وجاء في الإعلان أن وزير الدفاع "فرض عقوبات" على تلك السفن، ولكن في نهاية 15 يوليو/تموز الماضي، نشرت الأوامر التي وقعها غالانت في السجلات الإسرائيلية والتي تأمر بـ"الاستيلاء" على الناقلات لأغراض "المصادرة"، من أجل "إحباط أنشطة حزب الله وفيلق القدس".
مصادر تمويل
وبحسب مزاعم وزارة الدفاع الإسرائيلية، يشارك مسؤولون كبار في حزب الله في إدارة تجارة النفط، من بينهم محمد قاسم البزال المسؤول عن محاور تمويل التنظيم، ومحمد كاتسير المسؤول عن التمويل مع فيلق القدس، وكذلك رجل الأعمال براء قاطرجي الذي قتل قبل شهر بانفجار أثناء سفره على طريق بيروت دمشق مع عضو بارز في حزب الله، حيث نسبت عملية الاغتيال إلى إسرائيل.
وينتمي قاطرجي إلى عائلة مقربة من نظام الأسد، وبحسب منشورات إسرائيلية مختلفة، كان يدير أنشطة العائلة في مجال النفط، بما في ذلك التجارة مع إيران، وهو ما أخضعه للعقوبات الأميركية.
ويأتي إصدار هذه الأوامر التي تعتبر الأولى من نوعها من جهة إسرائيلية ضد سفن إيرانية، بحسب ادعاء وزارة الدفاع الإسرائيلية، بعد تعقب للعديد من سفن الشحن المرتبطة بطهران، وكذلك بعد توثيق باستخدام الأقمار الصناعية لإبحار العديد من هذه السفن وناقلات النفط باتجاه ميناء بانياس السوري.
ووفقا للمزاعم الإسرائيلية، فإن الناقلات المرتبطة بإيران مسجلة لدى شركات وهمية حول العالم، وكشفت صور الأقمار الصناعية أنها انطلقت من إيران إلى ميناء بانياس في سوريا بصورة متخفية، حيث أطفأت أجهزة الإرسال الخاصة بها في محاولة للإفلات من المراقبة، لكن الأقمار الصناعية كشفت تفريغها النفط في سوريا.
خطوة غير عادية
وقال مراسل صحيفة "هآرتس" لشؤون السلاح والتكنولوجيا، عوديد يارون، إن هذه الخطوة تعد "غير عادية على الإطلاق" من جانب إسرائيل، التي شنت في الماضي حملة نشطة بوسائل عسكرية ضد تهريب النفط.
واستذكر يارون في تقرير له في "هآرتس" ما نسب إلى إسرائيل بإقدامها في مارس/آذار 2021، على إحباط تهريب النفط من إيران إلى سوريا بشكل منهجي، من خلال مهاجمة 12 سفينة على الأقل.
ولفت الصحفي الإسرائيلي إلى أن 8 ناقلات نفط تابعة لما أسماه "أسطول الأشباح الإيراني" قامت خلال عام 2023 بـ17 شحنة، بقيمة تزيد على مليار دولار، في انتهاك للعقوبات المفروضة على إيران وسوريا.
ورجح أن إسرائيل نفذت خلال عام 2023 عشرات الهجمات ضد سفن الشحن المختلفة المرتبطة بطهران، ويقدر أنها تسببت بأضرار وخسائر لإيران تقدر بمليارات الدولارات.
ويعتقد الصحفي أن معظم السفن المرتبطة بإيران والصادر بحقها أوامر مصادرة من قبل وزارة الدفاع الإسرائيلية قديمة ولا تتم صيانتها، مما يؤدي إلى حدوث تسربات وتلوث بيئي شديد، ومن أجل إخفاء مصدر النفط وحركته، يقومون بعمليات نقل خطيرة للنفط في وسط البحر، من سفينة إلى أخرى، دون اعتماد الرقابة والاحتياطات اللازمة.
وذكر أنه في عام 2021، حدث تسرب خطير من سفينة ليبية كانت تحمل النفط الإيراني إلى سوريا، وكانت تبحر على طول سواحل إسرائيل، وجهاز الإرسال الخاص بها مطفأ، وفي أعقاب التسرب، تمت تغطية 160 كيلومترا من ساحل إسرائيل على البحر الأبيض المتوسط بالقطران.