أظهر استطلاع أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وقناة «إيه بي سي» أنّ ترامب يتفوق على خصمه الديموقراطي بمقدار 10%. وفي استطلاع آخر أجرته جامعة هارفارد، قال 46% إنهم سيصوتون لترامب إذا أجريت الانتخابات اليوم، في مقابل 41% لبايدن بينما 13% لم يحسموا خيارهم.
إذاً، السباق الرئاسي في الولايات المتحدة يتجه إلى أن يكون مثيراً ومحتدماً في الأشهر المقبلة. وسيحاول بايدن رفع حظوظه، من خلال موقعه الرئاسي، بمحاولات لسد الثغرات التي أدت إلى النتائج الحالية، وإن تكن هذه النتائج مبكرة وأولية.
فهو سيعمل على استمالة الفئات التي لم تحسم خيارها، وقد يحدث تغييرات في تعاطي الولايات المتحدة مع الملفات الداخلية كالاقتصاد والهجرة، ومع الملفات الخارجية التي يبرز فيها اثنان ساخنان جداً في هذه المرحلة، وهما أوكرانيا وغزة.
كما سيعمل بايدن على سد ثغرة باتت تترك تأثيراً متزايداً على خيارات الناخبين الأميركيين، وهي عمره المتقدّم ومستوى قدراته الذهنية ومدى ملاءمتها لإدارة الدولة الأكبر في العالم، على مدى أربع سنوات مقبلة.
ومن الواضح أنّ ترامب استغل فجوات أصابت ذاكرة بايدن في الأشهر الأخيرة، وجرى تداولها عبر العالم، ولو أنّ ترامب نفسه يَصغر بايدن بأربع سنوات فقط، أي أنه إذا تولى الرئاسة في مطلع العام 2025، بالعمر الذي كان فيه بايدن عند بداية ولايته الحالية، فإنه سيبلغ في نهاية ولايته تلك العمر الذي بلغه بايدن اليوم.
في أي حال، العالم كله يترقّب المؤشرات التمهيدية للمعركة بين بايدن وترامب. والجميع يستعد لها بمراجعة الحسابات. وهذا الترقب ينطبق خصوصاً على الملفين الأكثر سخونة دولياً في هذه المرحلة، غزة وأوكرانيا، حيث يتجه المعنيون الأساسيون فيهما إلى تأجيل الحسم والتعاطي مع العام الحالي كمحطة مراوحة وانتظار.
في غزة، يعمل بنيامين نتنياهو لاستمرار الحرب أطول فترة ممكنة. فهو يتوقع أن تؤدي عودة ترامب إلى تغيير في النهج الأميركي المُعتمَد في مقاربة حرب غزة والملف الفلسطيني عموماً. ويتوقع أن تحصل إسرائيل من إدارة ترامب على مزيد من الدعم السياسي والعسكري، لأنها ستكون أكثر تفهماً لإسرائيل، وقد تقوم بإحياء «صفقة القرن»، أو تقدم مبادرات جديدة تريدها إسرائيل على غرار الاعتراف بالقدس عاصمة لها وغَض الطرف عن توسيع المستوطنات. كما أن فوز ترامب قد يبدّل في التوازنات السياسية الداخلية بين القوى والأحزاب في إسرائيل، إذ يعزز موقع اليمين.
ولكن، في المقابل، يعتقد محللون أنّ من الخطأ المبالغة في الرهان على اختلاف جذري في التعاطي الأميركي مع ملف غزة. فبايدن لا يقف اليوم في وجه نتنياهو، على رغم الانتقادات الحادة التي وجّهها إليه، على خلفية المبالغة في ممارسة العنف مع المدنيين في غزة، وهو يغطّي استمرار الحرب ما دام نتنياهو يريدها. وقد لا يكون نهج ترامب، في حال فوزه، أكثر تفهماً بكثير للموقف الإسرائيلي. وثمة من يعتقد أنّ واشنطن تستطيع التدخل اليوم في غزة ووَقف الحرب، لكنها لا تفعل.
