واستهدفت الطائرات الحربية الأردنية أربعة أهداف هي منزل تاجر المخدرات ناصر فيصل السعدي في بلدة صلخد، وأخطأت الطائرات الهدف وأصابت منزل مجاور لمنزل السعدي، قتل على اثرها صاحب المنزل فضل الله جبور، وهو شخص مدني لا علاقة له بالسعدي مطلقا حسب ما أفاد مصدران محليان في البلدة لـ”القدس العربي” وجرحت زوجة القتيل وأطفاله الثلاثة ونقلوا إلى المستشفى الوطني في مدينة السويداء.
والهدف الثاني كان مزرعة للسعدي جنوب قرية ذيبين الحدودية مع الأردن، وتبعد المزرعة نحو ثلاثة كيلو مترات عن الحدود، ويستعملها السعدي كنقطة انطلاق للتهريب باتجاه عمق الأراضي الأردنية. وأسفر قصف المزرعة عن مقتل حارسها وزوجته وأطفاله الذين كانوا موجودين فيها لحظة القصف.
إلى ذلك، تركز القصف الثالث على محطة المياه جنوب المتاعية في درعا، حيث تنطلق من جواره عمليات التهريب، وتبعد النقطة المستهدفة قرابة 700 متر عن الحدود الأردنية فقط، إلى الشرق من السوق الحرة المشتركة.
في حين، استهدف القصف الرابع منزلا في المنطقة الجبلية جنوب السويداء بالقرب من بلدة ملح وهو منزل لشخص ضالع بتهريب المخدرات أيضا وعلى علاقة بالمخابرات العسكرية السورية حسب ما أكدت مصادر “القدس العربي” في المحافظة.
وشهد الأسبوعان الأخيران توترات كبيرة على الحدود الأردنية بسبب تزايد عمليات تهريب المخدرات والكبتاغون والحشيش، واستغل المهربون سوء الطقس والضباب الكثيف من أجل تكثيف عملياتهم حسب ما رصدت “القدس العربي” في تقريرها قبل أسبوع، إذ يتعذر على قوات حرس الحدود المراقبة بطائرات الدرون المسيرة التي تستخدمها لذلك الغرض، إضافة إلى توقف عمل الكاميرات الحرارية وكاميرات المراقبة الموجهة عن العمل بسبب سوء الأحوال الجوية، الأمر الذي يزيد العبء على كاهل الجيش الأردني.
وفي حادثة هي الأولى من نوعها، أعلن الجيش الأردني استمرار الاشتباكات بين حرس الحدود الأردنية مع “المجموعات المسلحة” حسب ما جاء في بيان صحافي لـ”القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي” وأضاف البيان أنها “استطاعت من خلاله إلقاء القبض على 9 مهربين كانوا مع المجموعات المسلحة، وتم ضبط صاروخ نوع (روكيت لانشر) – عدد (4) وصاروخ نوع (آر بي جي) – عدد (4) وألغام ضد الأفراد – عدد (10) وبندقية قنص نوع (جي3) وبندقية نوع (م16) مجهزة بمنظار قنص، وتدمير سيارة محملة بالمواد المتفجرة، إضافةً إلى ضبط كميات كبيرة جداً من المواد المخدرة، يجري العمل على حصرها لتحويلها إلى الجهات المختصة”. ولم توضح عمان – حتى اليوم- الجهة التي تقف خلف عمليات تهريب الأسلحة ووجهتها النهائية أو الشبكات المتصلة بها داخل الأردن.
الاستنفار الكبير
يشير حجم الاستعداد العسكري والاستنفار الحاصل إلى حصول المخابرات الأردنية على معلومات دقيقة حول تحرك المهربين، وهذا ما انعكس أيضا بمشاركة قوات حرس الحدود وإدارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية والاستنفار الكبير في الواجهة الشرقية للأردن وحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة، اللواء يوسف الحنيطي الذي أشرف على عملية إحباط إدخال الأسلحة. وأكد على “استخدام الإمكانات والقدرات والموارد كلها لدى القوات المسلحة، لمنع عمليات التسلل والتهريب والتصدي لها بالقوة” مشدداً على أن “القوات المسلحة مستمرة وماضية وحازمة، في منع هذه العمليات ومواجهة جميع أشكال التهديد على الواجهات الحدودية، وملاحقة المجموعات المسلحة التي تقف وراءها”.
واعتبر الأردن ان عملية التهريب هدفها “المساس بالأمن الوطني للأردن” والجدير بالذكر أن استمرار الاشتباكات لمدة 14 ساعة دون توقف في عدة نقاط يشير إلى أن المهربين كانوا على استعداد كامل للدخول بـ”معركة”.
ويتهم الأردن صراحة إيران بتمويل ودعم شبكات المخدرات والأسلحة، وفي وقت سابق قال الناطق باسم الحكومة الأردنية أن وزير الخارجية أيمن الصفدي تحدث مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان “وشدد على رفض مرور الأسلحة والمخدرات التي تنطلق من مناطق خاضعة لسيطرة الميليشيات الإيرانية”.
