نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


(قصة إنسانية)"غزة تكافح".. حكاية "رب أسرة" بعمر 12 عاما




الطفل عبد الله صلاح (12 عاما)، يعيش بمركز إيواء في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، يتحمل مسؤوليات أكبر من سنه بدءا من طهي الطعام وصولا لتوفير مستلزمات الحياة..


الطفل عبد الله صلاح (12 عاما) مركز إيواء في مخيم جباليا- الاناضول
الطفل عبد الله صلاح (12 عاما) مركز إيواء في مخيم جباليا- الاناضول
 غزة/ 
يقول الطفل صلاح للأناضول:
-الحياة صعبة جدا في شمال غزة حيث لا يتوفر الطعام والمياه
- النظافة معدومة في مراكز الإيواء
- مياه الصرف الصحي تتسرب للشوارع ومراكز الإيواء وخيام النازحين
-الهدنة ضرورة لتوفير الطعام والمياه لسكان الشمال ولتضمن لنا عودة كريمة إلى منازلنا  
يصارع الطفل عبد الله صلاح، الذي يقيم في مركز للإيواء بمخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة، متاعب الحياة التي تجلت ملامحها الأخيرة بـ"الجوع والعطش وانعدام النظافة".
ففي الوقت الذي من المفترض أن يعيش فيه الطفل صلاح (12 عاما) طفولته بكافة تفاصيلها ويحصل على حقوقه كاملة، يجد نفسه مرغما على المكافحة من أجل البحث عن طعام لأسرته.
يأتي ذلك في ظل المجاعة التي يعاني منها سكان محافظتي غزة والشمال جراء نفاد الأغذية الأساسية، بعد 4 شهور من الحرب والحصار الإسرائيلي المشدد.
ومؤخرا، لجأ سكان غزة والشمال لاستخدام أعلاف الحيوانات بديلا عن الدقيق لصناعة الخبز وسد رمقهم.
وحسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، فإن نحو 600 ألف مواطن شمال غزة يتعرضون للموت نتيجة المجاعة وانتشار الأمراض والقصف الإسرائيلي، فيما حذرت الأمم المتحدة، في بيان سابق، من أن 2.3 مليون شخص في قطاع غزة معرّضون لخطر المجاعة.
ومنتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن جميع سكان القطاع يعانون من "انعدام الأمن الغذائي"، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
 
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت حتى الأحد 27 ألفا و365 شهيدا و66 ألفا و630 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.

**إطعام العائلة

أمام مركز الإيواء، يجلس صلاح برفقة مجموعة من أصدقائه يطهو حساء "العدس"، داخل قدر متوسط الحجم لا يكفي بالعادة لعشرة أشخاص، لكنه سيوزعه على 20 فردا من عائلته.
ومنذ أكثر من ساعتين، بدأ صلاح بطهي هذا الحساء الذي لم ينضج بعد بسبب ضعف النيران المستخدمة، والتي أشعلها باستخدام الأوراق.
وتعد الأوراق أسرع اشتعالا من الحطب كما أنها تحترق بسرعة كبيرة، ما يضطره لوضع كميات كبيرة من الأوراق بشكل متتال من أجل ضمان استمرارية اشتعالها.
الدخان المنبعث عن احتراق هذه الأوراق يصيب الأطفال المتجمعين حولها باختناق وسعال متكرر.
ويقول للأناضول، إنه يستيقظ من ساعات الصباح الباكر ينظف خيمة النزوح الخاصة بهم، ليشرع مباشرة بالبحث عن الطعام وطهيه.
ويوضح أن هذا الحساء سيتناوله أفراد الأسرة بدون أي إضافات، في ظل انعدام توفر الدقيق اللازم لصناعة الخبز.
وبالكاد يساهم هذا الحساء القليل بسد رمق العشرين فردا من عائلته، في ظل عدم توفر أي نوع آخر من الطعام، كما قال.

