والاحتفال بالمولد النبوي في السودان يختلف عن غيره من البلدان، إذ يبدأ قبل ذكرى المولد في 12 ربيع الأول من السنة الهجرية، بنحو أسبوعين وتستمر الاحتفالات حتى تبلغ ذروتها في يوم المولد النبوي نفسه. وذكرى المولد يوم عطلة رسمية في السودان.
وبعد الاحتفالات التي أقيمت في المناطق الهادئة كعطبرة ومدني، يسعى سكان مدينة أمدرمان إلى الاحتفال بالمولد النبوي في أجواء مغايرة هذا العام.
ويرى منظمو الاحتفالات أنه لا بد من فسحة للأمل والراحة النفسية عبر "زفة المولد"، كما قال يوسف إسماعيل، أحد المنظمين لزفة المولد النبوي في أم درمان لنضال عثمان من بي بي سي.
وقال يوسف إسماعيل إن الاحتفالات تتم في ساحات معينة في أمدرمان، منها ساحة المولد النبوي.
وأضاف أنه "نظرا لحرمان الناس من الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى، فلم يعد أمامهم متنفس إلا المولد النبوي.
لكن الاحتفال هذا العام سيكون مختلفا بسبب استمرار الحرب. فمسيرة زفة المولد ستشق طريقا مختلفا، ولن يتمكن السودانيون – بحسب ما قاله إسماعيل – من نصب الخيام كما اعتادوا، وستقام الاحتفالات فقط في الزوايا والمساجد والمقار الصوفية. ولن يكون هناك تجمعات خوفا على الناس من الرصاص الطائش.
وقد لا تتاح الفرصة للسودانيين هذا العام لشراء حلوى المولد لأنها لم تصل بعد، بحسب ما قاله إسماعيل.
وأدت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية المنافسة لها إلى مقتل نحو 7500 شخص ونزوح أكثر من خمسة ملايين، منذ اندلاع القتال في أبريل/نيسان. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص أجبروا على الفرار من البلاد.
بدأت أعمال العنف في السودان في 15 أبريل/نيسان، بسبب صراع على السلطة بين قادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وجاء ذلك بعد أيام من التوتر مع إعادة انتشار أفراد قوات الدعم السريع في جميع أنحاء البلاد في خطوة اعتبرها الجيش بمثابة تهديد.
وتقول السلطات الصحية إن معظم المستشفيات الرئيسية في الخرطوم تعطلت.
وتقاتل قوات الدعم السريع للسيطرة على العاصمة، وتهدف الضربات الجوية للجيش إلى إضعاف مواقع قوات الدعم السريع.