بدلًا من فرض حظر تعسفي، يجب على السلطات الأمريكية معالجة المشاكل الكامنة وراء نماذج الأعمال القائمة على المراقبة من خلال إدخال لوائح تحكم جميع منصات التكنولوجيا لحماية حقوقنا الإنسانية بشكل فعلي في العصر الرقمي.“وعلى الرغم من حظر تيك توك، منح المشرعون الأمريكيون ميتا وغوغل ضوءًا أخضر يسمح لهما بمواصلة حصاد بياناتنا وإساءة استخدام حقوق الخصوصية الخاصة بنا. بدلًا من فرض حظر تعسفي، يجب على السلطات الأمريكية معالجة المشاكل الكامنة وراء نماذج الأعمال القائمة على المراقبة من خلال إدخال لوائح تحكم جميع منصات التكنولوجيا لحماية حقوقنا الإنسانية بشكل فعلي في العصر الرقمي.
لورين آرمستيد، نائبة مدير برنامج التكنولوجيا
“باتت مخاطر جمع البيانات الجماعية وخوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي معروفة جيدًا، مثل تضخيم الكراهية على منصات ميتا وتأثير المحتوى الضار على الصحة العقلية للشباب. وتعدّ أفضل طريقة لضمان الأمان على هذه المنصات هي أن تنظم الدول قطاع شركات التكنولوجيا العملاقة بشكل مجدٍ. لهذا السبب، تدعو منظمة العفو الدولية إلى فرض حظر على الإعلانات الموجهة وتدعو تيك توك على وجه التحديد إلى التوقف عن إضفاء الطابع الشخصي المفرط على صفحة ’فور يو‘ (For You) بشكل تلقائي”.
خلفية
في 2023، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرَيْن يسلطان الضوء على الانتهاكات التي يعاني منها الأطفال والشباب الذين يستخدمون تيك توك.
يفصّل التقرير الأول المُعنوَن يُدفعون إلى هاوية الظلام: كيف يشجع تيك توك على إيذاء النفس والتفكير الانتحاري كيف أن سعي تطبيق تيك توك، بلا كلل أو ملل، إلى جذب اهتمام المستخدِمين الشباب يخاطر بتفاقم المخاوف المتعلقة بالصحة العقلية، من قبيل الاكتئاب والقلق وإيذاء النفس.
ويُظهر التقرير الثاني المُعنوَن “أشعر أنني مفضوح”: عالق في شبكة الرقابة العنكبوتية على تيك توك كيف أن ممارسات تيك توك في جمع البيانات بطريقة تنتهك الحقوق إنما تستمد إدامتها من ممارسات المشاركة الضارَّة من قبل مستخدميها.
يشكل كلا التقريرين جزءًا من مجموعة من عملنا نكشف فيه نماذج أعمال شركات التكنولوجيا العملاقة التي تعطي الأولوية للأرباح على حساب حقوق الإنسان.
وقد سبق لمنظمة العفو الدولية أن وثّقت كيف ساهمت خوارزميات فيسبوك وسعي ميتا المتهور لتحقيق الربح في الفظائع التي ارتكبها جيش ميانمار ضد الروهينغيا في عام 2017.