مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية خلال عرض عسكري في محافظة دير الزور شرقي سوريا- 23 من آذار 2024 (قسد) خالد الجرعتلي image
وأضافت أنه وسط ما أسمته “التحول التاريخي”، يأتي علم الاستقلال (علم الثورة) بألوانه الثلاثة: الأخضر والأبيض والأسود مع النجمات الحمراء الثلاث، كرمز للمرحلة الجديدة.
وسط العمليات العسكرية المستمرة، خرج قائد “قسد”، مظلوم عبدي، قبل يومين، مبديًا استعداده مجددًا للحوار مع تركيا، ومع فصائل المعارضة بغية الوصول إلى تسوية.
ولم يشر عبدي إلى تفاصيل هذه التسوية، وفيما إذا كانت ستزيل خطوط التماس بين “قسد” وبقية المكونات السورية، لكن تركيا الداعم الرئيس للمعارضة اليوم، لا تزال محتفظة بموقفها الرافض لإقامة أي كيان يديره الكرد على الحدود الجنوبية.
وقال عبدي في تصريحات لقناة “العربية الحدث ” السعودية، إن “علاقتنا ستكون مع الحكومة المركزية في دمشق”.
وأضاف أن هناك تواصلًا قائمًا مع تركيا عبر الأمريكيين بهدف خفض التصعيد، لافتًا إلى وجود تواصل مع “هيئة تحرير الشام” أيضًا عبر الأمريكيين.
وتعد “تحرير الشام” هي حجر الأساس في “إدارة العمليات العسكرية” التي لعبت الدور الرئيس بإسقاط الأسد في سوريا.
ويعتقد الباحث في مركز “عمران للدراسات” أسامة شيخ علي، أن “قسد” تبحث عن قنوات التواصل مع “تحرير الشام”، وهو ما ذكره مظلوم عبدي، بهدف الوصول إلى صيغة تفاهم مع “الهيئة” التي صارت “الحكومة الجديدة في دمشق”.
وأضاف لعنب بلدي، أنه اطلع على معلومات تتحدث عن من تشكيل وفد يتوجه إلى دمشق، ومن المحتمل أن يكون مظلم عبدي نفسه، على رأس هذا الوفد.
وقال الباحث إن “الوصول إلى تفاهم بين الأطراف سينتهي بإزالة الحدود بين قسد وباقي الجغرافيا السورية، لكن هناك مجموعة من العوائق لا تزال موجودة”.
وسبق أن أبدت “الإدارة الذاتية ” (مظلة “قسد” السياسية) استعدادها للانخراط في محادثات مع النظام السوري، و”تحرير المناطق المحتلة إلى جانب الجيش السوري” قبل عدة أشهر، لكن النظام لم يستجب.
وأضاف لعنب بلدي أن المناطق التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” كانت وستظل جزءًا من سوريا، ولم يسبق أن رفع فيها العلم السوري في الفترة الماضية.
ووفق سيروان، فإن قرار رفع علم الاستقلال هو تأكيد الشعوب في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” على انتمائهم لسوريا الجديدة.
وأضاف، “نتمنى في نفس الوقت أن تصبح سوريا الجديدة دولة لجميع السوريين بدون تمييز وعنصرية، دولة تضمن للجميع حقوقهم في دستور جديد للبلد يشارك الجميع في كتابته”.
ولم تجب “إدارة العمليات العسكرية” أو “إدارة الشؤون السياسية” على أسئلة طرحتها عنب بلدي حول تقييم خطوة “الإدارة الذاتية” حتى لحظة تحرير هذا التقرير.
وأضاف الباحث أنه يجب منع دور الأجانب في إدارة المناطق السورية، في حال كانت الأطراف تريد الوصول إلى حلول.
ولفت إلى مصاعب تتعلق بمستقبل التفاهمات، أبرزها وجود “الإدارة الذاتية” (مظلة “قسد” السياسية) كنظام حكم، إلى جانب توزيع الثروات، وإعادة دمج القوات.
وتدير “قسد” مناطق شرق نهر الفرات، وتضم محافظتي الرقة والحسكة، وأجزاء من دير الزور، وريف حلب الشرقي على الصعيد العسكري، وتتحكم “الإدارة الذاتية” بالقضايا الخدمية الأساسية، وتشكل ما يشبه حكومة في هذه المنطقة.
وعلى مدار السنوات الماضية، استهدفت تركيا المنطقة مرارًا بحثًا عن مجموعات تعتبر أنهم يشكلون خطرًا على أمنها القومي، ينتمون لـ”العمال الكردستاني” وفرعه السوري “الاتحاد الديمقراطي”.
