البرديات تدعم بشكل كبير الرواية الإسلامية الرسمية للتاريخ
كيف نشأ الإسلام وماذا حدث في الأيام الأولى من التاريخ الإسلامي؟ للجواب عن هذا السؤال كان العلماء حتى وقت قريب مرهونين للرواية الإسلامية الرسمية للأحداث التي سجلت بعد مرور مائتي سنة على وفاة النبي محمد ومؤخرا فقط تزايد الاهتمام بمصادر أخرى أكثر موضوعية، مع أنها صعبة المنال كالنقوش والنقود المعدنية وأوراق البردي.
تقول الباحثة سايبستاين أستاذة اللغة العربية في جامعة ليدن إن أوراق البردي بصفة خاصة هي أهم مصدر للتاريخ الإسلامي الأول. "أوراق البردي هي في الواقع المصدر المعاصر الوحيد للقرنين الأولين من التاريخ الإسلامي."
الباحثة سايبستاين هي واحدة من المستعربين القلائل عبر العالم الذين تخصصوا في قراءة البرديات العربية. تلقت مؤخرا منحة قدرها مليون يورو من المجلس الأوربي للدراسات بهدف متابعة أبحاثها الرائدة في هذا المجال.
كانت أوراق البردي في السابق تستخدم لتدوين كل شيء: المعاملات التجارية والمراسلات الشخصية وغير ذلك. هذه البرديات تكتشف الآن بالآلاف مدفونة تحت الرمال وأماكن مقالب القمامة القديمة، لاسيما في مصر ودول أخرى في الشرق الأوسط.
تقول الباحثة سايبستاين إن أوراق البردي غالبا ما يصعب قراءتها لتآكل أجزاء منها أو لأنها كتبت بحروف يصعب تهجيتها أو بلهجة محلية. "ولكن من يقدر على فك رموزها وقراءتها تنفتح أمامه نافذة فريدة على مناحي الحياة اليومية خلال حقبة الإسلام الأولى".
عِلم البرديات العربية ما يزال في مهده، ذلك أن جزءا بسيطا فقط من أصل مئات الآلاف من البرديات المتوفرة تم دراسته. وعلى المسلمين أن يطمئنوا لأن الصورة التي تظهر ملامحها حتى الآن من دراسة سايبستاين، توافق بشكل كبير القراءة الإسلامية الرسمية.
وبهذا تنأى سايبستاين بنفسها عن مجموعة صغيرة من زملائها الباحثين الذين يجادلون ويشككون في الوجود التاريخي لشخصية النبي محمد أصلا، وأن الفاتحين العرب لم يكونوا في واقع الأمر سوى شراذم غير منظمة من البدو تمكنت بمحض الصدفة من إخضاع نصف العالم المعروف آنذاك، وأن الإسلام اختُرع ولفق لاحقا في العراق بعد مرور مائتي سنة.
"تظهر البرديات أن الفتوحات العربية خُطط لها في الواقع بعناية وأن العرب كانوا يرون أنفسهم فاتحين أصحاب رسالة دينية. وتظهر أيضا أنهم كانوا يحملون معتقدات وممارسات دينية تحوي العناصر الرئيسية لما آمن به المسلمون في العصور اللاحقة". وقد تأكد لدى الباحثة أنه بعد وفاة محمد بوقت وجيز كان الناس يحجون ويؤدون الزكاة. كما عثرت على بردية تعود للعام 725 دون عليها اسم محمد والإسلام.
ومع ذلك تمثل نتائج الباحثة سايبستاين تهديدا محتملا للصورة الراسخة لدى بعض المسلمين في العصر الحاضر حول تاريخهم. فأوراق البردي تظهر على سبيل المثال أن الناس لم يكونوا يلاحظون تغيرا يذكر على واقع حياتهم المُعاش. "ففي مصر وسوريا على سبيل المثال، كان في البداية يتم فقط استبدال الأشخاص الذين يتحملون مناصب تنفيذية وقيادية كبرى، ليحل محلهم العرب. وقد استمر الأمر على ما هو عليه عدة قرون قبل أن يتسرب تأثير اللغة العربية والإسلام إلى حياة عموم الناس".
