وفي مقابل الصدمة العربية التي تحمل مشاعر الغبطة والفخر، فإن الصدمة الإسرائيلية هي الكبرى على المستويات كافة، وفي مقدمها المستوى الاستخباري. كثير من التحليلات شبهت ما حدث أمس لجهة المباغتة بما حدث في حرب أكتوبر عام 1973. وليس من باب المصادفة أن المقاومة الفلسطينية اختارت أن تنفذ العملية في الذكرى الخمسين لاندلاع هذه الحرب، واستنساخ عنصر المباغتة، وهو ما نجحت به بشكل كبير. نجاح كانت الحالة الفلسطينية بحاجة إليه في المرحلة الراهنة، بعد تزايد الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
كانت إسرائيل تعلم أن هذه الانتهاكات لن تمرّ من دون رد، لكن المفاجأة جاءت في حجم هذا الرد. التسابق اليميني على اقتحام الأقصى، من الوزراء والمسؤولين والمستوطنين، إضافة إلى الاعتداءات اليومية على الضفة الغربية، وأخيراً اقتحام السجون من إيتمار بن غفير والاعتداء على الأسرى في زنازينهم، كل هذه الاستفزازات والاستباحة للشعب والأرض الفلسطينيين كانت بحاجة إلى عمليةٍ يظهر فيها أن هناك قدرة ردع مقابلة، وأن الممارسات الإسرائيلية لن تمرّ مرور الكرام. لكن ربما حالة الاسترخاء الذي تعيشه دولة الاحتلال نتيجة التسابق العربي على التطبيع والتنسيق معها، بغضّ النظر عن انتهاكاتها، دفعتها إلى الاعتقاد بأنها مطلقة اليد في فلسطين وخارجها.
يعلم الكل أن عملية المقاومة الفلسطينية ستستدرج ردّاً إسرائيلياً، وهو ما بدأ فعلاً، رغم أن دولة الاحتلال ليست بحاجةٍ إلى ذريعة لتنفيذ اعتداءاتها. لكن من المؤكد اليوم أن إسرائيل مربكة في ما يتعلق بحجم العدوان الذي ستشنه على قطاع غزة، خصوصاً مع العدد الكبير من الرهائن الإسرائيليين الذين اقتادهم عناصر المقاومة الفلسطينية إلى قطاع غزّة، والذين تقدّر أعدادهم بنحو 70 شخصاً، بينهم مسؤولون عسكريون. هذا العدد سيكون في حساب المسؤولين الإسرائيليين عند وضع خطط الرد على العملية، إذ يعلم أنه سيكون مضطراً في نهاية المطاف إلى الجلوس والتفاوض للإفراج عن أسراه في مقابل وقف العدوان والاعتداءات المتكرّرة، إضافة إلى الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وهناك حساب آخر يضعه الاحتلال في اعتباره في أثناء التخطيط للصدام المرتقب، وهو احتمال فتح أكثر من جبهةٍ في وقت واحد، وهو ما تلمح له حركة حماس منذ فترة، وهو ما تحدّث عنه القائد العام لكتائب عز الدين القسّام، محمد ضيف، خلال إعلانه عن عملية طوفان الأقصى، إذ توّج بالدعوة بشكل مباشر إلى “المقاومة في لبنان وسورية والعراق وإيران” لالتحام الجبهات. هذه الدعوة إن لم تكن بتنسيقٍ مسبق مع هذه الفصائل، وتحديداً حزب الله في لبنان، فإنها ستشكل إحراجاً لهذا الحزب في حال تصاعد العدوان المرتقب على قطاع غزّة، ما قد يدفعه إلى تدخل ما، وهو ما يعلمه المسؤولون الإسرائيليون.
من المؤكّد أن الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد تصعيداً إسرائيلياً كبيراً ضد الفلسطينيين بشكل عام، فحجم الخسائر البشرية والمعنوية الذي سبّبته “طوفان الأقصى” غير مسبوق، وما بعدها لن يكون كما قبلها لجهة خلق “قوة ردع” حقيقية في وجه الاحتلال.
العربي الجديد
كانت إسرائيل تعلم أن هذه الانتهاكات لن تمرّ من دون رد، لكن المفاجأة جاءت في حجم هذا الرد. التسابق اليميني على اقتحام الأقصى، من الوزراء والمسؤولين والمستوطنين، إضافة إلى الاعتداءات اليومية على الضفة الغربية، وأخيراً اقتحام السجون من إيتمار بن غفير والاعتداء على الأسرى في زنازينهم، كل هذه الاستفزازات والاستباحة للشعب والأرض الفلسطينيين كانت بحاجة إلى عمليةٍ يظهر فيها أن هناك قدرة ردع مقابلة، وأن الممارسات الإسرائيلية لن تمرّ مرور الكرام. لكن ربما حالة الاسترخاء الذي تعيشه دولة الاحتلال نتيجة التسابق العربي على التطبيع والتنسيق معها، بغضّ النظر عن انتهاكاتها، دفعتها إلى الاعتقاد بأنها مطلقة اليد في فلسطين وخارجها.
يعلم الكل أن عملية المقاومة الفلسطينية ستستدرج ردّاً إسرائيلياً، وهو ما بدأ فعلاً، رغم أن دولة الاحتلال ليست بحاجةٍ إلى ذريعة لتنفيذ اعتداءاتها. لكن من المؤكد اليوم أن إسرائيل مربكة في ما يتعلق بحجم العدوان الذي ستشنه على قطاع غزة، خصوصاً مع العدد الكبير من الرهائن الإسرائيليين الذين اقتادهم عناصر المقاومة الفلسطينية إلى قطاع غزّة، والذين تقدّر أعدادهم بنحو 70 شخصاً، بينهم مسؤولون عسكريون. هذا العدد سيكون في حساب المسؤولين الإسرائيليين عند وضع خطط الرد على العملية، إذ يعلم أنه سيكون مضطراً في نهاية المطاف إلى الجلوس والتفاوض للإفراج عن أسراه في مقابل وقف العدوان والاعتداءات المتكرّرة، إضافة إلى الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وهناك حساب آخر يضعه الاحتلال في اعتباره في أثناء التخطيط للصدام المرتقب، وهو احتمال فتح أكثر من جبهةٍ في وقت واحد، وهو ما تلمح له حركة حماس منذ فترة، وهو ما تحدّث عنه القائد العام لكتائب عز الدين القسّام، محمد ضيف، خلال إعلانه عن عملية طوفان الأقصى، إذ توّج بالدعوة بشكل مباشر إلى “المقاومة في لبنان وسورية والعراق وإيران” لالتحام الجبهات. هذه الدعوة إن لم تكن بتنسيقٍ مسبق مع هذه الفصائل، وتحديداً حزب الله في لبنان، فإنها ستشكل إحراجاً لهذا الحزب في حال تصاعد العدوان المرتقب على قطاع غزّة، ما قد يدفعه إلى تدخل ما، وهو ما يعلمه المسؤولون الإسرائيليون.
من المؤكّد أن الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد تصعيداً إسرائيلياً كبيراً ضد الفلسطينيين بشكل عام، فحجم الخسائر البشرية والمعنوية الذي سبّبته “طوفان الأقصى” غير مسبوق، وما بعدها لن يكون كما قبلها لجهة خلق “قوة ردع” حقيقية في وجه الاحتلال.
العربي الجديد