**انعدام مقومات الحياة

يستخدم الطفل صلاح الأوراق لإشعال النيران، في ظل عدم توفر الحطب وندرته وارتفاع أسعاره، فضلا عن ندرة توفر الوقود وغاز الطهي.
ويقول: "لا يوجد حطب ولا أخشاب ولا غاز ولا طعام ولا دقيق، لا يوجد شيء هنا".
ويذكر أن سكان الشمال يصبّرون أنفسهم بأقل القليل من أجل البقاء على قيد الحياة.
وفيما يتعلق بمياه الشرب، يقول الطفل إنها بالعادة غير متوفرة حيث يضطر هو وأفراد عائلته من الأطفال لقطع مسافات طويلة من أجل الحصول على المياه.
ويضيف مستكملا: "نحمل الجالونات المعبأة بالمياه لمسافات كبيرة وصولا إلى هذه الخيمة في مركز اللجوء".
كما أن انعدام سبل ومستلزمات النظافة، من الأمور التي فاقمت مصاعب الحياة التي يعيشها الطفل صلاح وعائلته وضاعفت معاناتهم.
وقال عن ذلك: "مياه الصرف الصحي (المجاري) تتسرب إلى مراكز الإيواء، للشوارع، ما يزيد الأوضاع سوءا".
إلى جانب ذلك، فإن الخيمة –في فترة المنخفضات الجوية- معرضة للغرق بمياه الأمطار، فيما تتسرب إليها مياه الأمطار المختلطة مع مياه الصرف الصحي، كما قال.
وأشار إلى أن انعدام مستويات النظافة داخل مكان النزوح يتسبب بأمراض صحية للمتواجدين خاصة الأطفال من المواليد والكبار بالسن.
ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع في 7 أكتوبر الماضي، قطعت إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة.
ولأكثر من مرة، حذرت مؤسسات أممية ودولية من انتشار الأمراض والأوبئة جراء أزمة المياه في القطاع، وانعدام مستلزمات ومستويات النظافة.

**الهدنة ضرورة

يعتقد الطفل الفلسطيني أن الملاذ الوحيد من هذه المجاعة والأوضاع الصحية المتردية التي يعيشونها في غزة والشمال، هو التوصل إلى هدنة ووقف إطلاق النار.
وقال: "نريد هدنة توفر لنا عودة كريمة إلى منازلها، وتوفر لنا دخول المساعدات، والطعام والشراب والمياه ومقومات الحياة".
ووصف حياته في مركز النزوح هذا بـ"المتعبة"، لافتا إلى أنهم نزحوا من مكان سكنهم منذ 7 أكتوبر الماضي.
والخميس، قال مصدر فلسطيني مطلع للأناضول، إن حركة حماس ما تزال تجري مباحثات مع الفصائل الفلسطينية لاتخاذ موقف موحد بشأن عرض صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل ووقف إطلاق النار في غزة، ومن ثم تقديمه للجانب المصري.
والثلاثاء، قال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، إن حركته تسلمت مقترحا تم تداوله في اجتماع باريس الأحد، وأنها تلقّت دعوة لزيارة القاهرة من أجل بحث الاتفاق، دون تحديد موعد زيارته للعاصمة المصرية.
والأحد، عُقد اجتماع في العاصمة الفرنسية باريس بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، لبحث صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب في غزة، تتم عبر 3 مراحل، وفق مصادر فلسطينية وأمريكية.
وتقدّر تل أبيب وجود نحو 136 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين، لكن لا تأكيد بشأن العدد النهائي لدى الطرفين.
وبوساطة قطرية مصرية أمريكية، توصلت "حماس" وإسرائيل إلى هدنة مؤقتة استمرت لمدة أسبوع حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وجرى خلالها تبادل أسرى بين الطرفين، وإدخال مساعدات إنسانية محدودة وكميات وقود شحيحة إلى القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وكالات/ رمزي محمود/ الأناضول
الاثنين 5 فبراير 2024