وانحاز "رحمة" المعروف بولائه للنظام والمنحدرة من بلدة كفربطنا، منذ بدايات الحراك الشعبي لصالح القتلة، وكان داعماً تحت عباءة الدين للقتل وتشريد الشعب السوري، ولم يتوانى عن رفع علم النظام وتقبيله على المنبر، في مشهد أثار حالة استغراب واستهجان، هو الذي لا يفوّت خطبة جمعة من دون أن يتحدث بكلام يتوقف عنده ناشطون بالسخرية، وإبداء الأسف على ما آل إليه أهم المساجد في سورية منذ بدء الثورة.
ولطالما تصرف "رحمة" وكأنه أمين فرقة حزبية في حزب البعث، كما كتب الصحافي فراس ديبة، في عام 2015، ورحمة من علماء السلطان الذين باركوا التدخل الروسي في سوريا، واعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "قائداً عملاقاً وفذاً، حطم أسطورة الأميركيين".
وسبق أن قطع رحمة عهداً على نفسه بحمل البندقية والدفاع عن روسيا في حال تعرضت للإرهاب، ما أثار سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو من اعتبر في إحدى خطبه أن وقوف السوريين في "طوابير" انتظارا لتعبئة الوقود من المحطات بمثابة "رحلة ترفيهية" ومدعاة للسرور والسعادة.
وكانت انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات ساخرة من الخطبة التي ألقاها "رحمة" في المسجد الأموي، حيث استنكرت العبارات تجاهل "رحمة" لمأساة السوريين المستمرة بسبب انقطاع الوقود في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، وتحويلها إلى حدث عارض وبسيط.
وسبق أنّ قام وزير الاوقاف في حكومة الأسد بعزل الخطيب السابق للجامع الأموي "مأمون رحمة" على خلفية تصريحاته التي أثارت الكثير من الجدل وسخرية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعيين "توفيق البوطي" بدلاً منه.
وتجدر الإشارة إلى أن رأس النظام الإرهابي "بشار"، يواظب على الظهور الإعلامي في مناسبات الأعياد ويؤدي صلاة العيد في مساجد متفرقة لا سيّما تلك التي تحمل دلالات تتعلق بالثورة السوريّة، وطالما تتضمن خطب العيد حديث مثير للجدل إذ سبق أن طالب "مأمون رحمة"، من السوريين الذين لا يستطيعون الوقوف على جبل عرفة لأداء ركن الحج، بأن يقفوا على جبل قاسيون، كما شبه العديد من الخطباء رأس النظام بشخصيات دينية وتاريخية عندما يتعلق الأمر بمسرحية العفو التي تكررت مؤخراً إذ خرج عدد محدود جداً من المعتقلين من أصل مئات آلاف المغيبين في سجون الأسد التي تعرف بأنها مسالخ بشرية.