رئيس مكتب الطلبة في الجامعة، محمد نور شلاش، قال لعنب بلدي، إن الطالب الذي اعتدى على كادر جامعة “الشام” اسمه محمد ديبو، وهو عسكري يعمل لدى “الجبهة الشامية” التابعة لـ”الجيش الوطني” في مدينة مارع.
وبدأت المشكلة عندما طالب الشاب بتقديم الامتحان النظري فقط، وتجاوز الامتحان العملي، ومع الرفض المتكرر من إدارة الجامعة، جمع الطالب مجموعة من الشباب، وانتظروا الكادر التدريسي على الطريق المؤدي إلى الجامعة، واعتدوا عليهم بالضرب، بحسب شلاش.
وأضاف أن من بين المعتدى عليهم كان مدير الجامعة، ميسر الحسن، ونائبه، عبد القادر رشواني، إضافة إلى ستة مدرّسين قادمين من مدينة غازي عينتاب التركية.
وبحسب تسجيل صوتي لمسؤول المكتب الإعلامي في جامعة “الشام”، جاسم السيد، أرسله عبر مجموعات محلية مغلقة في تطبيق “تلجرام” (شائع الاستخدام في المنطقة) واطلعت عليه عنب بلدي، فإن المعتدي يدرس في الجامعة منذ سبع سنوات، واستنفد سنواته الدراسية إثر رسوبه المتكرر، وقدم اعتراضًا لإدارة الجامعة لاستكمال دراسته، ولقي اعتراضه قبولًا من قبل إدارة الجامعة.
ومع عودة الطالب لاستكمال التعليم، رفض تقديم امتحاناته للقسم النظري، مطالبًا بتقديم الجزء العملي منها، وهو ما لا يمكن السماح به بالنسبة لسياسة الجامعة، كما رفض دفع الأقساط المالية المترتبة عليه للعام الدراسي.
السيد قال إن رئيس الجامعة تواصل مع الطالب بشكل شخصي، وأبلغه بأنه سيدفع القسط السنوي عوضًا عنه في حال كانت أوضاعه المادية سيئة، لكن الطالب رد بأنه “يملك مالًا لشراء الجامعة، لكنه لا يريد دفع القسط”.

“الجيش الوطني” يعلّق

عقب ساعات على حادثة الاعتداء التي نفذها عنصر بـ”الجبهة الشامية” التابعة لـ”الفيلق الثالث” التابع لـ”الجيش الوطني”، أصدر الأخير توضيحًا أعرب خلاله عن وقوفه إلى جانب إدارة الجامعة، واعتقال عناصره المسؤولين عن الاعتداء.
وجاء في التوضيح الموقع باسم “الفيلق الثالث” أن قواته اعتقلت الفاعلين، وبانتظار إحالتهم إلى القضاء، كما سيعمل الفصيل على متابعة القضية مع إدارة الجامعة حتى محاسبة المسيئين.
ناشطون وحسابات إخبارية محلية نشرت صورًا قالت إنها للحظة اعتقال الطالب محمد ديبو، الذي اعتدى مع رفاقه على الكادر التدريسي في جامعة “الشام”.
ولم تنتهِ حادثة الاعتداء على الكادر التدريسي في جامعة “الشام” بعد اعتقال المسؤولين عن الاعتداء، إذ لا تزال بعض المنظمات والجهات تعلن عن دعمها للجامعة، بينما دعت أخرى لاحتجاجات تندد بالحادثة.
اتحاد طلبة سوريا الأحرار ” أصدر عقب الاعتداء بيانًا قال فيه إن ما حصل يشكّل “سابقة خطيرة جدًا واعتداء غير مسبوق ضد كوادر أكاديمية علمية لم تقترف ذنبًا ولم تحمل سلاحًا غير العلم والقلم”.
ودعا “اتحاد الطلبة” عبر “فيس بوك” إلى وقفة احتجاجية للمطالبة بمحاسبة المجموعة المسلحة التي اعتدت على كادر الجامعة أمام مبنى “الشرطة العسكرية” التابعة لـ”الجيش الوطني” في اعزاز.
جامعة “حلب الحرة ” تضامنت بدورها مع الكادر التعليمي لجامعة “الشام”، وأعلنت في بيان عن إضراب مفتوح وإيقاف العملية التدريسية والأنشطة الطلابية حتى يحاسَب المعتدون وفق القضاء.
 ليست الأولى منتصف آذار الماضي، نظّم معلمون في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي وقفة احتجاجية حملت مطالب عدة، بالتزامن مع إضراب ليوم واحد في مدارس المدينة وريفها، على خلفية اعتداء طال كوادر تدريسية في مدرستين بالمنطقة.
وطالبت الوقفة بإيقاف الاعتداءات على الكوادر التعليمية، واحترام المعلم والحرم المدرسي، ومنع رفع السلاح واستخدامه في وجه المعلم أو الطلاب أو الكادر التعليمي، في حالة تكررت بريف حلب.
وفي آذار 2022، شهدت مدينة الباب بريف حلب الشرقي إضرابًا لعدة مدارس استنكارًا ورفضًا للتسيّب الأمني، ولانتشار مظاهر العسكرة وحمل السلاح أمام أبواب المدارس دون رقيب، وردًا على الانتهاكات بحق المعلمين والطلاب والمؤسسة التعليمية.
وكانت وزارة الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة”، المظلة السياسية لـ”الجيش الوطني”، أصدرت ، في نيسان 2022، تعميمًا لضبط حمل السلاح في مناطق سيطرتها، وحصر وجوده في المعسكرات وخطوط المواجهة مع العدو والنقاط الأمنية، وأوصت بضرورة الاحتكام إلى القضاء للبت في أي خلاف.

جامعة “الشام”

أُسست جامعة “الشام العالمية” عام 2015 بدعم من هيئة الإغاثة الإنسانية التركية " اي اتش اتش "وبدأت أول فصولها الدراسية عام 2016، بقوام 300 طالب انضموا إلى كلياتها الأربع الأولى، كلية الشريعة والقانون، وكلية العلوم السياسية، وكلية الإدارة والاقتصاد، وكلية الهندسة التي تضم أقسام المعلوماتية والمدنية والفيزيائية والكيميائية.
وزادت الجامعة على كلياتها كلية التربية ومعلم صف، حسبما قال مدير الامتحانات، جاسم السيد، في حديث سابق لعنب بلدي، الذي قدر إجمالي عدد طلابها هذا العام بـ600 في كل الفروع.
وأضاف السيد أن الجامعة قاومت التحديات الأمنية التي كانت سائدة في المنطقة قبل أربعة أعوام، من قصف قوات النظام وروسيا مع تقدم قوات تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى أعتاب قرية شمارين، و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) إلى مدينة اعزاز، وتمكنت من التطور في طاقمها التدريسي وأدائها التعليمي.