثنائيتان، ولا يعني أبداً انتهاء مدّة الحكم الإفراج عن المعتقل، بل أغلب السجناء أمضوا ضعفً المدّة التي حُكموا بها، ولذلك فإن الشعور المشترك، بل ربما اليقين السائد لدى جميع السجناء أن الخلاص من سجن تدمر مرهون بزوال حافظ الأسد حصراً.
ما يمكن ذكره في صباح اليوم التالي لموت حافظ الأسد، أن يستيقظ السجناء للمرة الأولى، وربما منذ سنوات طوال، دون سماع سياط السجانين وصراخ السجناء وارتفاع آهاتهم، وقد استمر وقف التعذيب الجسدي على إثر موت حافظ الأسد مدّة واحد وعشرين يوماً فقط، تخلل تلك الفترة مجيء لجنة أمنية إلى سجن تدمر بتاريخ السابع عشر من حزيران، تتألف من اللواء هشام الاختيار واللواء حسن خليل واللواء محمد سيفو، وقد قابلوا على مدى يومين معظم سجناء تدمر، كانت المقابلة لا تستغرق أكثر من دقيقتين لكل سجين، حيث يقف السجين ليسمع من احدهم ما فحواه: “يا ابني نحنا بعهد وطني جديد، عهد الرئيس بشار الأسد، والوطن بحاجة الجميع، وحضّرو حالكن لنبني البلد ونكون كلنا إيد وحدة”، ولا شك أن ما قيل قد رفع منسوب التفاؤل كثيراً لدى السجناء، إذ يمكن التأكيد على أن الكثير منهم بات يأمل أن يعيش بقية حياته خارج السجن، ويحظى برؤية أهله وذويه، بعد أن كان أغلبهم فاقداً لأي أمل بحياة خارج أسوار السجن.
كانت بداية شهر تموز من ذلك العام إيذاناً تمهيدياً بانخفاض منسوب التفاؤل، وهو اليوم الذي أفاق السجناء على عودة أصوات السياط والهراوات التي تنهش أجساد السجناء، ثم ما لبث ذاك التفاؤل أن انهار نهائياً صبيحة السادس عشر من شهر تشرين الثاني، إذ اكتفى بشار الأسد بإصدار عفو بالإفراج عن ( 600 ) معتقلاً فقط، ليس من سجن تدمر فحسب، بل من جميع السجون السورية، في حين أن عدد السجناء في سجن تدمر فقط يتجاوز الآلاف.
لم تنته مأساة معتقلي سجن تدمر بموت حافظ الأسد، ولكن ربما اتخذت مساراً آخر أقلّ إيلاماً، فالمنجزات الأسدية شرٌّ جميعها بالتأكيد، ولكن يمكن المقارنة بين ما هو سيءٍ وما هو أقل سوءًا، ففي أواخر شهر تموز من العام 2000 أصد الوريث الأسدي قراراً بإغلاق سجن تدمر، وكذلك سجن المزة العسكري، ونقل جميع السجناء إلى سجن صيدنايا الذي كان بمثابة فندق من الدرجة الراقية آنذاك، مقارنة بسجن تدمر، وربما اعتقد المعتقلون أنهم برحيلهم من سجن تدمر نحو صيدنايا سيودّعون أقذر مسلخ بشري في العصر الحديث، ولكن ربما – أيضاً – غاب عن الكثير منهم أن استمرار الحكم الأسدي مرهون باستمرار المسالخ البشرية.
------------
العربي القد يم
في السابعة مساءً أوعز رئيس المهجع للجميع بالنوم، باستثناء الحرس الليلي الذي عليه أن يبقى منتصبَ الجسد وخافض الرأس إلى الأسفل في وسط المهجع للرد على دورية الشرطة العسكرية التي تخاطبه عبر فتحة في وسط السقف، طولها متر وعرضها كذلك، يطلق عليها اسم (الشرّاقة)، على الحرس الليلي أن يستمرّ في انتصابه تحت الشراقة لمدة ساعتين، قلّما تمضيان دون عقوبة من دورية الشرطة العسكرية، إمّا بسكب الماء البارد على الجسد حين يكون الطقس بارداً في الشتاء، أو بالانبطاح على الأرض والقيام بشكل متتالٍ وسريع مزامنةً مع وابل من الشتائم المقذعة التي يتفوّه بها عنصر الدورية، وغالباً ما ينتهي فصل التعذيب بعبارة يطلقها ذلك العنصر ويمضي، ولكنها كفيلة بأن تُبقي السجين كتلة ملتهبة من الخوف والقلق، وأعني بذلك عبارة: “أنت معلَّم ولاه” وتعني: مُعاقَب، إذ في اليوم التالي حين يتم توزيع الطعام صباحاً، ينادي رئيس الدورية: “المعلَّم يطلع برّا”، فيخرج السجين (المعلّم) ليجد نفسه إمّا مكوّراً داخل الدولاب، أو ملقًى في وسط مجموعة من الشرطة العسكرية يمطرونه بالهراوات أو الكابلات وتتقاذفه أرجلهم في كل صوب.