أمّا في أوكرانيا فسيكون لفوز ترامب تأثير حاسم، على الأرجح.
فصحيح أنّ المساعدات العسكرية الأميركية كانت تصل إلى أوكرانيا قبل الحرب، وخلال عهد ترامب، إلا أنه كان يتحفظ على حجم تلك المساعدات، لا سيما نظام الصواريخ العالية الحركة «هيمارس». فقد اعتبر أنّ تكلفتها باهظة على الاقتصاد الأميركي. ولذلك، هو ربما يستخدم سلطته التنفيذية لتقليص هذا الدعم أو وَقفه.
وفي الموازاة، وبسبب علاقاته الطيبة مع فلاديمير بوتين، قد يعمد ترامب إلى اتخاذ خطوات تهدف إلى وقف التوترات السياسية والاقتصادية بين البلدين. وفي هذا السياق، قد يتخذ قرارات تؤدي إلى وقف الحرب في أوكرانيا. وإذا كان الجمهوريون يسيطرون على الكونغرس، فقد يقفون حائلاً دون استمرار الدعم العسكري الواسع لأوكرانيا.
وهذا الأمر يراهن بوتين على تحقيقه. فهو يعتقد أنّ وجود ترامب في البيت الأبيض سيمنحه الفرصة للغلبة في الحرب. وربما تحقيق طموحه للتوسع في شرق أوروبا، وخاصة في الدول التي انضوَت سابقاً في الاتحاد السوفياتي، بما في ذلك «إعادة تطويع» أوكرانيا و»استعادة» جزء من أراضيها وضمّها إلى روسيا. ولذلك، لن يوقف بوتين حرب أوكرانيا في المدى المنظور.
إذاً، في انتظار ترامب، هناك رجلان لا يريدان وقف الحرب: بنيامين نتنياهو وفلاديمير بوتين. فكلاهما حليفان يتوقعان منه «الدعم» عند دخوله مجدداً إلى البيت الأبيض. وحتى ذلك الحين، أي طوال العام الجاري، ستستمر الحروب الكارثية من غزة إلى أوكرانيا.
--------
الجمهورية
إذاً، السباق الرئاسي في الولايات المتحدة يتجه إلى أن يكون مثيراً ومحتدماً في الأشهر المقبلة. وسيحاول بايدن رفع حظوظه، من خلال موقعه الرئاسي، بمحاولات لسد الثغرات التي أدت إلى النتائج الحالية، وإن تكن هذه النتائج مبكرة وأولية.
فهو سيعمل على استمالة الفئات التي لم تحسم خيارها، وقد يحدث تغييرات في تعاطي الولايات المتحدة مع الملفات الداخلية كالاقتصاد والهجرة، ومع الملفات الخارجية التي يبرز فيها اثنان ساخنان جداً في هذه المرحلة، وهما أوكرانيا وغزة.
كما سيعمل بايدن على سد ثغرة باتت تترك تأثيراً متزايداً على خيارات الناخبين الأميركيين، وهي عمره المتقدّم ومستوى قدراته الذهنية ومدى ملاءمتها لإدارة الدولة الأكبر في العالم، على مدى أربع سنوات مقبلة.
ومن الواضح أنّ ترامب استغل فجوات أصابت ذاكرة بايدن في الأشهر الأخيرة، وجرى تداولها عبر العالم، ولو أنّ ترامب نفسه يَصغر بايدن بأربع سنوات فقط، أي أنه إذا تولى الرئاسة في مطلع العام 2025، بالعمر الذي كان فيه بايدن عند بداية ولايته الحالية، فإنه سيبلغ في نهاية ولايته تلك العمر الذي بلغه بايدن اليوم.
