ونوهت المنظمة الحقوقية، ومقرها الولايات المتحدة، إلى أن أحدث الحالات التي وثقتها كانت في سبتمتبر/ أيلول الفائت.
يأتي ذلك قبل أقل من شهر على افتتاح مونديال كأس العالم 2022 في العشرين من نوفمبر/ كانون الأول.
وحكت أربع نساء عابرات جنسيا، وامرأة ثنائية الميل الجنسي، ورجل مِثليّ كيف تعرضوا للاعتقال من جانب الأمن الوقائي بوزارة الداخلية القطرية.
وقالوا، في مقابلات مع المنظمة الحقوقية، إنهم "احتجزوا في سجن تحت الأرض بالدوحة" وإنهم "تعرضوا لتحرشات لفظية وانتهاكات بدنية تتراوح بين الصفع إلى الركل واللكز حتى الإدماء".
وحكت امرأة قطرية عابرة للجنس كيف احتُجزت ذات مرّة لمدة تجاوزت شهرين في زنزانة تحت الأرض، ومرة أخرى لمدة ستة أسابيع.
وبحسب هيومن رايتس ووتش: "في كل الحالات، أُجبر المعتقلون على فتح هواتفهم النقالة ومشاركة الشرطة معلومات تتعلق بأشخاص آخرين ينتمون لمجتمع المثليين".
وتجرّم قطر ممارسة الجنس خارج إطار الزواج، كما تجرّم المثلية الجنسية. ويمكن لمرتكب هذه الجرائم، حسب القانون القطري، أن يواجه عقوبة تصل إلى السجن سبع سنوات.
لكن أيا من المحتجزين المشار إليهم لم يوجَّه إليه اتهام. وترجّح هيومن رايتس ووتش أن يكون هؤلاء الستة قد احتُجزوا بموجب "قانون 2002" الذي يسمح بالاحتجاز لمدة أقصاها ستة أشهر دون توجيه اتهام للمحتجز شريطة وجود أسباب وجيهة تبعث على الاعتقاد بأنه ارتكب جريمة "بما في ذلك مخالفة الآداب العامة".
"ادعاءات غير صحيحة تماما"
ووصف مسؤول حكومي قطري ما جاء في بيان هيومن رايتس ووتش بأنه "محض ادعاءات غير صحيحة بشكل قاطع تماما".
وقال، في بيان رسمي، إن "قطر لا تتسامح مع ممارسة التمييز ضد أي شخص، وإن سياساتنا وما نتخذه من إجراءات قائمة على أساس من الالتزام والوفاء بحقوق الإنسان للجميع".
ونوه المسؤول القطري إلى أن الحكومة أجرت محادثات مع هيومن رايتس ووتش ومنظمات أخرى، غير أن "الادعاءات" الأخيرة لم تسمع بها الحكومة قبل نشرها عبر وسائل الإعلام.
وقال المسؤول القطري إن هيومن رايتس ووتش "لو كانت تواصلت معنا بشأن هذه الادعاءات لكُنّا فنّدناها".
وأصرّ المسؤول على أنه لا توجد "مراكز تحويل" تعمل في قطر. وأشار إلى وجود مراكز إعادة تأهيل تدعم الأشخاص الذين يعانون اضطرابات سلوكية، كتلك الاضطرابات المتعلقة بتناول الطعام والاضطرابات المتعلقة بالصحة النفسية.
واتهم المسؤول القطري هيومن رايتس ووتش "بنشر بيان يحتوي على معلومات خاطئة بشكل واضح". وقال إن هذا "يقوّض تعهّدها المعلَن من جانبها بالتزام الحقيقة فيما تنشر".
وطالبت المنظمة الحكومة القطرية بـ "وضْع نهاية لسوء معاملة مجتمع المثليين، بما في ذلك وقْف أي برامج مدعومة حكومية موجّهة إلى مراكز التحويل".
كما دعت الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا، إلى "الضغط على قطر لعمل إصلاحات من أجل حماية مجتمع المثليين في البلاد".
وأعرب عدد من نجوم كرة القدم عن مخاوفهم بشأن حقوق المشجعين، لا سيما المثليين، الذين سيؤازرون منتخباتهم في أثناء المونديال في قطر.
وقدّمت الجهات المنظمة لكأس العالم في قطر تأكيدات خلال الأسابيع الأخيرة على أن كل المشجعين "مرحب بهم" في المونديال.
وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم إنه سوف يُسمح باستخدام أعلام قوس قزح الخاصة بمجتمع الميم في الملاعب التي تقام فيها المباريات وحولها.