وقد اجتهد المنظرون لمعرفة أسباب عجز المعارضة السورية عن فعل أي شيء يفيد انتقال سورية من تحت نير الاستبداد الى فضاء الحرية. فمنهم من رد ذلك الى المؤامرات الكونية، أو إلى تخاذل بعض الدول العربية، أو تآمر بعضها الآخر، أو الى الإرادة الإسرائيلية، أو الى الخيانة، أو العمالة، أو الفساد. إلا أن ما يجمع المنظرين في آرائهم السابقة هو الغوغائية ومبدأ القاء اللوم على الآخر.
إلا أن الفشل الذريع الذي حصدته المعارضة وأطعمته للشعب مردّه الى شيئين اثنين لا ثالث لهما:
1. عجز وفشل تشكيلات المعارضة كلها عن وضع خارطة طريق لمسار التغيير المطلوب في سورية والتي يجب أن تكون مكتوبة، وتلبي رغبات الشعب السوري كافة، وان تكون منطقية، وعلمية، وقانونية، وقابلة للتطبيق.
2. عدم وجود الكفاءات السياسية والعلمية التي تضع مثل تلك الخارطة التي كان يجب أن تكون دستور الثورة وواجهة عمل المعارضة لتحقيق بنود خارطة طريق التغيير الثوري و الديمقراطي في سورية.
أما عدم وجود خارطة طريق لمسار الثورة السورية التي تحدثت عنها، فهو أمر ثابت ومعروف للجميع. أما عن فقدان المعارضة للكفاءات العلمية والسياسية لإدارة الثورة، فسأثبته من خلال فضح غوغائية المعارضة حتى أثناء الساعات الحاسمة، ومن خلال كشف الخواء الفكري لدى المعارضين الذين ركبوا موجة الرومانسية الثورية وأغلقوا أعينهم عن رؤية الواقع الذين بين اعينهم، وأطلقوا العنان لمخيلاتهم السوبر قيادية على العوالم الافتراضية.
إن ما أوشك على الشهادة به يعتبر كشفاً عن تاريخ شهادة وفاة المعارضة السورية بنسختها الثانية. ويثبت بأن تعامل الدول مع المعارضة منذ ذلك الحين كان من باب الكياسة الدبلوماسية، او ربما نكاية بعض الدول ببعضها البعض، أو لتستأثر بعض الدول بخدمات المعارضين بشكل مطلق كما فعلت و تفعل تركيا و الدول الراعية لتنظيم الاخوان المسلمين الموالي لإيران.
واقع الائتلاف قبل مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في مراكش
بُعيد تشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في 11/11/2012 الدوحة انتقل رئيس الائتلاف ونائبا الرئيس والأمين العام والمستشارون وبعض الموظفين إلى القاهرة بالرغم من عدم وجود مقر رسمي للتشكيل الجديد، وانما كان معظم القيادات يسكنون في فندق فيرمونت وكانت تعقد اللقاءات والاجتماعات فيه، واستمرت هذه الحال لمدة تراوحت بين الشهرين والثلاثة أشهر تقريبا.
في 10/12/2012 وصل معظم أعضاء الائتلاف الى مراكش لحضور مؤتمر أصدقاء الشعب السوري، و قد كان يكفي حضور الرئيس و النواب و لكن "أخد الكثيرون على خاطرهم لعدم ادراج أسمائهم في الرحلة طالما أن التكلفة على حكومة المملكة المغربية، فتم التواصل مع حكومة المغرب فقامت بحجز تذاكر لمن يود الذهاب."
• في 11/12/2012 قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيف جبهة النصرة كتنظيم إرهابي في سورية، و لم يعلم معظم أعضاء الائتلاف بالأمر حتى مساء اليوم التالي.
• وبنفس اليوم صاغ الرئيس الأمريكي أوباما آنذاك تصريحات تضمنت عبارات عجيبة حول اعتراف أمريكا بالائتلاف بحيث أنه قال كلاما "أوحى" بأن أمريكا تعترف بالائتلاف كممثل شرعي للسوريين.
• فقد قال أوباما في تصريحات لقناة” أي بي سي" الأمريكية، إن مكونات الائتلاف الذي تشكل أخيرا تضم عددا كافيا من الجماعات التي تمثل أطياف الشعب السوري، ما يسمح للولايات المتحدة باتخاذ "هذه الخطوة الكبيرة".
• وأضاف: " نعتبر أن ائتلاف المعارضة السورية شامل الآن بما يكفي، ويعكس ويمثل بدرجة كافية الشعب السوري".
• وتابع أوباما قائلا: "نحن نعتبرهم الممثل الشرعي للشعب السوري في مواجهة نظام الأسد".