وتعارض أوراق البردي كذلك كثيرا من الأفكار السائدة عند المسلمين المعاصرين من أن النبي محمد جاء بنموذج إسلامي جاهز. "على العكس، يبدو أن الإسلام كما هو معروف الآن، اتخذ سنين عدة قبل أن يتشكل تدريجيا. كانت هناك نقاشات مستفيضة حول: ما هو المقصود بالضبط من أن يكون المسلم مسلما". فقد عثرت الباحثة على بردية تدون ناقشات كانت تدور حول ما إذا كانت الزكاة ضريبة تجبيها الدولة، أم أنها تدفع على أساس طوعي. "ويبقى السؤال الكبير: ماذا كان يعني الإسلام بالنسبة للناس في العام 700؟ هل هو نفس الإسلام الذي نعرفه اليوم بأركانه الخمسة وهل يشبه موسم الحج آنذاك موسم الحج الحالي"؟
تقول الباحثة سايبستاين أستاذة اللغة العربية في جامعة ليدن إن أوراق البردي بصفة خاصة هي أهم مصدر للتاريخ الإسلامي الأول. "أوراق البردي هي في الواقع المصدر المعاصر الوحيد للقرنين الأولين من التاريخ الإسلامي."
الباحثة سايبستاين هي واحدة من المستعربين القلائل عبر العالم الذين تخصصوا في قراءة البرديات العربية. تلقت مؤخرا منحة قدرها مليون يورو من المجلس الأوربي للدراسات بهدف متابعة أبحاثها الرائدة في هذا المجال.
كانت أوراق البردي في السابق تستخدم لتدوين كل شيء: المعاملات التجارية والمراسلات الشخصية وغير ذلك. هذه البرديات تكتشف الآن بالآلاف مدفونة تحت الرمال وأماكن مقالب القمامة القديمة، لاسيما في مصر ودول أخرى في الشرق الأوسط.
تقول الباحثة سايبستاين إن أوراق البردي غالبا ما يصعب قراءتها لتآكل أجزاء منها أو لأنها كتبت بحروف يصعب تهجيتها أو بلهجة محلية. "ولكن من يقدر على فك رموزها وقراءتها تنفتح أمامه نافذة فريدة على مناحي الحياة اليومية خلال حقبة الإسلام الأولى".
عِلم البرديات العربية ما يزال في مهده، ذلك أن جزءا بسيطا فقط من أصل مئات الآلاف من البرديات المتوفرة تم دراسته. وعلى المسلمين أن يطمئنوا لأن الصورة التي تظهر ملامحها حتى الآن من دراسة سايبستاين، توافق بشكل كبير القراءة الإسلامية الرسمية.
وبهذا تنأى سايبستاين بنفسها عن مجموعة صغيرة من زملائها الباحثين الذين يجادلون ويشككون في الوجود التاريخي لشخصية النبي محمد أصلا، وأن الفاتحين العرب لم يكونوا في واقع الأمر سوى شراذم غير منظمة من البدو تمكنت بمحض الصدفة من إخضاع نصف العالم المعروف آنذاك، وأن الإسلام اختُرع ولفق لاحقا في العراق بعد مرور مائتي سنة.
"تظهر البرديات أن الفتوحات العربية خُطط لها في الواقع بعناية وأن العرب كانوا يرون أنفسهم فاتحين أصحاب رسالة دينية. وتظهر أيضا أنهم كانوا يحملون معتقدات وممارسات دينية تحوي العناصر الرئيسية لما آمن به المسلمون في العصور اللاحقة". وقد تأكد لدى الباحثة أنه بعد وفاة محمد بوقت وجيز كان الناس يحجون ويؤدون الزكاة. كما عثرت على بردية تعود للعام 725 دون عليها اسم محمد والإسلام.
ومع ذلك تمثل نتائج الباحثة سايبستاين تهديدا محتملا للصورة الراسخة لدى بعض المسلمين في العصر الحاضر حول تاريخهم. فأوراق البردي تظهر على سبيل المثال أن الناس لم يكونوا يلاحظون تغيرا يذكر على واقع حياتهم المُعاش. "ففي مصر وسوريا على سبيل المثال، كان في البداية يتم فقط استبدال الأشخاص الذين يتحملون مناصب تنفيذية وقيادية كبرى، ليحل محلهم العرب. وقد استمر الأمر على ما هو عليه عدة قرون قبل أن يتسرب تأثير اللغة العربية والإسلام إلى حياة عموم الناس".
وتعارض أوراق البردي كذلك كثيرا من الأفكار السائدة عند المسلمين المعاصرين من أن النبي محمد جاء بنموذج إسلامي جاهز. "على العكس، يبدو أن الإسلام كما هو معروف الآن، اتخذ سنين عدة قبل أن يتشكل تدريجيا. كانت هناك نقاشات مستفيضة حول: ما هو المقصود بالضبط من أن يكون المسلم مسلما". فقد عثرت الباحثة على بردية تدون ناقشات كانت تدور حول ما إذا كانت الزكاة ضريبة تجبيها الدولة، أم أنها تدفع على أساس طوعي. "ويبقى السؤال الكبير: ماذا كان يعني الإسلام بالنسبة للناس في العام 700؟ هل هو نفس الإسلام الذي نعرفه اليوم بأركانه الخمسة وهل يشبه موسم الحج آنذاك موسم الحج الحالي"؟