نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


إيران و"طوفان الأقصى".. هل اختارت التوقيت أم استفادت من الغضب الفلسطيني؟





برغم الإعجاب الشديد بما حققته فصائل المقاومة الفلسطينية في الساعات الأولى لعملية "طوفان الأقصى" فجر السبت، إلا أن تخوف الكثير من السوريين من الدور الإيراني في هذه المعركة فرض حضوره وبقوة على ردود الفعل.
ومنذ الصباح تفاعل جمهور الثورة والمعارضة السورية مع التطورات التي تجري في فلسطين، حيث اجتاحت الفصائل محيط قطاع غزة المحتل، والذي تطلق عليه إسرائيل اسم (غلاف غزة) وتنتشر فيه العديد من المستوطنات


سببان للقلق


مشاهد المعارك غير المسبوقة، وعلو الكعب الذي سجله الفلسطينيون خلال المواجهات الأولى، مع سيطرتهم على مساحات شاسعة من الخط الفاصل بين غزة ومحيطها الخاضع لجيش الاحتلال، وما أسفر عنه من أسر وقتل المئات من الإسرائيليين، جعل الكثيرين يسجلون الإعجاب ويتفاعلون بحماس مع التطورات، لكن مع بروز تخوفين أساسيين:
الأول هو الخشية من رد فعل الجانب الإسرائيلي بحق المدنيين من سكان القطاع، حيث قضى أكثر من مئة فلسطيني نتيجة القصف العنيف الذي نفذه الجيش الإسرائيلي هناك حتى عصر السبت

أما الثاني، فهو الخشية من الدور الإيراني في هذه المعركة، نتيجة العلاقة التحالفية بين حركات المقاومة الفلسطينية الرئيسية في قطاع غزة وطهران، وهو تخوف مشروع بضوء التعقيدات التي تشهدها منطقتا الشرق الأوسط ووسط آسيا، اللتان تعتبران منطقتين هامتين لإيران. ففي الشرق الأوسط يلعب الصراع على خطوط النفط والغاز وطرق الشحن والتجارة الدولية دوراً مهماً في رسم خطوط المواجهة وتشكيل التحالفات، إلى جانب البرنامج النووي الإيراني بطبيعة الحال، بينما تبدو الضربة القوية التي تلقتها طهران بانتصار أذربيجان على أرمينيا في إقليم قراباغ قد جعلت نظام الملالي في غاية التوتر، خاصة وأن أذربيجان متحالفة مع إسرائيل والغرب، الوجهة التي اختارتها أرمينيا بعد الهزيمة، وهي التي كانت متحالفة مع طهران وموسكو، ما يعني قطع أهم منافذ آسيا الصغرى أمام إيران، وعليه، لا يستبعد الكثيرون أن تكون طهران قد أوعزت لحلفائها الفلسطينيين بتنفيذ هذه العملية، الأمر الذي يجادل فيه الفلسطينيون بقوة، ويفندون الكثير من معطياته. على صفحته في موقع فيسبوك كتب حسين الوادعي: لفت نظري عبارة قائد كتائب القسام "أدعو إخوتنا في المقاومة بلبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا للالتحام مع المقاومة بفلسطين". ولذلك يعتبر الوادعي أن "حصر المقاومة في البلدان المحتلة من قبل ميليشيات إيران، وبالقوى الطائفية التي تمارس ضد شعوبها نفس بشاعات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، لا تدع مجالاً للشك في معرفة حقيقة المعركة".
وختم بالقول: البوصلات التي تصلي باتجاه طهران لن تحرر الفلسطيني المقهور.
من جانبه فإن إسلام أبو شكير يرى أن "الخوف هو من تحول الرهائن والمكتسبات التي تحققت إلى موضوع للمفاوضة على نووي إيران، وأرصدة إيران، ومواقع إيران بسوريا.. وفلسطين كلها تصبح خارج الموضوع.

علاقة هيمنة أم تبادل مصالح؟


لكن ورغم إقرارهم بالمخاوف المشروعة للسوريين، وتفهمهم للتحفظات التي يتم تسجيلها، إلا أن العديد من الكتاب والناشطين الفلسطينيين السوريين المؤيدين للثورة والمعارضين لنظام ميليشيا أسد، يؤكدون أن الأمور لا تسير على هذا النحو المتصور لدى الكثيرين. ولتوضيح الصورة التي يراها مشوشة، يقول الباحث الفلسطيني السوري أيمن أبو هاشم، إن الحديث عن لعبة إيرانية لخدمة أجنداتها الإقليمية من خلف هذه المعركة، هو إسقاط غير موضوعي لطبيعة التحالفات في سوريا على التحالفات الفلسطينية الإيرانية، رغم استفادت طهران من ذلك بطبيعة الحال.
ويضيف في تصريح لـ"أورينت نت": حتى نقرأ ما يجري الآن في غزة وفي فلسطين بصورة واقعية وموضوعية، علينا تجنب إسقاط منظورنا للصراع في سوريا على تطورات الحالة الفلسطينية، لأن فرضية تناول عملية طوفان الأقصى وكأنها لعبة إيرانية لخدمة أجندتها الإقليمية، وتوظيفها أيضاً بما يخدم تخفيف الضغوط على نظام الأسد، هي فرضية تقوم على تصور امتلاك إيران لقرار الحرب في فلسطين أسوةً لدورها وتأثيرها في سوريا.
أبو هاشم، وهو الأمين العام لـ"تجمع مصير" يرى أن "هذا تصور خاطئ لمن يدرك آليات تطور الصراع في الأرض المحتلة، لا سيما مع تصعيد التيار الصهيوني المتطرف حربه المفتوحة ضد الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم، فهذا التيار الذي يحكم الكيان الصهيوني، لم يترك بجرائمه وانفلات مستوطنيه وتحويله حياة الفلسطينيين إلى جحيم، أي خيار أو فرصة أمام شعبنا المظلوم سوى مقاومته، والتفاف المجتمع على كل من يتبنى هذا الخيار، بغض النظر عن استفادة إيران أو غيرها من حالة المقاومة والتصعيد العسكري".
بل إنه يذهب أبعد من ذلك حين يؤكد أن نتائج المعركة في حال صبت بصالح الشعب الفلسطيني فإنها لن تكون لمصلحة تحالف الأسد-إيران "لإنه في حال خرج الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عن إليات الضبط والسيطرة، فهذا لن يكون على المستوى الاستراتيجي بمصلحة إيران أو النظام الأسدي، لأن تحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال، سيفتح آفاقاً جديدة لتحرر الشعوب العربية من قوى الاستبداد والظلم، وهذه القراءة لا تعني أن نبرر لحماس وغيرها التحالف مع إيران، لأننا نعتبره من خطايا حماس التي لا يمكن قبولها والصمت عنها، لكن شعبنا الفلسطيني سيواصل مقاومته التي بدأها قبل ولادة حماس وسيستمر بها حتى نيل حقوقه وحريته".