• وذكر الرئيس الأمريكي ان الاعتراف بالائتلاف الوطني يرافقه أيضا "مسؤوليات"، مشيرا إلى أنه يتعبن على الائتلاف "التأكد من أنه ينظم نفسه بشكل فعال ويمثل كل الأطراف ويلزم نفسه بعملية انتقال سياسي تحترم حقوق المرأة والأقليات."
• تم الإعلان في الولايات المتحدة الأمريكية عن إصابة السيدة هيلاري كلينتون بوعكة صحية ستمنعها من القيام بمهامها لعدة أيام والتي منها حضورها مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في مراكش.
أحداث يوم 12/12/2012 في مراكش
عُقد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في مراكش بحضور ممثلي 114 دولة و13 منظمة دولية، وألقى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كلمة كان منها أنه دعا الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في قرارها المتعلق بإدراج جبهة النصرة على لائحة الإرهاب، وقال إن "القرار باعتبار إحدى الجهات التي تقاتل النظام جهة إرهابية تلزم إعادة النظر فيه"، مؤكدا أن "كل بنادق الثوار هدفها إسقاط النظام المجرم" في سورية.
أهم ما تضمنه البيان الختامي لمؤتمر أصدقاء الشعب السوري في مراكش
1. اعتراف أعضاء المؤتمر بأن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الممثل الشرعي للشعب السوري والمظلة التي تجتمع تحت لوائها كافة مجموعات المعارضة السورية.
2. فقدان الأسد الشرعية لحكم سورية وأن عليه التنحي.
ملاحظات هامة للغاية
مع أن صيغ الاعتراف الدولي بالائتلاف من قبل رؤساء وفود المؤتمر جاءت "لفظية" و "ارتجالية" ومتحمسة إلا أنها كانت متضاربة، ومتذبذبة، فمنها ما كان متقدما جداً كالفرنسي الذي كان ينوي الاعتراف بالائتلاف كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري، ومنها ما كان أجوفاً كالاعتراف الأمريكي حتى تلك الحظة التي شهدت انتهاء اعمال المؤتمر.
ولكن في المحصلة كانت النتائج إيجابية نوعا ما، وبانتظار أن تتحول التصريحات اللفظية الى مكتوبة اعتباراً من اليوم التالي.
اجتماع الائتلاف مع الخارجية الأمريكية.
عقب انتهاء أعمال مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في مراكش بساعتين، توجه قادة الائتلاف وبعض الأعضاء وثلاث شخصيات جانبية الى إحدى القاعات التي كان في انتظارهم فيها كل من السيد وليم بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأمريكية، والسيد روبرت فورد سفير الولايات المتحدة في دمشق، وسيدتين، والمترجم الذي هو أمريكي من أصل سوري.
وحضر من جانب الائتلاف كل من الشخصيات التالية مع حفظ الألقاب
1. أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف
2. رياض سيف نائب رئيس الائتلاف
3. سهير الاتاسي نائب رئيس الائتلاف
4. مصطفى الصباغ – الأمين العام – اخوان مسلمين
5. وليد البني – الناطق الرسمي للائتلاف
6. محمد طيفور – اخوان مسلمين
7. نجيب الغضبان – اخوان مسلمين
8. جورج صبرة – مجلس وطني
9. وليد شيخو – مجلس وطني كوردي ليس عضوا في الائتلاف ووصل إلى مكان انعقاد الاجتماع قبل الاجتماع بساعة واحدة فقط.
الشخصيات الجانبية
10. معتصم السيوفي مترجم ومساعد الأستاذ رياض سيف
11. سارة سيف مساعدة شخصية لجدها الأستاذ رياض سيف بحكم مرضه.
12. علي الأمين السويد – الهيئة العامة للثورة السورية. لم أكن عضواً في الائتلاف وانما مراقباً منتدباً من قبل الهيئة العامة للثورة السورية في الائتلاف، وقد حضرت الاجتماع بالصدفة المحضة.
ملخص أهم وقائع الاجتماع الأهم في تاريخ الثورة السورية
أولا - رحب السيد بيرنز بأعضاء الائتلاف، وهنأهم بخطوة تشكيل الائتلاف، وأثنى على جهودهم الملحوظة في التواصل مع كافة أطياف المعارضة، واعتذر بشدة نيابة عن السيدة كلينتون بسبب عدم تمكنها من الحضور. كما أبدى قلقه آسفاً من ازدياد دور جبهة النصرة وأنها خطر حقيقي على الثورة السورية.
