نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


الإسلام السياسي وقد صار شيعي الهوى






بات عنوان هزيمة الإسلام السياسي سائداً في الأوساط الأكاديمية والسياسية والإعلامية منذ سنوات، لكن تراجع حركة "النهضة"، فرع "الإخوان" في تونس، وأيضاً حزب "العدالة والتنمية" بقيادة رجب طيب أردوغان، مثّل دفعاً جديداً في هذا الاتجاه. بات هناك من يتحدث عن نهايات الإسلام السياسي مع كل استحقاق انتخابي والاخفاقات فيها. ورغم أن هذا المشهد، مقارنة بالسنوات الأولى لما يُسمى بانتفاضات الربيع العربي في المنطقة، ما زال صحيحاً وقائماً، إلا أن هناك عاملين أساسيين يجب أخذهما في الاعتبار قبل القفز الى مثل هذا الاستنتاج القاطع.


أولاً، رأينا تراجعاً في أغلب المشهد الإسلامي، لكن ليس في مجمله. صحيح أن فروع الاخوان غالباً الى أفول، وبعضها كالفرعين المصري والتونسي، تلقى ضربة قاسمة، شعبياً وأمنياً، إلا أن هذا لا ينسحب على حركة مثل "حماس" على سبيل المثال. الفرع الفلسطيني لـ"الإخوان"، إن صح التعبير، ما زال فاعلاً، ولاعباً أساسياً ليس في قطاع غزة فحسب، بل في الضفة الغربية أيضاً وغيرها من المناطق. بالعكس، في الميزان التاريخي للحركة، تُعتبر المرحلة الحالية ذروة القوة والنفوذ، مع مراكمة قدرة على الردع بالقصف الصاروخي المكثف، والعمليات العسكرية في الداخل، وأيضاً التحالفات الإقليمية والربط بين الجبهات العسكرية. هذا أتاح للحركة فرض معادلة غير مسبوقة في تاريخ القضية الفلسطينية، ولا بد من أن تكون لذلك انعكاسات على شعبية "حماس" وقدرتها على صياغة مستقبل للحركة الإسلامية في المحيط الفلسطيني على الأقل. ومن هنا مثلاً نقرأ دور "حماس" وتأثيرها في انتخابات "الجماعة الإسلامية" الفرع اللبناني للإخوان. 

لا يغفل هذا الكلام أن لتقارب "حماس" مع النظام السوري تأثيراً على قدرة التنظيم على التأثير في هذا المحيط، بدليل رفض "الإخوان" السوريين هذا الخيار. لكن الانفتاح العربي على النظام الأسدي عامل مساعد لحركة "حماس" وسياستها في هذا المجال، إذ لا يبدو التنظيم "خارج السياق العربي" أو "الإجماع السني"، بل جزءاً من الموجة الكبرى.

من الصعب الحسم بسقوط هذا التيار بأسره، سيما مع وجود "حماس" خارج المعادلة، وخيارها الالتصاق بحركة الإسلام السياسي الشيعي، وهو بمرحلة صعود، لا أفول، نتيجة التغيرات في المنطقة. بإمكان هذا التحالف أن يُعيد تعويم التيار بأطرافه المختلفة (اللبناني مثلاً بالانتخابات المقبلة، أو حتى الفروع الأخرى الضعيفة من خلال توفير بعض الدعم الإيراني لها).

ثانياً، لا يوجد اليوم بديل واضح لحركات الإسلام السياسي. وهذا واقع ينسحب على أغلب المنطقة، إذ لم تتبلور حركات مقابلة ولا نظرة شاملة ترفض حركات الإسلام السياسي وتبني على تجارب الماضي واخفاقاته. بالعكس، ما نراه أمامنا هو إعادة انتاج لثنائية الدكتاتورية أو الإسلاميين، وأفول الخيار الأخير على ارتباط أيضاً بارتفاع الأول.

البديل المدني بكافة أشكاله غير متوافر أو منتظم، لا بل هو ضحية هذا الصعود أيضاً. وبإمكان دولة مثل ايران تملك القدرات والعلاقات السياسية، أن تُعيد احياء التيار الإسلامي من خلال بوابة "حماس"، سيما في حال تحقيقها المزيد من التقدم في مواجهة إسرائيل. 

الإسلام السياسي من دون شك في حال تراجع عمّا كان عليه عام 2011، لكنه بالتأكيد ليس في حالة طلاق تام مع منطقة معدومة الخيارات، وتحكمها أنظمة ما زالت تعتمد على هذه الثنائية في تبرير وجودها كخيار أقل سوءاً.
-------
المدن


مهند الحاج علي
السبت 13 ماي 2023