وشهدت الحدود الأردنية السورية أسبوعا متواصلا من الاشتباكات بين قوات حرس الحدود الأردنية ومهربي المخدرات بلغت ذروته فجر الاثنين الماضي، وسبقه خمس محاولات تسلل وتهريب في خلال سبعة أيام. وهو ما يشير إلى أن الميليشيات الإيرانية انتقلت إلى مرحلة جديدة عنوانها زعزعة أمن الأردن من خلال إحداث خرق أمني كبير على الحدود الشمالية وأن المخدرات هي مجرد غطاء لعمليات نقل السلاح إلى داخل الأردن ورغم تحفظ الأردن الشديد حول الشبكات المحلية الداخلية التي ترتبط بشبكات التهريب إلا أن بعض المهربين الأردنيين مرتبطين بمخطط أمني أوسع من قضية تهريب المخدرات.
ولفت مصدر متابع لشبكات تهريب المخدرات في جنوب سوريا إلى أن السعدي الذي تم استهداف منزله ومزرعته “ليس تاجرا كبيرا أو مُصنعا للمخدرات ويقتصر عمله على نقل البضائع عبر الحدود والحصول على نسبة في حال جرت المقارنة بينه وبين مرعي الرمثان” الذي قتلته الأردن بغارة جوية في أيار (مايو) في قرية الشعاب جنوب السويداء. وتزامنت مع عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية ومشاركة الأسد بالقمة العربية المنعقدة في الرياض. وكانت أولى الغارات الجوية الأردنية داخل الأراضي السورية منذ عام 2011 في حال استثناء مشاركة الأردن “بالتحالف الدولي لمحاربة داعش” وقصف طائرات سلاح الجو لمواقع التنظيم في سوريا والعراق.
وتشهد الحدود السورية-الأردنية تصاعدا كبيرا في عمليات التهريب منذ فرض التسوية على فصائل المعارضة عام 2018 بعد الاتفاق الروسي الأمريكي. ورغم التخوف الأمني الإسرائيلي والأردني وقت ذلك واشتراطهما ابتعاد إيران لمسافة 80 كيلو مترا عن حدودهما في أول المفاوضات وقبولهما بابتعاد الميليشيات الإيرانية عن الحدود لمسافة 30 كيلومترا بضمانة روسية. تجد عمان اليوم نفسها في موقف لا تحسد عليه، وهي أكثر الدول التي استشعرت الخطر الإيراني بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في العراق، حيث أطلق الملك عبد الله مصطلح “الهلال الشيعي” عام 2004 أثناء زيارته لأمريكا، معربا عن تخوفه حينها من وصول حكومة شيعية موالية لطهران تسهل تغلغل إيران.
القدس العربي
والهدف الثاني كان مزرعة للسعدي جنوب قرية ذيبين الحدودية مع الأردن، وتبعد المزرعة نحو ثلاثة كيلو مترات عن الحدود، ويستعملها السعدي كنقطة انطلاق للتهريب باتجاه عمق الأراضي الأردنية. وأسفر قصف المزرعة عن مقتل حارسها وزوجته وأطفاله الذين كانوا موجودين فيها لحظة القصف.
إلى ذلك، تركز القصف الثالث على محطة المياه جنوب المتاعية في درعا، حيث تنطلق من جواره عمليات التهريب، وتبعد النقطة المستهدفة قرابة 700 متر عن الحدود الأردنية فقط، إلى الشرق من السوق الحرة المشتركة.
في حين، استهدف القصف الرابع منزلا في المنطقة الجبلية جنوب السويداء بالقرب من بلدة ملح وهو منزل لشخص ضالع بتهريب المخدرات أيضا وعلى علاقة بالمخابرات العسكرية السورية حسب ما أكدت مصادر “القدس العربي” في المحافظة.
وشهد الأسبوعان الأخيران توترات كبيرة على الحدود الأردنية بسبب تزايد عمليات تهريب المخدرات والكبتاغون والحشيش، واستغل المهربون سوء الطقس والضباب الكثيف من أجل تكثيف عملياتهم حسب ما رصدت “القدس العربي” في تقريرها قبل أسبوع، إذ يتعذر على قوات حرس الحدود المراقبة بطائرات الدرون المسيرة التي تستخدمها لذلك الغرض، إضافة إلى توقف عمل الكاميرات الحرارية وكاميرات المراقبة الموجهة عن العمل بسبب سوء الأحوال الجوية، الأمر الذي يزيد العبء على كاهل الجيش الأردني.