ثانيا - تحدث أعضاء وفد الائتلاف جميعهم بدون استثناء، وسأورد أهم النقاط التي تطرقوا لها:
1. عبّر جميع أعضاء الائتلاف عن سعادتهم بالاجتماع مع الخارجية الأمريكية، واستغل الخطيب كلمته لقول عبارات "كبيرة جداً جداً" فقد قال:
"نرحب ونشكر جهودكم ونعتبر نجاح ثورتنا هو نجاح لكل الشعوب المضطهدة. فإن انتصار الثورة السورية ليس انتصاراً على النظام المتوحش فقط في سوريا وانما على كل الأنظمة المتوحشة في العالم. إننا نتطلع الى علاقات متوازنة مع المجتمع الدولي ونؤمن آن العنف هو أكبر الآثام في العالم ونتمنى أن نحظى بعلاقات متبادلة على أساس الاحترام."
2. طالب جميع أعضاء الائتلاف الولايات المتحدة بدعم الثورة السورية
3. اعترض جميع أعضاء الائتلاف الحاضرين تقريبا على تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية جبهة النصرة كمنظمة إرهابية معتبرين أن ذلك الاعلان غير صحيح، و أنه خطوة متسرعة، و أنه لا يجوز أن يتم تصنيف من يجابه إرهاب الأسد بالإرهاب، و أن عناصر جبهة النصرة معظمهم سوريون و لا يشكلون أي خطر على أي أحد خارج سورية.
وقد استغرق المتحدثون أكثر من ثلثي وقتهم المتاح للحديث في الاجتماع للدفاع عن جبهة النصرة ما عدا ثلاث شخصيات. الدكتور وليد شيخو، والسيدة سهير الاتاسي والأستاذ رياض سيف الذي اقتصر حديثه على طلب ان يحظى الائتلاف بدعم الولايات المتحدة للعمل سوية لبناء سورية الجديدة، وأثنى على مواقف أمريكا من الثورة في تلميح لقبوله الضمني بتصنيف جبهة النصرة كتنظيم إرهابي، وقد رد عليه السيد بيرنز بأنه موافق على طلبه.
4. عندما جاء دور الدكتور وليد شيخو للحديث، وقف منتصبا، وتحدث باللغة العربية، وأثنى على حكمة وريادة الولايات المتحدة الأمريكية للعالم ثم طالب الولايات المتحدة الأمريكية بمعاملة أكراد سورية معاملة خاصة، كما طالب بدعم مساعي الشعب الكردي لنيل حريته ولحل قضيته ولتحصيل حقوقه القومية المسلوبة، وأكّد على أن الشعب الكردي صديق حقيقي للشعب الأمريكي. ولم يتطرق لذكر الائتلاف أو الثورة السورية بأية كلمة.
فردّ عليه السيد بيرنز بالقول بأنه لا توجد خطط لدى الولايات المتحدة للدخول في تفاصيل ثانوية بدعم مجموعات أو أقليات أو اثنيات و ان ذلك ليس من مبادئ سياسة الولايات المتحدة وهي تساند جميع الشعوب والشعب السوري هو محور اهتمامها الآن.
ثالثا – رفض السيد بيرنز فكرة تشكيل حكومة مؤقتة معتبراً انها خطوة سابقة لأوانها وغير مجدية عمليا في هذا الظرف ونصح بتركيز العمل باتجاهات أخرى.
رابعا – بدا الاستغراب واضحاً على وجه السيد بيرنز من دفاع وفد الائتلاف عن جبهة النصرة، وكان ذلك جليا بعدم رده بغير ابتسامات باهتة عند انتهاء المتحدثين الذين بدا وكأنهم أضاعوا وقت السيد بيرنز.
وكذلك كانت ابتسامات السيد فورد الهادئة والساخرة مما يدور في القاعة. وعند نهاية الخطب الرنانة جميعها، لم يعلق بيرنز على الاعتراضات، وانما انتقل الى النقطة التالية والنهائية والتي قال بموجبها بالحرف الواحد: "أرجو أن تبلغوا الجيش الحر بأننا لن نستهدفه، بل إننا سنعمل على مساعدته."
تعليقي على الاجتماع
1. لم يتم التحضير العملي للاجتماع، فقد كان من المفروض أنه تم عقد اجتماع للوفد الممثل للائتلاف مع بعضهم البعض قبيل اللقاء.
2. لم يقم الائتلاف بعرض خطة عمل مكتوبة للتغيير السياسي في سورية على الخارجية الأمريكية وهذا الذي ما كانت الإدارة الامريكية تنتظره ولم تجده.
3. طغت على كلمات أعضاء وفد الائتلاف نبرة حادة وواضحة لا لبس فيها مدافعة عن جبهة النصرة دون حتى ابداء الاستعداد لاعتبار جبهة النصرة إرهابية في حال ثبت لهم ذلك مستقبلا.
