إننــي أقــف أمامكــم اليــوم مــع امتنــان وشــكر كبيــر، ولكــن مــع شــعور أكبــر بالمســؤولية. أنــا فضــل
عبــد الغنــي المديــر التنفيــذي للشــبكة الســورية لحقــوق اإلنســان. إن التواجــد هنــا فــي هــذا التجمــع
الموقــر، واالحتفــال المهــم، والحصــول علــى الجائــزة الفرنســية األلمانيــة لحقــوق اإلنســان ليــس
مجــرد شــرف لــي شــخصياً، بــل هــو اعتــراف بالجهــود الحثيثــة التــي يبذلهــا فريقنــا بأكملــه فــي
الشــبكة الســورية لحقــوق اإلنســان.
أوال ً وقبــل كل شــيء، أود ُّ أن أعــرب عــن خالــص شــكري للجنــة الجائــزة الفرنســية األلمانيــة علــى
هــذه الجائــزة المرموقــة. كمــا أعــرب عــن امتنانــي للحكومتيــن األلمانيــة والفرنســية لدعمهمــا الدائــم
واهتمامهــم بعملنــا فــي الشــبكة الســورية لحقــوق اإلنســان.
وبــدء ســقوط القتلــى واعتقــال مئــات المواطنيــن، 2011مــع بدايــات الحــراك الشــعبي فــي آذار/
تولــد لــدي خــوف مــن ضيــاع بيانــات الضحايــا والمختفيــن قســرياً، وهــذا مــا دفعنــي إلــى تأســيس
، وهــو مــا عملنــا عليــه بشــكل يومــي وعلــى2011الشــبكة الســورية لحقــوق اإلنســان فــي حزيــران/
ثــة عشــر عامــاً، قمنــا اســتنادا ً إلــى منهجيــة عمــل جديــة، ببنــاء قاعــدة بيانــات مركزيــة،امــدى ث
وأصدرنــا إحصائيــات وتقاريــر بنــاء ً عليهــا.
أصبحــت الشــبكة الســورية لحقــوق اإلنســان مصــدرا ً أساســيا ً للعديــد مــن هيئــات األمــم المتحــدة
مثــل لجنــة التحقيــق الدوليــة، المفوضيــة الســامية لحقــوق اإلنســان، آليــة التحقيــق المســتقلة،
اليونيســيف، وفــي محكمــة العــدل الدوليــة، وفــي المحاكــم األوروبيــة، ومرجعــا ً وشــريكا ً مــع العديــد
مــن المنظمــات الدوليــة. وكذلــك فــي المجــات المحكمــة واألبحــاث األكاديميــة، وأخيــرا ً للعديــد مــن
دول العالــم، ولوســائل اإلعــام المحليــة والدوليــة.
2مدير الشبكة السورية لحقوق اإلنسان يحصل
على الجائزة الفرنسية األلمانية لحقوق اإلنسان
علــى الرغــم مــن جهــود التوثيــق الحثيثــة واألدلــة الدامغــة التــي لدينــا، مــا زال اإلفــات مــن العقــاب هــو
ً ســيد الموقــف فــي ســوريا، يجــب أال ننســى أبــدا ً أن َّ النظــام الســوري ارتكــب العديــد مــن الجرائــم
ضــد اإلنســانية وجرائــم الحــرب ضــد الشــعب الســوري، وبالتالــي فهــو فاقــد للشــرعية أوالً، وثانيــا
يجــب علــى جميــع دول العالــم محاربــة هــذه الجرائــم.
معتقــل تعســفي أو ألــف 152مشــرد قســرياً، و مليــون 12 ً يجــب أن نتذكــر فــي هــذه اللحظــات
مختــف ٍ قســرياً، وأكثــر مــن ربــع مليــون مدنــي قتيــل، كل هــؤالء وأهلهــم ينتظــرون منــا جهــودا
متواصلــة ً لمحاســبة كافــة مرتكبــي االنتهــاكات وفــي مقدمتهــم النظــام الســوري، نحــن نعمــل مــع
الضحايــا ومــن أجلهــم.
وال يمكــن إيجــاد حــل للكارثــة الســورية دون جهــد جماعــي مــن المجتمــع الدولــي، وتعــد الشــراكة
الفرنســية األلمانيــة التــي تجســدها هــذه الجائــزة مثــاال ً ســاطعا ً علــى هــذا التعــاون.
واليــوم أحــث المجتمــع الدولــي علــى تجديــد التزامــه بإيجــاد حــل سياســي يضمــن انتقــاال ً نحــو
الديمقراطيــة، وهــذا االلتــزام يقتضــي أن يكــون المجتمــع الدولــي عامــل تغييــر وليــس مجــرد
أصــوات إدانــة.
هــذه الجائــزة ترمــز إلــى أكثــر مــن مجــرد تقديــر؛ إنهــا تؤكــد علــى أولويــة االهتمــام بحقــوق اإلنســان،
والتــي أتمنــى أن تكــون متســاوية فــي جميــع البلــدان والنزاعــات، بغــض النظــر عــن األجنــدة
السياســية.
وبينمــا أقبــل هــذه الجائــزة، فإنهــا تدفعنــي نحــو مزيــد مــن االلتــزام بقضيــة حقــوق اإلنســان فــي
ســوريا، وتحقيــق االنتقــال الديمقراطــي. وإن الطريــق لتحقيــق ذلــك طويــل وملــيء بالتحديــات،
ويجــب علينــا االســتمرار فيــه حتــى النهايــة، والبنــاء علــى شــجاعة الشــعب الســوري فــي تحــدي
ييــن الضحايــا.ااالســتبداد، وأيضــا ً مــن أجــل حقــوق م
أشــكركم مــرة ً أخــرى علــى هــذا الشــرف العظيــم، وعلــى دعمكــم المســتمر، وأتطلــع إلــى مزيــد ٍ مــن
النقــاش والتعــاون معكــم.