في أي حال، العالم كله يترقّب المؤشرات التمهيدية للمعركة بين بايدن وترامب. والجميع يستعد لها بمراجعة الحسابات. وهذا الترقب ينطبق خصوصاً على الملفين الأكثر سخونة دولياً في هذه المرحلة، غزة وأوكرانيا، حيث يتجه المعنيون الأساسيون فيهما إلى تأجيل الحسم والتعاطي مع العام الحالي كمحطة مراوحة وانتظار.
في غزة، يعمل بنيامين نتنياهو لاستمرار الحرب أطول فترة ممكنة. فهو يتوقع أن تؤدي عودة ترامب إلى تغيير في النهج الأميركي المُعتمَد في مقاربة حرب غزة والملف الفلسطيني عموماً. ويتوقع أن تحصل إسرائيل من إدارة ترامب على مزيد من الدعم السياسي والعسكري، لأنها ستكون أكثر تفهماً لإسرائيل، وقد تقوم بإحياء «صفقة القرن»، أو تقدم مبادرات جديدة تريدها إسرائيل على غرار الاعتراف بالقدس عاصمة لها وغَض الطرف عن توسيع المستوطنات. كما أن فوز ترامب قد يبدّل في التوازنات السياسية الداخلية بين القوى والأحزاب في إسرائيل، إذ يعزز موقع اليمين.
ولكن، في المقابل، يعتقد محللون أنّ من الخطأ المبالغة في الرهان على اختلاف جذري في التعاطي الأميركي مع ملف غزة. فبايدن لا يقف اليوم في وجه نتنياهو، على رغم الانتقادات الحادة التي وجّهها إليه، على خلفية المبالغة في ممارسة العنف مع المدنيين في غزة، وهو يغطّي استمرار الحرب ما دام نتنياهو يريدها. وقد لا يكون نهج ترامب، في حال فوزه، أكثر تفهماً بكثير للموقف الإسرائيلي. وثمة من يعتقد أنّ واشنطن تستطيع التدخل اليوم في غزة ووَقف الحرب، لكنها لا تفعل.
أمّا في أوكرانيا فسيكون لفوز ترامب تأثير حاسم، على الأرجح.
فصحيح أنّ المساعدات العسكرية الأميركية كانت تصل إلى أوكرانيا قبل الحرب، وخلال عهد ترامب، إلا أنه كان يتحفظ على حجم تلك المساعدات، لا سيما نظام الصواريخ العالية الحركة «هيمارس». فقد اعتبر أنّ تكلفتها باهظة على الاقتصاد الأميركي. ولذلك، هو ربما يستخدم سلطته التنفيذية لتقليص هذا الدعم أو وَقفه.
وفي الموازاة، وبسبب علاقاته الطيبة مع فلاديمير بوتين، قد يعمد ترامب إلى اتخاذ خطوات تهدف إلى وقف التوترات السياسية والاقتصادية بين البلدين. وفي هذا السياق، قد يتخذ قرارات تؤدي إلى وقف الحرب في أوكرانيا. وإذا كان الجمهوريون يسيطرون على الكونغرس، فقد يقفون حائلاً دون استمرار الدعم العسكري الواسع لأوكرانيا.
وهذا الأمر يراهن بوتين على تحقيقه. فهو يعتقد أنّ وجود ترامب في البيت الأبيض سيمنحه الفرصة للغلبة في الحرب. وربما تحقيق طموحه للتوسع في شرق أوروبا، وخاصة في الدول التي انضوَت سابقاً في الاتحاد السوفياتي، بما في ذلك «إعادة تطويع» أوكرانيا و»استعادة» جزء من أراضيها وضمّها إلى روسيا. ولذلك، لن يوقف بوتين حرب أوكرانيا في المدى المنظور.
إذاً، في انتظار ترامب، هناك رجلان لا يريدان وقف الحرب: بنيامين نتنياهو وفلاديمير بوتين. فكلاهما حليفان يتوقعان منه «الدعم» عند دخوله مجدداً إلى البيت الأبيض. وحتى ذلك الحين، أي طوال العام الجاري، ستستمر الحروب الكارثية من غزة إلى أوكرانيا.
--------
الجمهورية