4. ومن المثير للدهشة تضمن كلمات أعضاء وفد الائتلاف نبرة الشك المبطن في نيات الولايات المتحدة الامريكية جرّاء إعلانها جبهة النصرة تنظيما إرهابيا.
نتائج لقاء وفد الائتلاف مع وفد الخارجية الامريكية
• لم يكد ينتصف نهار يوم 13/12/2012 حتى تراجع جميع ممثلي الدول حتى عن نياتهم اللفظية بالاعتراف الرسمي بالائتلاف كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري كما كانت تنوي فرنسا، وانما تم تعديل الاعترافات الشفوية الى مثل "ممثل شرعي لفئة من الشعب السوري" او "ممثل شرعي للمعارضة." ولم تصل أية رسالة رسمية من أية دولة تعترف بالائتلاف كممثل شرعي لأحد.
• لم يتكرر اجتماع الخارجية الامريكية بالائتلاف بشكل رسمي كما وعد السيد بيرنز في بداية ترحيبه بوفد الائتلاف أثناء الاجتماع المذكور بالرغم من ضغط ناشطين سوريين في أمريكا باتجاه استقبال الإدارة الامريكية أي أحد من أعضاء الائتلاف بشكل رسمي.
• رفضت المملكة العربية السعودية التعامل مع الائتلاف ورفضت تسليمه أية منحة مالية، كما رفضت المملكة تسليم مساعدات عينية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي تم جمعها نتيجة حملة تبرعات برعاية حكومة المملكة بالرغم من توجه وفد من الائتلاف تألف من السيدة سهير الاتاسي وغسان هيتو واديب الشيشكلي الى الرياض للمطالبة بالمساعدات المالية.
• تراجعت الامارات العربية المتحدة عن المساهمة بإحداث صندوق تمويل
Trust Fundوالذي كانت تدفع جاهدة باتجاه استحداثه مع ممثلي الدول الاسكندنافية. علما أن دولة الامارات لم توفر جهدا لإقامة مثل هذا الصندوق من خلال كثرة الاجتماعات بذلك الخصوص.
• احتضنت قطر وتركيا الائتلاف ولولا أن القمة العربية تم عقدها في الدوحة لما استطاع أي رئيس للائتلاف الجلوس على المقعد المخصص لسورية.
أخيراً وباختصار شديد وسأحاول جاهدا أن أحسن النية فأقول ضاعت الثورة السورية بسبب جهل وقلة خبرة أعضاء الائتلاف الذين
• لم يقدموا برنامجا عمليا لإسقاط النظام واستبداله بنظام ديمقراطي.
• لم يدينوا الإرهاب ممثلا بجبهة النصرة والتنظيمات الإسلاماوية الاخرى طمعا ببعض الاعجابات على صفحاتهم الفيسبوكية بل حاولوا اثبات حقيقة أن أمريكا غير نزيهة وأنها لا تعرف الحقيقة.
لقد كان اجتماع وفد الائتلاف مع وليم بيرنز بمثابة تقديم أوراق اعتماد الثورة السورية للمجتمع الدولي على انها ثورة من اجل الحرية والكرامة، فظهر لرب العمل بأن هؤلاء الممثلين عبارة عن أطفال في السياسة ولا يقدرون أهمية هذا اللقاء التاريخي وبدلا من الظهور بمظهر المطالب بالحرية والديمقراطية راحوا يدافعون عن الإرهاب وعن المجموعات الإرهابية.
و بالمناسبة كان الاجتماع قد عقد يوم الأربعاء 12/12/2012 و قد خرجت مظاهرة يوم الجمعة 14/12/2012 عمت أنحاء سورية دعما لجبهة النصرة و كانت باسم "كلنا جبهة النصرة."
ومن الواضح أن هذه المظاهرة اثبتت لدول العالم وللولايات المتحدة على الأقل بأن أعضاء الائتلاف يدعمون الإرهاب بدليل انهم دافعوا عن جبهة النصرة في اجتماعهم و ان المظاهرات الداعمة للنصرة خرجت بإيعاز منهم. فمن يستطيع أن يقنع أمريكا بعكس ذلك؟
بالمناسبة بعد فترة قصيرة من المظاهرة أعلنت جبهة النصرة ولائها لتنظيم القاعدة، وأهدرت دماء أعضاء الائتلاف.
هذه هي شهادتي، فمن كان لديه اعتراض فليراجع محاضر الاجتماعات ، وكاميرات المراقبة، و المؤتمرات الصحفية، و التغطيات الصحفية من قبل الصحافة العربية و الأجنبية العدوة قبل الصديقة.
---------
(كلنا شركاء)