وأوضحت: "وافق نتنياهو على طلب بايدن إخلاء كيلومتر واحد من محور فيلادلفيا (طوله نحو 14 كلم) على طريق البحر والاكتفاء بالحد الأدنى من المواقع العسكرية. أي أن نتنياهو وافق على أن يكون هناك تواجد للجيش الإسرائيلي، ولكن مع الحد الأدنى من المواقع".
وبحسب المصدر ذاته، تعهد نتنياهو بأنه إذا حصل على موافقة حماس ببقاء قوات الجيش الإسرائيلي في فيلادلفيا، فلن ينسف الصفقة معها بسبب محور نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه.
وتابعت القناة: "قبل رئيس الوزراء الحل الأمريكي الذي سيمنع عبور المسلحين (الفلسطينيين) والأسلحة إلى الشمال في نتساريم، ويتنازل عن مطلب إقامة نقاط تفتيش أو مواقع عسكرية تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي".
ولم توضح القناة طبيعة الحل الأمريكي بشأن محور نتساريم.
ويصر نتنياهو على مواصلة الحرب على غزة، والتمسك باستمرار السيطرة العسكرية على محوري فيلادلفيا الحدودي مع مصر، وممر نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه، ما يقلل فرص نجاح مفاوضات الهدنة المستأنفة في القاهرة.
في المقابل، تصر حماس على إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي كاملا من قطاع غزة، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، ضمن أي اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وقالت القناة: "حصل المصريون على التفاصيل وسلموها إلى حماس، ولكن الإسرائيليين لا يعرفون حقا ما الذي تفكر فيه الحركة (بشأن المقترح)".
وقالت القناة إن "فريق التفاوض الإسرائيلي يعتقد أن حماس لن توافق على هذا العرض".
واعتبرت أنه "سيكون بإمكان نتنياهو القول إنه نجح في البقاء بمحور فيلادلفيا (إذا وافقت حماس على المقترح) على عكس رأي قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الذين قالوا إنه يمكن الانسحاب منه".
ونقلت القناة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين لم تسمهم، أنه "كان هناك اتفاق على الطاولة منذ شهر ونصف، لكن قضية فيلادلفيا أخرت المفاوضات".
والأربعاء، نقل موقع "والا" العبري عن مصدرين إسرائيليين مطلعين، أنه "بأمر من نتنياهو، سلم ممثلو إسرائيل في المفاوضات لممثلي مصر والولايات المتحدة الخرائط التي بموجبها ستواصل قوات الجيش الإسرائيلي الانتشار على طول محور فيلادلفيا كجزء من تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، ولكن على نطاق أضيق".
وأضاف الموقع حينها: "رفض المصريون هذا الاقتراح، وأوضحت الولايات المتحدة لإسرائيل أن الخريطة التي تم نقلها غير مقبولة".
ولم يصدر تعقيب من حماس على مقترح نتنياهو الجديد بشأن محور فيلادلفيا حتى الساعة 08:25 تغ.
ويأتي مقترح نتنياهو تزامنا مع توجه وفد من حركة حماس إلى القاهرة للاطلاع على تطورات محادثات وقف إطلاق النار المرتقب استئنافها السبت أو غدا الأحد.
واستضافت العاصمة القطرية الدوحة في 15 و16 أغسطس/ آب الجاري، جولة محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وفي ختامها أعلن الوسطاء تقديم واشنطن مقترح اتفاق جديدا لتقليص الفجوات بين إسرائيل وحماس.
واعتبرت حماس أن المقترح الأمريكي يستجيب لشروط نتنياهو، وخاصة رفضه وقفا دائما لإطلاق النار والانسحاب الشامل من قطاع غزة، وإصراره على مواصلة احتلال ممر نتساريم ومعبر رفح ومحور فيلادلفيا، كما وضع شروطا جديدة في ملف تبادل الأسرى، وتراجع عن بنود أخرى، ما يحول دون إنجاز صفقة التبادل.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة أسفرت عن أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.