“يجب على المجتمع الدولي دعم أسر الضحايا من خلال الضغط على السلطات الإيرانية على نطاق خاص وعام لكي تحترم حق الأسر في حرية التعبير، وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، والتجمع السلمي. يجب حماية العائلات من الاعتقال التعسفي والتهديدات وغيرها من الأعمال الانتقامية. كما يجب على الدول أن تطالب السلطات الإيرانية بالإفراج عن جميع المحتجزين بسبب مطالبتهم بالكشف عن الحقيقة وإرساء العدالة فيما يتعلق بحالات الوفاة، وإلغاء جميع الإدانات والأحكام الجائرة بحقهم، وإسقاط جميع التهم الموجهة ضد أولئك الذين يواجهون أعمالًا انتقامية بسبب التعبير عن رأيهم الصريح علنًا”.
يجب على المجتمع الدولي دعم أسر الضحايا من خلال الضغط على السلطات الإيرانية على نطاق خاص وعام لكي تحترم حق الأسر في حرية التعبير، وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، والتجمع السلمي. ويجب حماية العائلات من الاعتقال التعسفي والتهديدات وغيرها من الأعمال الانتقامية.لقد وثقت منظمة العفو الدولية في أحدث منشوراتها حالات 36 من أسر الضحايا من 10 محافظات في جميع أنحاء البلاد تعرضت لانتهاكات لحقوق الإنسان في الأشهر الأخيرة. ومن بينها عائلات 33 فردًا قُتلوا بشكل غير مشروع على أيدي قوات الأمن أثناء الاحتجاجات؛ وأسرتا شخصين تم إعدامهما تعسفيًا فيما يتعلّق بالاحتجاجات؛ وأسرة ضحية تعذيب انتحرت بعد إطلاق سراحها من الحجز.
ديانا الطحاوي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية
ارتكاب انتهاكات حقوق إنسان ضد عائلات لسعيها إلى إرساء العدالة والكشف عن الحقيقة والحصول على التعويض
تشمل الانتهاكات التي تعرض لها أفراد عائلات الضحايا: الاعتقال والاحتجاز التعسفيين؛ والملاحقات القضائية الجائرة بتهم الأمن القومي الزائفة والمبهمة الصياغة، والتي أدت في بعض الحالات إلى أحكام بالسجن والجلد؛ واستدعائهم وإخضاعهم لاستجوابات قسرية من قبل النيابة أو قوات الأمن؛ ووضعهم تحت المراقبة غير القانونية؛ وتدمير قبور أحبائهم أو إلحاق أضرار بها.في يوليو/تموز 2023، قالت والدة آرتين رحماني الذي كان يبلغ من العمر 16 عامًا، والذي قُتل برصاص قوات الأمن في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في إيذه بمحافظة خوزستان، على تويتر: “لقد قتلت سلطات الجمهورية الإسلامية ابني البريء، وسجنت أخي وأقاربي، واستدعتني إلى مكتب المدعي العام بجريمة السعي لإرساء العدالة فيما يتعلق بمقتل طفلي من أجل إسكات صوتي. لا يحق للمواطنين في إيران الاحتجاج، وأي جهود تسعى إلى تحقيق الحرية يتم قمعها بعنف شديد”.
لقد قتلت سلطات الجمهورية الإسلامية ابني البريء، وسجنت أخي وأقاربي، واستدعتني إلى مكتب المدعي العام بجريمة السعي لإرساء العدالة فيما يتعلق بمقتل طفلي من أجل إسكات صوتي. لا يحق للمواطنين في إيران الاحتجاج، وأي جهود تسعى إلى تحقيق الحرية يتم قمعها بعنف شديد.كما حاولت السلطات منع أسر الضحايا من إقامة مراسم على قبور أحبائهم، بما في ذلك في ذكرى أعياد ميلادهم. تحدّثت عائلات، نظمت تجمعات بتحدٍ، عن الوجود المكثف لقوات الأمن، التي قامت بقمع المراسم بعنف، والتقطت صورًا للحاضرين، وتعدت على أفراد من الأسر بالضرب، أو اعتقلتهم تعسفيًا.
