نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

الصراع على دمشق.. إلى متى؟

13/09/2024 - جمال الشوفي

( ماذا نفعل بالعلويين؟ )

12/09/2024 - حاتم علي

(عن الحرب بصفتها "الأهلية" ولكن!)

07/09/2024 - سميرة المسالمة *

(الأسد المتوجس من غَضبة الداخل)

31/08/2024 - إياد الجعفري*


عقود من العبث






أحداث أسبوع واحد أثبتت أن منطقتنا أمضت ما لا يقل عن 5 عقود من العبث، والأكاذيب الصارخة، التي كلّفتنا أرواحاً وأموالاً، وتدميراً للدول ونسيجها الشعبي، تحت شعارات واهية.


 والأحداث هي كالتالي: أولاً اتّفاق الإقرار بالذنب، الذي وقّعه العقل المدبّر لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، خالد شيخ محمد، ثم ألغاه وزير الدفاع الأميركي. فهذا الإرهابي، خالد شيخ محمد، يريد النجاة من الموت الآن.
هذا الإرهابي خالد شيخ محمد، وبمساعدة ومساندة الإرهابيّين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، ألقوا الشباب في المهالك، وقدّموهم حطباً في حرب إرهابية كلّفت المنطقة وسمعة الإسلام ما كلفت، بحجة الجهاد المزعوم.
وعندما جاءت ساعة الموت، أراد الإرهابي خالد شيخ محمد الفرار منها بإقرار الذنب، وبالتالي السجن مدى الحياة، بدلاً من الموت «مجاهداً» كما زعم وروّج للشباب، الذين غرّر بهم وألقاهم بالمهالك.
خطّط الإرهابي خالد شيخ محمد، وغيره من الإرهابيين، لهجمات 11 سبتمبر، وروّجوا أن مشروعهم مشروع «شهادة وجهاد». وعندما جاءته فرصة الموت على يد «العدو»، قرّر التعاون مع القضاء الأميركي والاعتراف بالذنب لتجنب الإعدام.
والسؤال هنا؛ ماذا عن شباب غرّر بهم من قبل «القاعدة»، والمجرمين الذين روّجوا لهم؟ هل لو منحت نفس هذه الفرصة لهؤلاء الشباب ليعيشوا سنوات أخرى، هل كانوا سيقررون اختطاف الطائرات، وتفجير مبنيي التجارة العالمية؟ هل كانوا سيقومون بعمليات انتحارية؟
لذلك، الدرس هنا والتذكير هو أن المفتين، والمخططين، والمحرضين، والمبررين، أخطر من المفجرين بألف مرة، لكن الضرر وقع للأسف، وها هم بعض المحرضين أصبحوا يزايدون علينا بالاعتدال، وها هو الإرهابي خالد شيخ محمد يريد الفرار من الموت.
والعبث الآخر، وطوال عقود، هو ما نراه الآن في الصراع بمنطقتنا على إثر حرب غزة، حيث ثبت لنا أنه لا إسرائيل نتنياهو دولة سلام، ولا إيران دولة حرب، ولا «حزب الله» حزب مقاوم.
اغتيال هنية في طهران يقول لنا إن نتنياهو ليس رجل سلام، ولا إسرائيل فعلياً قادرة على تحقيق السلام، فالقتل بالنسبة لهم أسهل من توقيع اتفاقية سلام، والتخطيط للقتل أسهل لهم من مفاوضات سلام.
وبالنسبة لإيران، فإن الثابت أنها لا تجرؤ على تغيير معادلة الحرب واللا حرب، وإنما مقدرتها الأساسية هي التخريب، وزعزعة أمن المنطقة، وليس مواجهة إسرائيل، وإن فعلت فإن ذلك لا يغير شيئاً بموازين القوى، ومعادلات الردع.
والأمر نفسه ينطبق على «حزب الله» الذي أثبت أنه يستطيع اختطاف لبنان، وتحريض الحوثي، لكن ليس الدفاع عن غزة، أو ردع إسرائيل التي قتلت قرابة 300 فرد من الحزب، وأبرز قياداته، ويقول حسن نصر الله إن الانتظار الإسرائيلي للردّ، المتوقع من الحزب، «هو جزء من الرد والعقاب، لأن المعركة نفسية ومعنوية وعسكرية»، هل هناك تضليل أكثر من هذا؟
والأمر نفسه ينطبق على «حماس»، التي أقدمت على السابع من أكتوبر (كانون الثاني) دون تقدير للعواقب. وعليه، أضاعت منطقتنا عقوداً نتيجة أكاذيب كبرى، وشعارات واهية، ولا بد من أخذ العبر، والسعي لمستقبل أفضل، لا يعتمد على شعارات وأكاذيب.
------------
الشرق الاوسط

طارق الحميد
الثلاثاء 20 غشت 2024