ويعتقد الباحث أسامة شيخ علي أن مستقبل القوات الأمنية (“قوى الأمن الداخلي” أسايش) والعسكرية (“قسد”)، يشكل عقبة أمام التفاهمات المرجوة.
ولفت إلى أن وجود إرادة حقيقية من الجانبين تفضي لخطوط عريضة ومناقشة التفاصيل اللاحقة، قد تنتهي بالوصول إلى تفاهم.
المعارك العسكرية التي أطلقتها المعارضة السورية ضد قوات النظام في شمال غربي سوريا، كشفت عن واقع أن روسيا لم تعد موجودة في المنطقة، ما جرّد “قسد” من حليف أساسي كان يحمي مناطق سيطرتها غرب نهر الفرات (منبج وتل رفعت).
ويعتقد الباحث المتخصص في شؤون شمال شرقي سوريا، سامر الأحمد، أن “الإدارة الذاتية” تعاني من ضغوط أمريكية زادت بعد غياب الحضور الروسي في سوريا.
وأضاف الباحث، لعنب بلدي، أن هذا الضغط قد يدفع بـ”الإدارة” لتقديم المزيد من التنازل في المستقبل، فهي اليوم محاصرة، تركيا من الشمال، وفصائل المعارضة السورية من الجنوب والغرب، وكردستان العراق من الشرق.
ووفق الباحث، كانت “الإدارة” تستفيد من توازن القوى بين الروس، والإيرانيين، وحتى النظام السوري، خلال السنوات الماضية، لكن سقوط نظام الأسد جرّدها من هذه الورقة، وجعل الولايات المتحدة تتفرد بقرارات “الإدارة الذاتية”.
وتوقع الباحث المزيد من التنازلات من جانب “الإدارة” مثل الإفراج عن المعتقلين، وإعادة المهجّرين، ومحاسبة المجرمين، معتبرًا أن قرار رفع العلم جاء نتيجة لضغط أمريكي.
من جانبه، يرى الباحث بمركز “عمران” أسامة شيخ علي، أن سردية “الإدارة الذاتية” كانت تتحدث منذ البداية عن أنها جزء من الدولة السورية، وكررت رفضها مرارًا للانفصال.
وأضاف أن قرار رفع العلم غير مرتبط بما يحدث على الأرض مباشرة، فهذا العلم صار علمًا سوريًا رسميًا لجميع السوريين، ما دفع “الإدارة” لاعتماده كونها تقدم نفسها على أنها رافضة للانفصال، وجزء من سوريا، خلال السنوات الماضية.
وقلل الباحث من أهمية الحدث، إذ اعتبر أن قرار رفع العلم هو “خطوة طبيعية ضمن سردية الإدارة الذاتية التي تقدم نفسها على أنها جزء من سوريا”.
وقالت أيضًا في “القعد” نفسه، إنها جزء لا يتجزأ من سوريا، وتشكل أساسًا لبناء “سوريا الديمقراطية”.
وعلى مدار السنوات الماضية، كانت “الإدارة الذاتية” كطرف ثالث على الخارطة السياسية السورية، إذ لم تقدم نفسها على أنها داعم أو معارض للنظام السوري، كما لم تقف في صف المعارضة السورية، وعارضت جزءًا منها.
وفي حوادث متفرقة، منعت “الإدارة” من رفع علم الثورة السورية في مناطق سيطرتها، لكنها سمحت فيه بمناسبات أخرى، خلال الاحتفالات بذكرى انطلاق الثورة السورية.
وتضم “قسد” (جناحها العسكري) فصائل عسكرية كانت تنتمي لـ”الجيش السوري الحر”، وتعتمد علم الثورة السورية راية لها.
وسط العمليات العسكرية المستمرة، خرج قائد “قسد”، مظلوم عبدي، قبل يومين، مبديًا استعداده مجددًا للحوار مع تركيا، ومع فصائل المعارضة بغية الوصول إلى تسوية.
ولم يشر عبدي إلى تفاصيل هذه التسوية، وفيما إذا كانت ستزيل خطوط التماس بين “قسد” وبقية المكونات السورية، لكن تركيا الداعم الرئيس للمعارضة اليوم، لا تزال محتفظة بموقفها الرافض لإقامة أي كيان يديره الكرد على الحدود الجنوبية.