كان عليّ في تلك الليلة أن أستيقظ في الواحدة ليلاً استعداداً لتادية نوبة الحراسة الليلية حتى الثالثة، وما إن وقفتُ متسمّراً تحت الشرّاقة كالعادة حتى بدأت أسمع جلبةً غريبة على سطح المهجع وكذلك على سطوح المهاجع المجاورة المتلاصقة ببعضها البعض، وقْعُ أرجل تمرّ مسرعةً واحاديث مبتسرة بين عناصر الشرطة لا أفهم منها شيئاً، مرت الساعة الأولى دون ان يكلّمني أحد من الشرطة، ولم ألاحظ أنهم كلّموا أحداً من المهاجع المجاورة أيضاً، الأمر الذي ولّد في نفسي قليلاً من الاطمئنان الذي سرعان ما تحوّل إلى رغبة جارفة بالمغامرة، إذ فكّرتُ بالتحرك نحو الزاوية القصوى للمهجع، إذ يتيح لي الوقوف هناك أن أرفع رأسي وأنظر إلى سطح المهجع عبر الشرّاقة دون أن يراني من هو فوق السطح، ففعلتُ ذلك بمزيد من الحذر الممزوج بالخوف، إذ إن حركةً كالتي أقوم بها تُعدّ مخالفةً جسيمة لا يمكن توقّع تداعياتها من العقاب، وما إن رفعت بصري إلى الأعلى حتى رأيت مجموعات من عناصر الشرطة تملأ السطح، وهي ترتدي الزيّ العسكري الكامل، حتى خوذة الرأس، وذلك خلافاً لما جرت عليه العادة في الأحوال الطبيعية، وكانت خطواتهم المتسارعة جيئةً وذهاباً وكذلك حركات وجوههم وملامحهم وعباراتهم المقتضبة بين بعضهم البعض توحي بكثير من الارتباك. استمرت مغامرتي مدّة دقيقتين، ثم عدتُ بحذر شديد إلى تحت الشراقة، وأنا ألتقط أنفاسي خشية أن يراني أحد عناصر الشرطة ماشياً او متحركاً، وتابعتُ الوقوف تحت الشراقة إلى ان اقتربت الساعة من الثالثة، فأيقظت زميلاً لي، كان ينبغي أن يتابع مهمته في الحراسة الليلة بعدي، وتدثرت ببطّانيتي الوحيدة معصوب العينين، ولم يعد بوسعي مقاومة الفضول الذي حال دون انام بقية تلك الليلة.
في تمام السابعة صباحاً، وفي الوقت الذي كان رئيس المهجع يوعز قائلاً: الجميع استيقاظ، كانت مآذن الجوامع تردّد بشكل متواتر: “على جميع العسكريين في مدينة تدمر التوجّه إلى الساحة العامة، للمشاركة في مسيرة حداد على روح فقيد الوطن والأمة الرئيس حافظ الأسد”.
لعل سماع هذا البلاغ تزامناً مع حالة الاستيقاظ أو النهوض من استلقاء دام أكثر من عشر ساعات، قد أحدث للوهلة الأولى ارتباكاً وحالة من الذهول لدى معظم السجناء، وبدا كل واحد ينظر إلى الآخر ليتأكّد أن ما يسمعه حقيقة أم حلم أم ماذا؟ ثم ما لبثت لحظات الذهول والارتباك أنْ تحوّلت إلى طور آخر من ردّات الفعل، تراوحت ما بين البكاء فرحاً، والهرع إلى زاوية المهجع للسجود بعيداً عن بصر السجّان، والبعض من السجناء آثر أن يغطّي رأسه ببطّانيته ليعبّر عن ردّات فعله دون أن يرى الآخرون ملامحه.