وفي حادثة هي الأولى من نوعها، أعلن الجيش الأردني استمرار الاشتباكات بين حرس الحدود الأردنية مع “المجموعات المسلحة” حسب ما جاء في بيان صحافي لـ”القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي” وأضاف البيان أنها “استطاعت من خلاله إلقاء القبض على 9 مهربين كانوا مع المجموعات المسلحة، وتم ضبط صاروخ نوع (روكيت لانشر) – عدد (4) وصاروخ نوع (آر بي جي) – عدد (4) وألغام ضد الأفراد – عدد (10) وبندقية قنص نوع (جي3) وبندقية نوع (م16) مجهزة بمنظار قنص، وتدمير سيارة محملة بالمواد المتفجرة، إضافةً إلى ضبط كميات كبيرة جداً من المواد المخدرة، يجري العمل على حصرها لتحويلها إلى الجهات المختصة”. ولم توضح عمان – حتى اليوم- الجهة التي تقف خلف عمليات تهريب الأسلحة ووجهتها النهائية أو الشبكات المتصلة بها داخل الأردن.
الاستنفار الكبير
يشير حجم الاستعداد العسكري والاستنفار الحاصل إلى حصول المخابرات الأردنية على معلومات دقيقة حول تحرك المهربين، وهذا ما انعكس أيضا بمشاركة قوات حرس الحدود وإدارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية والاستنفار الكبير في الواجهة الشرقية للأردن وحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة، اللواء يوسف الحنيطي الذي أشرف على عملية إحباط إدخال الأسلحة. وأكد على “استخدام الإمكانات والقدرات والموارد كلها لدى القوات المسلحة، لمنع عمليات التسلل والتهريب والتصدي لها بالقوة” مشدداً على أن “القوات المسلحة مستمرة وماضية وحازمة، في منع هذه العمليات ومواجهة جميع أشكال التهديد على الواجهات الحدودية، وملاحقة المجموعات المسلحة التي تقف وراءها”.
واعتبر الأردن ان عملية التهريب هدفها “المساس بالأمن الوطني للأردن” والجدير بالذكر أن استمرار الاشتباكات لمدة 14 ساعة دون توقف في عدة نقاط يشير إلى أن المهربين كانوا على استعداد كامل للدخول بـ”معركة”.
ويتهم الأردن صراحة إيران بتمويل ودعم شبكات المخدرات والأسلحة، وفي وقت سابق قال الناطق باسم الحكومة الأردنية أن وزير الخارجية أيمن الصفدي تحدث مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان “وشدد على رفض مرور الأسلحة والمخدرات التي تنطلق من مناطق خاضعة لسيطرة الميليشيات الإيرانية”.
وشهدت الحدود الأردنية السورية أسبوعا متواصلا من الاشتباكات بين قوات حرس الحدود الأردنية ومهربي المخدرات بلغت ذروته فجر الاثنين الماضي، وسبقه خمس محاولات تسلل وتهريب في خلال سبعة أيام. وهو ما يشير إلى أن الميليشيات الإيرانية انتقلت إلى مرحلة جديدة عنوانها زعزعة أمن الأردن من خلال إحداث خرق أمني كبير على الحدود الشمالية وأن المخدرات هي مجرد غطاء لعمليات نقل السلاح إلى داخل الأردن ورغم تحفظ الأردن الشديد حول الشبكات المحلية الداخلية التي ترتبط بشبكات التهريب إلا أن بعض المهربين الأردنيين مرتبطين بمخطط أمني أوسع من قضية تهريب المخدرات.
ولفت مصدر متابع لشبكات تهريب المخدرات في جنوب سوريا إلى أن السعدي الذي تم استهداف منزله ومزرعته “ليس تاجرا كبيرا أو مُصنعا للمخدرات ويقتصر عمله على نقل البضائع عبر الحدود والحصول على نسبة في حال جرت المقارنة بينه وبين مرعي الرمثان” الذي قتلته الأردن بغارة جوية في أيار (مايو) في قرية الشعاب جنوب السويداء. وتزامنت مع عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية ومشاركة الأسد بالقمة العربية المنعقدة في الرياض. وكانت أولى الغارات الجوية الأردنية داخل الأراضي السورية منذ عام 2011 في حال استثناء مشاركة الأردن “بالتحالف الدولي لمحاربة داعش” وقصف طائرات سلاح الجو لمواقع التنظيم في سوريا والعراق.
وتشهد الحدود السورية-الأردنية تصاعدا كبيرا في عمليات التهريب منذ فرض التسوية على فصائل المعارضة عام 2018 بعد الاتفاق الروسي الأمريكي. ورغم التخوف الأمني الإسرائيلي والأردني وقت ذلك واشتراطهما ابتعاد إيران لمسافة 80 كيلو مترا عن حدودهما في أول المفاوضات وقبولهما بابتعاد الميليشيات الإيرانية عن الحدود لمسافة 30 كيلومترا بضمانة روسية. تجد عمان اليوم نفسها في موقف لا تحسد عليه، وهي أكثر الدول التي استشعرت الخطر الإيراني بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في العراق، حيث أطلق الملك عبد الله مصطلح “الهلال الشيعي” عام 2004 أثناء زيارته لأمريكا، معربا عن تخوفه حينها من وصول حكومة شيعية موالية لطهران تسهل تغلغل إيران.
القدس العربي