المشتبه به (عمار. أ) خلال دخوله إلى قاعة المحكمة في مدينة شتوتغارت الألمانية- 15 تشرين الأول 2024 (SWR)
المشتبه به (عمار. أ) البالغ من العمر 32 عامًا، كان يقود ميليشيا شيعية، مهمتها ترهيب وطرد السكان السنّة في مدينة بصرى الشام بريف درعا، ومن أجل تحقيق ذلك، تم ارتكاب انتهاكات وحشية وعمليات قتل ونهب وتدمير منازل الضحايا، وفق القناة الألمانية.
كما أن المشتبه به متهم باعتقال وإساءة معاملة السكان السنّة في بصرى الشام في عامي 2013 و2014، وفي إحدى الحالات، تم تسليم الضحايا إلى فرع “المخابرات العسكرية”، وهناك تعرضوا للتعذيب الشديد، واحتُجز واحد منهم على الأقل لعدة أسابيع.
وألقي القبض على المشتبه في منطقة راين نيكار بولاية بادن فورتمبرغ الألمانية في كانون الأول 2023، بناء على دعاوى قضائية رفعها ذوو الضحايا في المحاكم الألمانية.
وتُليت الاتهامات في بداية المحاكمة، وكان أحد الضحايا حاضرًا في قاعة محكمة شتوتغارت، وانهار لفترة وجيزة في أثناء وصف تفاصيل الجريمة.
وقال أحد المتحدثين في المحكمة الإقليمية العليا بشتوتغارت، لارس كيمنر، إن سبب قيام ألمانيا بمحاكمة شخص رغم ارتكابه انتهاكات في سوريا، يعود إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية، الذي يتيح لألمانيا مقاضاة أشخاص ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية في أي مكان بالعالم، ويهدف هذا إلى ضمان ألا يشعر المشتبه به وكأنه في ملاذ آمن بأي مكان في العالم.
كانت ألمانيا سعت خلال السنوات الماضية لمحاكمة ضباط وعناصر سوريين ارتكبوا انتهاكات في سوريا، أبرزهم الضابط السابق لدى النظام السوري، أنور رسلان، الذي صدر بحقه حكم نهائي بالسجن مدى الحياة من قبل المحكمة الفيدرالية العليا في مدينة كوبلنز جنوب غربي ألمانيا، في 5 من آب الماضي.
وقالت المحكمة الفيدرالية العليا في مدينة كوبلنز، إنها رفضت استئنافًا تقدم به محامو رسلان، ضد إدانته بالإشراف على إساءة معاملة المعتقلين في سجون النظام السوري، وفق ما ذكرته وكالة “أسوشيتد برس ” الأمريكية.
وأكد الادعاء الألماني أن رسلان أشرف على “التعذيب المنظم والوحشي” لأكثر من أربعة آلاف معتقل بين نيسان 2011 وأيلول 2012، ما أسفر عن وفاة 58 شخصًا على الأقل، حيث أثبت القضاء وجود أدلة تحمّله المسؤولية عن 27 حالة وفاة على الأقل.