ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة خلال رحلة الحج
ونادرًا ما تنخفض درجات الحرارة بالقرب من مكة عن 20 درجة مئوية حتى في فصل الشتاء، في حين يزداد تأثير درجات الحرارة على الحجيج بسبب كثافة الحشود.وفي الفترة الممتدة بين شهري تموز/يوليو وتشرين الأول/أكتوبر، تصبح الأجواء أكثر رطوبة ودفئًا في الوقت نفسه، ما يزيد خطورة الأجواء على صحة الحجيج.
ومن الصعب تحمل ارتفاع درجات الحرارة المترافقة مع الرطوبة؛ إذ لا يمكن في هذه الحالة خفض درجة حرارة الجسم بالتعرق؛ لأن السوائل تتبخر بشكل أبطأ بسبب ارتفاع الرطوبة.
كيف سيتغير الحج وسط تفاقم الاحتباس الحراري؟
وكذلك من الصعب ممارسة أي نشاط في الخارج مع تجاوز الحرارة 29 درجة مئوية، ويعتقد العلماء أنه يستحيل الإبقاء على برودة الجسد عندما تتجاوز درجة الحرارة 35 درجة مئوية، وفي ظل درجة الحرارة هذه فإن الشاب السليم لن ينجو أكثر من ست ساعات حتى لو كان مزودًا بالمياه وفي منطقة ظليلة، وقد يموت كبار السن والمرضى بوقت أقل من ذلك بكثير.ويقضي الحجيج عادة من 20 إلى 30 ساعة في الهواء الطلق، ويفقد واحد من كل 1000 حاج حياته؛ بسبب النوبات القلبية التنفسية.
وفي ذلك العام لقِي المئات -وربما الآلاف- من الحجاج حتفهم، وأبلغ الأطباء في السعودية عن كثير من حالات الوفاة الناجمة عن ضربة الشمس.
ومن المعروف عن شبه الجزيرة العربية ارتفاع درجات الحرارة فيها بوتير أسرع من بقية المناطق في العالم، وحتى لو التزمت جميع البلاد بخفض انبعاثات الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري، فمن المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 29 درجة مئوية في 15 في المئة من أيام الحج بين عامي 2045 و2053، و19 في المئة من أيام الحج بين عامي 2079 و2086، ما سيزيد الوضع سوءًا.
جهود سعودية للتخفيف من تبعات الحر على الحجاج
وقد بذلت السعودية جهودًا كبيرة لحماية الحجاج من الحر، ويشمل ذلك: إقامة خيام النوم المزودة بمكيفات الهواء، إضافة إلى بناء أنفاق طويلة على طول طريق رحلة الحج مزودة بخدمات التكييف، وزوَّدت المصليات بمراوح تطلق بخار الماء.إضافة إلى توفير 4000 سرير للمرضى و25 ألف مسعف، وبناء مزيد من المستشفيات داخل مجمع المسجد الحرام في مكة المكرمة، ويمكن للحجيج السفر بالقطارات المكيفة التي تعمل سبعة أيام في السنة فقط، ويستطيعون السفر بالحافلات إذا لم يكن لديهم ما يكفي من المال.
وقد توفر العديد من الخدمات اللوجستية للحجيج، حيث يؤدي الملايين منهم فريضة الحج ضمن خمسة مواقع في منطقة مساحتها 170 كليومترًا مربعًا.
ويضطر كثير من المسلمين الفقراء إلى ادخار الأموال لسنوات قبل أن يتسنى لهم الذهاب إلى الحج بعد تقدمهم في السن، وقد يرتفع الإقبال على الحج عندما يصادف موعده الأوقات الأكثر برودة من العام، ما سيؤدي إلى ارتفاع رسوم الحج، وسيضطر الفقراء في هذه الحالة إلى أداء فريضة الحج في الأشهر الأكثر حرًّا (حيث يتغير موعد فريضة الحج، ويتقدم نحو 11 يومًا كل عام بناء على التقويم القمري).
هذا ويقترح بعض الناس تحديد سن الحجيج خلال أشهر الحرِّ، وهو ما فعلته الحكومة السعودية أثناء انتشار الجائحة.