يمكن أن يتسبب إغلاق تلك الخدمات الإذاعية في خسارة 382 وظيفة حيث قالت بي بي سي إنها ملتزمة بتوفير 28.5 مليون باوند سنويا. وألقت الإذاعة اللوم على الحكومة التي جمدت رسوم الترخيص لسنوات دون مراعاة التضخم الذي تعيشه البلاد، فضلًا عن تكلفة الإنتاج المتزايدة.
وبهذا الصدد قالت فيليبا تشايلدز من نقابة البث الإذاعي بيكتو (إن بي بي سي أدركت في النهاية أنها بحاجة إلى التكيف مع العصر الرقمي، لكن تجميد رسوم الترخيص له تداعيات محتملة على سمعة المؤسسة على المستوى العالمي.
هذا ومولت الحكومة القسم العالمي لهيئة الإذاعة البريطانية "ذا ورلد سيرفيس" تقليديًّا، وكان يُنظَر إليها على أنها أداة القوة الناعمة التي توفر الأخبار والمعلومات حول الشأن البريطاني لمئات الملايين حول العالم. ولكن هذا التمويل تناقص إلى حد كبير بسبب إجراءات التقشف التي اتخذها جورج أوسبورن في عام 2010، عندما أصبح القسم العالمي لهيئة الإذاعة البريطانية يموّل من رسوم تراخيص التلفزيون.
ومنذ ذلك الحين، اضطرت بي بي سي إلى طلب تمويل إضافي من الحكومة لدعم مشاريع محددة، ما جعل هذه الأخيرة تمنحها ما يقرب من 400 مليون باوند نقدًا منذ عام 2016. ومع ذلك كانت هناك تساؤلات حول مدة التمويل. وفي وقت سابق من هذا العام طلبت بي بي سي من الحكومة مبلغًا طارئًا قدره 4 ملايين باوند لتغطية الأخبار من أوكرانيا وروسيا على الهواء.
وقال متحدث باسم بي بي سي: إن وزارة الخارجية البريطانية استُشِيرت بشأن تخفيضات الوظائف الأخيرة، ولن تفقد أي دولة محتوى البث تمامًا مع استمرار العمليات الرقمية بجميع اللغات.
وعلى ضوء ذلك قُدِّر عدد الوظائف الموقوفة بسبب قرار الإغلاق بـ226 وظيفة في بريطانيا و156 وظيفة في الخارج. وعلى الرغم من تخفيضات التمويل تقول بي بي سي: إن بث (World Service) لا تزال تصل إلى زُهاء 364 مليون شخص أسبوعيًّا.
وستنتقل بعض المحطات الناطقة باللغات الأجنبية ومقرها لندن إلى البلدان التي تخدمها، مثل نقل المحطة التايلاندية إلى بانكوك، والمحطة الكورية إلى سيول، والمحطة البنغالية إلى دكا، ما قد يؤدي إلى فقدان الثقة بالمؤسسة حسَب اعتقاد معظم الموظفين.
كما ستتوقف النشرات التلفزيونية باللغة الغوجاراتية والصومالية والأردية، مع نشر خدمات لغات الإيغبو والإندونيسية واليوروبا و( وبي بي سي فور ) عبر الإنترنت فقط.
تجدر الإشارة إلى أن بي بي سي تحقق مدخرات سنوية بقيمة 500 مليون باوند، وفي يناير الماضي أعلنت وزيرة الثقافة السابقة نادين دوريس أن رسوم الترخيص ستجمد عند 159 باوند لعامين.
هذا وستستثمر ورد سيرفيس انكليش أيضًا في بودكاست جديد للجمهور الأصغر سنًّا على مستوى العالم، جنبًا إلى جنب مع شريط علمي مدته ساعة من وحدة العلوم الجديدة في كارديف. وتشمل المقترحات الأخرى فضلا عن إغلاق راديو بي بي سي عربي ما يلي:
-جعل المواد -ومنها التحقيقات والأفلام الوثائقية- بصورة تفاعلية أكبر.
-إنشاء وحدة صينية جديدة مقرها لندن.
-إنشاء مركز محتوى إفريقي لتقديم المحتوى الرقمي الأول والمميز والمؤثر.
-مواصلة البث التلفزيوني المقرر باللغتين العربية والفارسية، والاستثمار في بناء الإمكانيات الصوتية والرقمية باللغتين العربية والفارسية لتحل محل الإذاعة.