من المهم الإشارة إلى أن أغلب السجناء – حينذاك – قد أتمّ عشرين سنة من عمره في السجن، إذ اعتقل معظمهم في بداية الثمانينيات، وكان أقلّهم مكوثاً في المعتقل – وأنا واحد منهم – قد أتمّ أربعة عشر عاماً في السجن، ولعله من المهم أيضاً التنويه إلى ان جميع السجناء قد صدرت بحقهم أحكام إمّا من المحكمة الميدانية أو محكمة أمن الدولة، وكلتاهما محكمتان استثنائيتان، ولا يعني أبداً انتهاء مدّة الحكم الإفراج عن المعتقل، بل أغلب السجناء أمضوا ضعفً المدّة التي حُكموا بها، ولذلك فإن الشعور المشترك، بل ربما اليقين السائد لدى جميع السجناء أن الخلاص من سجن تدمر مرهون بزوال حافظ الأسد حصراً.
ما يمكن ذكره في صباح اليوم التالي لموت حافظ الأسد، أن يستيقظ السجناء للمرة الأولى، وربما منذ سنوات طوال، دون سماع سياط السجانين وصراخ السجناء وارتفاع آهاتهم، وقد استمر وقف التعذيب الجسدي على إثر موت حافظ الأسد مدّة واحد وعشرين يوماً فقط، تخلل تلك الفترة مجيء لجنة أمنية إلى سجن تدمر بتاريخ السابع عشر من حزيران، تتألف من اللواء هشام الاختيار واللواء حسن خليل واللواء محمد سيفو، وقد قابلوا على مدى يومين معظم سجناء تدمر، كانت المقابلة لا تستغرق أكثر من دقيقتين لكل سجين، حيث يقف السجين ليسمع من احدهم ما فحواه: “يا ابني نحنا بعهد وطني جديد، عهد الرئيس بشار الأسد، والوطن بحاجة الجميع، وحضّرو حالكن لنبني البلد ونكون كلنا إيد وحدة”، ولا شك أن ما قيل قد رفع منسوب التفاؤل كثيراً لدى السجناء، إذ يمكن التأكيد على أن الكثير منهم بات يأمل أن يعيش بقية حياته خارج السجن، ويحظى برؤية أهله وذويه، بعد أن كان أغلبهم فاقداً لأي أمل بحياة خارج أسوار السجن.
كانت بداية شهر تموز من ذلك العام إيذاناً تمهيدياً بانخفاض منسوب التفاؤل، وهو اليوم الذي أفاق السجناء على عودة أصوات السياط والهراوات التي تنهش أجساد السجناء، ثم ما لبث ذاك التفاؤل أن انهار نهائياً صبيحة السادس عشر من شهر تشرين الثاني، إذ اكتفى بشار الأسد بإصدار عفو بالإفراج عن ( 600 ) معتقلاً فقط، ليس من سجن تدمر فحسب، بل من جميع السجون السورية، في حين أن عدد السجناء في سجن تدمر فقط يتجاوز الآلاف.
لم تنته مأساة معتقلي سجن تدمر بموت حافظ الأسد، ولكن ربما اتخذت مساراً آخر أقلّ إيلاماً، فالمنجزات الأسدية شرٌّ جميعها بالتأكيد، ولكن يمكن المقارنة بين ما هو سيءٍ وما هو أقل سوءًا، ففي أواخر شهر تموز من العام 2000 أصد الوريث الأسدي قراراً بإغلاق سجن تدمر، وكذلك سجن المزة العسكري، ونقل جميع السجناء إلى سجن صيدنايا الذي كان بمثابة فندق من الدرجة الراقية آنذاك، مقارنة بسجن تدمر، وربما اعتقد المعتقلون أنهم برحيلهم من سجن تدمر نحو صيدنايا سيودّعون أقذر مسلخ بشري في العصر الحديث، ولكن ربما – أيضاً – غاب عن الكثير منهم أن استمرار الحكم الأسدي مرهون باستمرار المسالخ البشرية.
------------
العربي القد يم