والدة آرتين رحماني، 16 عامًا، الذي قُتل برصاص قوات الأمن في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022
إلحاق أضرار بقبور من قُتلوا بصورة غير مشروعة
قامت منظمة العفو الدولية بتوثيق ونشر صور تصور تدمير قبور مهسا/جينا أميني و20 ضحية من 17 مدينة. أُلحقت الأضرار بمقابر باستخدام القطران والطلاء وإضرام النار المتعمد؛ وتم كسر شواهد قبور، ومحيت بالقوة عبارات عن شواهد قبور تصف الضحايا بأنهم “شهداء”، أو تشير إلى أنهم ماتوا في سبيل قضية الحرية. وتقاعست السلطات عن إجراء أي تحقيقات لتحديد المشتبه في مسؤوليتهم الجنائية عن هذه الجرائم، وتقديمهم إلى العدالة، أو عن اتخاذ تدابير لمنع التدمير المتكرر للمقابر.تضررت بعض القبور على أيدي قوات الأمن أمام أفراد الأسرة؛ وأُلحقت أضرار بقبور أخرى خلال الليل، أو في أوقات أخرى عندما لم يكن أحد حاضراً بعد أن هددت السلطات مراراً وتكراراً بتدمير شواهد القبور التي تصور أعمالاً فنية تعبر عن دعم انتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية”، أو التي تحتوي على عبارات شعرية تشير إلى أن الضحايا قد توفوا لأسباب غير طبيعية من جراء الاضطهاد السياسي.
في أبريل/نيسان 2023، قالت شقيقة ميلاد سعيديان جو، الذي قُتل برصاص قوات الأمن في إيذه بمحافظة خوزستان في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، على إنستغرام: “إلى الشخص الذي، في عيد ميلاد أخي، أمسك بشعري، وعذبني بهراوة، وداس على قبر أخي أمام عيني… ما هو الحكم الذي أصدرته ضد نفسك فيما يخص كل هذا؟ لقد ثبت لي من هو قاتل أخي… لم تتقدم أسرتنا بشكوى في أي محكمة في إيران… لأنه كان من غير المجدي الذهاب إلى القاتل لتقديم شكوى بشأن القاتل…”
تحدثت عائلة مهسا/جينا أميني علنًا عن الأضرار المتكررة التي لحقت بقبرها. أعلنت السلطات عن خطط لإجراء تغييرات جوهرية على مقبرة آيشي في سقز بمحافظة كردستان، حيث دُفنت، وستصعّب هذه التغييرات إمكانية وصول الجمهور إلى قبرها. لقد أصبح قبرها مكانًا تتجمع فيه عائلات الذين قتلوا بشكل غير مشروع خلال الاحتجاجات، لإيجاد عزاء وتضامن جماعيين، وإظهار عن عزمهم على السعي لإرساء العدالة.
الحاجة إلى التحرك الدولي للتصدي للإفلات من العقاب
واجهت عائلات الضحايا أعمالًا انتقامية بسبب إدانتها علنًا لعمليات القتل غير المشروع لأحبائها على أيدي قوات الأمن أو لتقديمها شكاوى رسمية حول هذه العمليات، وبسبب تحدي الروايات الرسمية حول وفاتهم، والمطالبة بإجراء المساءلة، وتنظيم تجمعات للعائلات المنكوبة، وكتابة منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تُعتبر منتقدة للسلطات.واختتمت ديانا الطحاوي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، قائلة: “في ضوء الإفلات الممنهج من العقاب في إيران، تدعو منظمة العفو الدولية جميع الدول إلى ممارسة الولاية القضائية العالمية وإصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم من لديهم مسؤولية قيادية، الذين يُشتبه بشكل معقول في مسؤوليتهم الجنائية عن جرائم بموجب القانون الدولي ارتُكبت أثناء الانتفاضة وفي أعقابها”.