بدت درنة الأكثر تضررا بعد الكارثة، وأظهرت صور الأقمار الصناعية حجم الدمار الهائل الذي خلفته الفيضانات وكشفت عن الأوضاع قبل الإعصار المدمر وما آلت إليه بعده، حيث محيت أحياء بكاملها من خريطة المدينة.
** بداية جديدة
الناشط السياسي الليبي فرج فركاش، قال إن مدينة درنة هي "ضحية من ضحايا الإهمال رغم تحذيرات متكررة من مثل هذه الكارثة"، مضيفا أن "أرواح أهالي درنة البريئة لا يجب أن تذهب سدى".وفي حديثه للأناضول، ذكر فركاش أن "الأولوية الآن هي إنقاذ ما يمكن إنقاذه تحت أنقاض المباني والأحياء التي جرفتها السيول، وذلك بعد انفجار سدين بوادي درنة".
وأشار إلى أن جهود الإنقاذ "لن تتأتّى إلا عبر البحر بعد أن تم فصل المدينة عما يجاورها، بعد انهيار الطرقات والجسور" لافتا إلى الضرورة العاجلة "لتوفير ما تحتاجه الأسر العالقة في المدينة من مستلزمات وأدوية".
وتابع فركاش: "درنة وحّدت الليبيين ونتمنى أن تكون نقطة الانطلاق لبداية أفضل لليبيا"، موضحا أنها "لن تكون كما كانت للأسف لأن المصاب جلل".
** درنة الجميلة
وفي السياق، نشر العديد من النشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو توضح حجم الكارثة التي حلت بالمدينة الواقعة بين الجبل والبحر، مبدين خلالها حزنهم على ما تعرضت له درنة من دمار.وكتب الناشط مفتاح جسار: "إذا كنت تعرف درنة فإنك اليوم ستصرخ في شوارعها وأنت تنادي عليها بحسرة وقهر، ولن تسمع غير هدير أمواج البحر".
وأضاف عبر حسابه على فيسبوك: "اختفى كل شيء جميل في درنة مزارع العنب والتفاح وشجرات التين والجمال الذي كان يقطن مزارع الوادي".
أما الصحفي فرج حمزة فكتب عبر حسابه على فيسبوك: "ستعود رائحة الياسمين وستعود درنة الزاهرة يوما ما".
والثلاثاء، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، تخصيص ملياري دينار (446.4 مليون دولار)، لمصلحة صندوق إعمار مدينتي بنغازي ودرنة، لإعادة تأهيل البلديات المنكوبة.
وكلف الدبيبة في القرار الذي أصدره ونشرته منصة "حكومتنا" (رسمية)، صندوق إعمار مدينتي بنغازي ودرنة بإعادة إعمار وتأهيل المناطق التي دمرتها السيول والأمطار، بالبلديات المنكوبة في المنطقة الشرقية.