عبدي: مستعدون للتواصل
أبدى قائد “قسد”، مظلوم عبدي، الثلاثاء 10 من كانون الأول، استعداده للتواصل مع السلطة الجديدة في دمشق، مشددًا على ضرورة تمثيل جميع المناطق والمكونات من خلال الحوار.وقال عبدي في تصريحات لقناة “العربية الحدث ” السعودية، إن “علاقتنا ستكون مع الحكومة المركزية في دمشق”.
وأضاف أن هناك تواصلًا قائمًا مع تركيا عبر الأمريكيين بهدف خفض التصعيد، لافتًا إلى وجود تواصل مع “هيئة تحرير الشام” أيضًا عبر الأمريكيين.
وتعد “تحرير الشام” هي حجر الأساس في “إدارة العمليات العسكرية” التي لعبت الدور الرئيس بإسقاط الأسد في سوريا.
ويعتقد الباحث في مركز “عمران للدراسات” أسامة شيخ علي، أن “قسد” تبحث عن قنوات التواصل مع “تحرير الشام”، وهو ما ذكره مظلوم عبدي، بهدف الوصول إلى صيغة تفاهم مع “الهيئة” التي صارت “الحكومة الجديدة في دمشق”.
وأضاف لعنب بلدي، أنه اطلع على معلومات تتحدث عن من تشكيل وفد يتوجه إلى دمشق، ومن المحتمل أن يكون مظلم عبدي نفسه، على رأس هذا الوفد.
وقال الباحث إن “الوصول إلى تفاهم بين الأطراف سينتهي بإزالة الحدود بين قسد وباقي الجغرافيا السورية، لكن هناك مجموعة من العوائق لا تزال موجودة”.
وسبق أن أبدت “الإدارة الذاتية ” (مظلة “قسد” السياسية) استعدادها للانخراط في محادثات مع النظام السوري، و”تحرير المناطق المحتلة إلى جانب الجيش السوري” قبل عدة أشهر، لكن النظام لم يستجب.
خطوة “إيجابية”
يعتقد مؤسس ومدير راديو “آرتا إف إم” سيروان حاج حسين، وهي وسيلة إعلام مستقلة تبث من بلدة عامودا في الحسكة بلغات سكان المنطقة، أن خطوة اعتماد علم الثورة السورية “مهمة وفي الاتجاه الصحيح”.وأضاف لعنب بلدي أن المناطق التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” كانت وستظل جزءًا من سوريا، ولم يسبق أن رفع فيها العلم السوري في الفترة الماضية.
ووفق سيروان، فإن قرار رفع علم الاستقلال هو تأكيد الشعوب في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” على انتمائهم لسوريا الجديدة.
وأضاف، “نتمنى في نفس الوقت أن تصبح سوريا الجديدة دولة لجميع السوريين بدون تمييز وعنصرية، دولة تضمن للجميع حقوقهم في دستور جديد للبلد يشارك الجميع في كتابته”.
ولم تجب “إدارة العمليات العسكرية” أو “إدارة الشؤون السياسية” على أسئلة طرحتها عنب بلدي حول تقييم خطوة “الإدارة الذاتية” حتى لحظة تحرير هذا التقرير.
تفاهم يواجه تحديات
تحديات كبيرة تواجه الاتفاق المحتمل بين “قسد” و”إدارة العمليات العسكرية” (نواتها تحرير الشام)، خصوصًا مع استمرار وجود عناصر أجانب ينتمون لحزب “العمال الكردستاني” الذي يشكل هاجسًا بالنسبة للجارة تركيا، التي لطالما هاجمت المنطقة بذريعة وجودهم، وفق الباحث أسامة شيخ علي.وأضاف الباحث أنه يجب منع دور الأجانب في إدارة المناطق السورية، في حال كانت الأطراف تريد الوصول إلى حلول.
ولفت إلى مصاعب تتعلق بمستقبل التفاهمات، أبرزها وجود “الإدارة الذاتية” (مظلة “قسد” السياسية) كنظام حكم، إلى جانب توزيع الثروات، وإعادة دمج القوات.
وتدير “قسد” مناطق شرق نهر الفرات، وتضم محافظتي الرقة والحسكة، وأجزاء من دير الزور، وريف حلب الشرقي على الصعيد العسكري، وتتحكم “الإدارة الذاتية” بالقضايا الخدمية الأساسية، وتشكل ما يشبه حكومة في هذه المنطقة.
وعلى مدار السنوات الماضية، استهدفت تركيا المنطقة مرارًا بحثًا عن مجموعات تعتبر أنهم يشكلون خطرًا على أمنها القومي، ينتمون لـ”العمال الكردستاني” وفرعه السوري “الاتحاد الديمقراطي”.