مكاسب وتكهنات


التوضيحات التي يقدمها أبو هشام وكثير من الفلسطينيين الرافضين للعلاقات التي تجمع فصائل المقاومة الرئيسية بإيران ضمن ما يعرف بـ"حلف المقاومة" وعلى الرغم من أهميتها إلا أنها لا تطمئن على ما يبدو القطاع الأكبر من السوريين المعارضين لهذا الحلف.
بل إن الكاتب والسياسي السوري المعارض محيي الدين لاذقاني، يستعيد تاريخ العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية كمدخل لفهم التنافس والصراع القائم حالياً، موضحاً المكاسب الإيرانية من هذه التطورات.
ويقول في حديثه لـ"أورينت نت": العلاقات الإسرائيلية-الإيرانية من أعقد العلاقات في العالم، وفيها حب وكراهية وصراعات واضحة وخفية، وطبعاً لم ينس هذا الجيل أن تسليح إيران في السنوات الأخيرة من حربها مع العراق جاء عبر إسرائيل في الفضيحة الشهيرة بـ"نورث غيت".
قد تبدو هذه القصة تاريخية، لكن استحضارها، من وجهة نظر لاذقاني، ضروري لنتذكر أن الطرفين كانا يتعاونان حتى في قضايا التسليح، فلما جاءت قصة النووي الإيراني بردت العلاقات الدافئة وازداد التوتر، فهددت إسرائيل بضرب إيران منفردة لتجمد مشروعها النووي. ويتابع: في قصة "طوفان الأقصى" التي تفجرت السبت يظهر التفوق الإيراني على إسرائيل في هذه الجولة، والذي استغرق ترتيبها زمناً على ما يبدو، لأن إيران لا تقاتل داخل حدودها ولا بجنودها حتى الآن، بل تحرك ميليشيات وفصائل سلحتها ودعمتها عبر عقدين من الزمن وجاء وقت استخدامها. يقر لاذقاني أنه لا يمكن التأكد ما إذا كانت إيران هي من حددت ساعة الصفر لعملية طوفان الأقصى، أو أنها وجدت فيها فرصة للتصعيد على طريقة "لم آمر بها ولم يسؤني" إلا أن الهدف الأساسي للعملية يظل في إطار إرباك إسرائيل حتى لا نقول إضعافها، ولعل أول المكاسب التي تحققها إيران من عملية طوفان الأقصى هي ترميم خطاب المقاومة والممانعة الذي تستمد منه قوتها في المنطقة، والذي اهترأ على يد بشار الكيماوي الذي تقصفه إسرائيل بطريقة شبه يومية دون رد، إلى أن صار ذلك الخطاب يثير السخرية.
جغرافياً، فإن الوضع في سوريا مفتوح على كل الاحتمالات، ووجود إيران الدائم والثابت فيها هو واسطة العقد لمشروع الهلال الشيعي الذي أحكمت حلقاته وتعرف تماماً أن خروجها من سوريا يضرب هذا المشروع كله في الصميم، وهو مشروع استثمرت فيه المليارات بما في ذلك تثبيت وجودها في اليمن والعراق ولبنان، لكن لا يزال هناك من ينازعها السيادة والسيطرة في سوريا.
بهذا الصدد يستعيد الباحث لاذقاني موقف إسرائيل من بشار أسد ونظامه في ضوء علاقاتها المتوترة بإيران، ويقول: لقد دعمت إسرائيل بقاء بشار الكيماوي معتمدة على وعود روسيا بإبعاد الميليشيات الإيرانية عن حدودها، وقد اكتشفت الآن صعوبة تحقيق الوعد الروسي، وعليه أتوقع أن تتابع التصعيد، ومن الصعب التكهن بالمدى الزمني لهذه العملية، لكن طالما أن أمريكا سارعت بتقديم قرابة خمسة مليارات دولار كمساعدات عاجلة لإسرائيل، فهذا يؤشر إلى أنها ربما تكون قد اعتبرت عملية طوفان الأقصى الفرصة التي تنتظرها لتقلم أظافر إيران في ظل صمت عربي مضمون ودولي منشغل بالحرب الأوكرانية
----------

أورينت نت

عقيل حسين
الاحد 8 أكتوبر 2023