يقول الجبنوني للأناضول: "قبل أن نصل إلى هذا المشهد الرائع لضيعتي، تطلب الأمر عناية كبيرة بالشجرة - من عمل وحراثة وتسميد ومداواة - منذ سقوط أوراقها خلال الخريف حتى إزهارها".
وعن انتشار زراعة أشجار المشمش بالمنطقة، يوضح: "منذ الثمانينات كان هناك مزارع اسمه مبروك بالجوادي الدجبنوين، قام بتطعيم هذه الشجرة عبر تلقيح من شجرتين ليحصل على هذه النوعية من المشمش، وأطلق عليها اسم الشاشي وهو أحد أجود أنواع المشمش".
وأضاف الجبنوني، أن هذه النوعية يقع جنيها خلال مدة شهر من منتصف مايو/أيار من كل عام، حتى منتصف يونيو/حزيران.
مشاكل التسويق
إلا أن الجبنوني أشار إلى أن للمزارعين مشاكل في التسويق بالقول: "الفلاح يتعب ويشقى للحصول على المنتوج ويأتي وسطاء يتاجرون به ويربحون أموالا كبيرة".
وتابع: "يعاني إنتاجنا من غياب مصانع التحويل والتصنيع، وحتى مخازن للتبريد لا توجد.. رغم أن هذه الثمرة حصلت على ميدالية ذهبية في سويسرا سابقا".
وزاد: "نحن نطلب من السلطات المعنية مساعدتنا في التسويق، وإيجاد حلول نتمكن عبرها من تخزين المنتوج وبيعه في ظروف أفضل"
التجفيف أسوة بتركيا
وقال الجبنوني: "نفكر في تجفيف المشمش، خاصة وأننا نعرف أن التجربة التركية في تجفيف المشمش وتسويقه ناجحة جدا، وحصلت منها على مداخيل كبرى.. نريد إنجاز مصنع للتجفيف وآخر لإنتاج مربى المشمش وهو ما تفتقده المنطقة".
ووفق الأناضول حققت ولاية ملاطيا وسط تركيا إيرادات بقيمة 113 مليونا و832 ألف دولار من صادرات المشمش المجفف، خلال الربع الأول من العام الجاري.
ولفت الجبنوني إلى أن ولاية القيروان (وسط) مختصة في إنتاج المشمش في مناطق مختلفة، منها خيط الواد وعين جلولة وحاجب العيون وعين بومرة"، وأردف: "نريد تجميع الجهود لإعطاء قيمة أكبر لهذه الفاكهة".
مواجهة التغيرات المناخية
ومن خلال الجولة في ضيعة رفيع الجبنوني، لاحظ مراسل الأناضول استعمال خراطيم الري المركز، وعن ذلك قال المزارع التونسي: "المناخ تغير كثيرا هنا، والمعروض المائي الذي كان متوفرا في سنوات سابقة لم يعد كذلك".
ويشير إلى أن الفلاح يعاني في إيجاد الأسمدة والأدوية التي أصبحت أسعارها باهظة، والأسمدة التي تتوفر أحيانا، وتشح في أغلب الفترات.
ولمواجهة قلة المياه يعتمد المزارعون إلى الري بالتنقيط، وهي طريقة تعمل على الطاقة الكهربائية، "وهذا يزيد من كلفة إنتاج ثمار المشمش" بحسب الجبنوني.
مهرجان للمشمش
سكان القرية لم يبقوا مكتوفي الأيدي أمام الصعوبات التي تواجه تسويق المشمش في الأسواق المحلية والخارجية، بل حاولوا إيجاد مبادرات لتثمين المنتج.
بليغ الجبنوني عضو بهيئة مهرجان المشمش الشاشي بخيط الواد قال: "المهرجان فكرة انطلقت من أبناء المنطقة من خلال جلسات بمقهى القرية".
وأوضح بليغ قائلا للأناضول: "المشمش الشاشي يحمل جودة مرتفعة لكن ثمنه بخس.. يشتريه وسطاء بثمن قليل ويبيعونه بثمن مرتفع".
وأضاف: "نريد التعريف بهذا المنتج من خلال المهرجان الذي ستكون فيه معارض.. ولكن أيضا أنشطة للأطفال ورالي للدرجات النارية ومهرجان خطابي".
وزاد: "نطلب من السلطات أن تمد لنا يد المساعدة في هذا، ونطلب تدعيم الإرشاد الفلاحي لتنبيه الفلاحين إلى أفضل السبل للإنتاج والتسويق".
المجتمع المدني
صلاح سعدلاوي أستاذ تعليم ثانوي وناشط بالمجتمع المدني بالمنطقة قال: "منطقة خيط الوادي تمتاز بمنتوجها الوفير للمشمش وخاصة نوعية الشاشي".
وأضاف سعدلاوي للأناضول: "الإنتاج وفير جدا هذا العام ولكن تقابله أزمة التسويق والبيع، وهذا تعاني منه المنطقة.. نحتاج حسن التصرف في مرحلة ما بعد الإنتاج من خلال زيادة قيمة بيعه في الأسواق العالمية".
ووفق سعدلاوي: "تمتد أشجار المشمش في خيط الوادي على ما يزيد من 120 هكتارا (الهكتار = 10 آلاف متر مربع) ويبيع الفلاح للوسطاء بنحو 2.1 دينار (0.67 دولار) للكيلوغرام الواحد، في حين يباع في أسواق الجملة بـ 4.5 دنانير (1.45 دولار)".
ووفق تصريحات رئيس دائرة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية (حكومية)، الحبيب غنام لراديو موزاييك، قدّرت صابة المشمش بالقيروان خلال الموسم الحالي بـ17 ألف طن، على مساحة 3 آلاف هكتار وتتركز بمعتمديات الشبيكة وحفوز والسبيخة وحاجب العيون وعين جلولة.