ويعتقد الباحث أسامة شيخ علي أن مستقبل القوات الأمنية (“قوى الأمن الداخلي” أسايش) والعسكرية (“قسد”)، يشكل عقبة أمام التفاهمات المرجوة.
ولفت إلى أن وجود إرادة حقيقية من الجانبين تفضي لخطوط عريضة ومناقشة التفاصيل اللاحقة، قد تنتهي بالوصول إلى تفاهم.
ما دوافع التغيير
يرتبط تغيير قرار رفع “الإدارة الذاتية” لعلم الثورة السورية بمجموعة من المتغيرات المتسارعة التي ضربت المنطقة على مدار نصف شهر، أبرزها تداعي الحلفاء، إذ كانت ترتكز “الإدارة” في سياستها على حلفاء إقليميين ودوليين، أبرزهم أمريكا وروسيا.المعارك العسكرية التي أطلقتها المعارضة السورية ضد قوات النظام في شمال غربي سوريا، كشفت عن واقع أن روسيا لم تعد موجودة في المنطقة، ما جرّد “قسد” من حليف أساسي كان يحمي مناطق سيطرتها غرب نهر الفرات (منبج وتل رفعت).
ويعتقد الباحث المتخصص في شؤون شمال شرقي سوريا، سامر الأحمد، أن “الإدارة الذاتية” تعاني من ضغوط أمريكية زادت بعد غياب الحضور الروسي في سوريا.
وأضاف الباحث، لعنب بلدي، أن هذا الضغط قد يدفع بـ”الإدارة” لتقديم المزيد من التنازل في المستقبل، فهي اليوم محاصرة، تركيا من الشمال، وفصائل المعارضة السورية من الجنوب والغرب، وكردستان العراق من الشرق.
ووفق الباحث، كانت “الإدارة” تستفيد من توازن القوى بين الروس، والإيرانيين، وحتى النظام السوري، خلال السنوات الماضية، لكن سقوط نظام الأسد جرّدها من هذه الورقة، وجعل الولايات المتحدة تتفرد بقرارات “الإدارة الذاتية”.
وتوقع الباحث المزيد من التنازلات من جانب “الإدارة” مثل الإفراج عن المعتقلين، وإعادة المهجّرين، ومحاسبة المجرمين، معتبرًا أن قرار رفع العلم جاء نتيجة لضغط أمريكي.
من جانبه، يرى الباحث بمركز “عمران” أسامة شيخ علي، أن سردية “الإدارة الذاتية” كانت تتحدث منذ البداية عن أنها جزء من الدولة السورية، وكررت رفضها مرارًا للانفصال.
وأضاف أن قرار رفع العلم غير مرتبط بما يحدث على الأرض مباشرة، فهذا العلم صار علمًا سوريًا رسميًا لجميع السوريين، ما دفع “الإدارة” لاعتماده كونها تقدم نفسها على أنها رافضة للانفصال، وجزء من سوريا، خلال السنوات الماضية.
وقلل الباحث من أهمية الحدث، إذ اعتبر أن قرار رفع العلم هو “خطوة طبيعية ضمن سردية الإدارة الذاتية التي تقدم نفسها على أنها جزء من سوريا”.
العلم في “العقد الاجتماعي”
وسبق أن قالت “الإدارة الذاتية” بفقرة المبادئ في “العقد الاجتماعي ” الذي أصدرته نهاية العام الماضي، أن لها علمًا خاصًا لها، يرفع إلى جانب علم “جمهورية سوريا الديمقراطية”.وقالت أيضًا في “القعد” نفسه، إنها جزء لا يتجزأ من سوريا، وتشكل أساسًا لبناء “سوريا الديمقراطية”.
وعلى مدار السنوات الماضية، كانت “الإدارة الذاتية” كطرف ثالث على الخارطة السياسية السورية، إذ لم تقدم نفسها على أنها داعم أو معارض للنظام السوري، كما لم تقف في صف المعارضة السورية، وعارضت جزءًا منها.
وفي حوادث متفرقة، منعت “الإدارة” من رفع علم الثورة السورية في مناطق سيطرتها، لكنها سمحت فيه بمناسبات أخرى، خلال الاحتفالات بذكرى انطلاق الثورة السورية.
وتضم “قسد” (جناحها العسكري) فصائل عسكرية كانت تنتمي لـ”الجيش السوري الحر”، وتعتمد علم الثورة السورية راية لها.