والشيء الوحيد الذي تعلّمته خلال الأشهر الخمسة كان عبارة “سـماؤنا لنا حـرام على غيرنا”، حينها كان طيران أولاد العم وحده من يشاركنا بها، قبل أن تختلف الأمور لاحقاً.
في نهاية الدورة التدريبية تم فرزي إلى (السين)، منطقة منتزعة من الربع الخالي ومرمية في بلاد الشام. وبعد يومين من البحث تمكّنت من الوصول.
وعلى باب قطعتي العسـكرية التي سأقضي فيها سنة ونصف السنة، استقبلني مجـنّد بضحكة بلـهاء، قائلاً: أهلاً بك في السين، هنا لا طير يطير ولا وحش يسير!
لا أعلم ما المفرح في هذه العبارة، ولكن الفتى كان صادقاً على كل حال.
في اليوم الأول، أشار قائد الكتـيبة إلى عربة في بطن وادٍ غير ذي زرع، قائلاً: مـلازم سلوم، تلك هي العربة التي نختبر بها الصـواريخ، وعملك سيكون فيها.
عندما نزلت إلى العربـة ظننت نفسي قد تهت الطريق ودخلت بالخطأ إلى منصة إطلاق الأقمار الاصطناعية في كازاخستان، أو إلى مفـاعل تشـيرنوبل.
كنت أمام عربة عسـكرية مزودة بحجرة في الخلف. جدران الحجرة مملوءة بالأزرار والمؤشرات، وكلها مكتوب عليها عبارات روسـية.
– ما هذا؟ سألت قائد الكتـيبة.
فأجاب: هذه عربة اختبار الصـواريخ، هي مصممة لاختبار الصـواريخ والتأكد من جاهزيتها وقدرتها على التصدي، عليك أن تعرف مهمة كل زر، كل مقبض، كل مؤشّر.
يا سلام..! أية نقلة تاريخية هذه، من روايات تولستوي ودوستوفيسكي ودراسات ميخائيل باختين إلى الصـواريخ.
في اليوم الأول، طلبت من قائـد الكتيبة بعض الكحـ ـول الطبي لأنظف العربة التي أكلتها الرمال من الداخل، فقال: لا يوجد كحـ ـول، لقد شربه الروس.
– شربه الروس؟ كيف؟
– طوال سنوات الثمانينيات، كان الروس هم من يختبر هذه الصـواريـخ. وكانوا يشربون الكحـ ـول الطبي لعدم وجود الفـودكـا، دبر رأسك ونظفها بالبنزين!
لم تعجبني قصة البنزين، وخشيت في جنون الصحراء أن أشـربه أنا الآخر.
كانت لدي خطة أخرى.. غسلت العربة بالماء، ووضعت فيها فراشاً ورحت أقضي يومي فيها، فيما يتولى المجـندون الذين أوقعهم الله تحت إمرتـي حماية قائـدهم وإبلاغه بأية غـزوة مفاجئة من قبل ضـابـط ما!
طوال أشهر، قرأت في الحجرة عشرات الروايات والكتب، كنت أبقى في الحجرة إلى ما بعد نهاية أوقات الدوام بساعات مسبباً الحرج للضـباط الآخرين، الذين كانوا يهربـون مبكراً.
ومع الصفحات الأخيرة من “مئة عام من العزلة”، حلت الكارثة. أرسل القائـد في طلبي وأخبرني أننا سننطلق غداً إلى موقع عسـكري “سـري” لاختبار مجموعة من صـواريخ الفولـغا الروسـية.
اختبار؟ أنا!
في اليوم التالي، بحثنا عن سيارة قادرة على التحرّك من بين السيارات البالغ عددها 80، وبعد طول بحث، وجدنا واحدة، قطرنا بها سيارة الاختبارات التي كانت غير قادرة على السير منذ 20 سنة على الأقل، وانطلقنا!
بالطبع كنت قد نزلت ليلاً، وأخرجت منها الفراش والروايات وعلب الزيت والزعتر والملح والشاي والمتة والسكر.
رحنا نتوغل في البادية أكثر فأكثر، وسرعان ما غدت الرمال تصبح أنعم فأنعم حتى استحالت غباراً أكل عيوننا وآذاننا وأنوفنا وأفواهنا. وبعد طول توغّل، وصلنا إلى الموقع العسـكري “السـري”. كنت طوال الطريق أتخيل موقعاً شبيهاً بمواقـع لعبة IGI، ولكن الواقع كان شيئاً آخر.
خـراب على مد البصر. وبقـايـا أجسـاد بشـرية هزيل تتحرك بالملابس العسـكرية، وتعيش في غرف بنيت من بقايا أغلفة الصـواريـخ الخارجية.
نظر القائد إليّ، وقال: هل صدقت الآن أن كتيـبتنا هي “جنة السين”؟
جنة السين التي يقصدها هي ذاتها التي لا طير يطير فيها ولا وحش يسير، أما هنا فعالم آخر.
ثلاث ساعات احتاج الصـاروخ الأول ليكون موصولاً بالعربة وجاهزاً للاختبار. وصلت الكهرباء للعربة وأضاءت المؤشرات كلها، وبدأت الأصوات الإنـذار تنطلق من كل مكان!
استشعر القـائـد هلعي، فقال: لا تخف، عادي كله عادي، يمكنك استخدام كل الأزرار، عدا هذا الزر.
وأشار إلى زر غريب الشكل في زاوية إحدى اللوحات، وعرفت منه لاحقاً أن هذا الزر يقوم بإطـلاق الصـاروخ، وأنهم في إحدى السنوات ضغطوا عليه بطريق الخطأ، ثم توقفت كل المؤشرات عن العمل، ولم يعرفوا السبب إلا عندما خرجوا من العربة ومن ضجيج المولدة الكهربائية، واكتشفوا أن الصـاروخ الذي كانوا يعملون عليه لم يعد موجوداً، وجميع الموجودين هناك كانوا منبطحين خوفاً، والصاروخ قد استقر جبل قريب بعد أن نفد منه الوقود، دون أن ينفـجـر لعدم وجود رأس متفجـر فيه.
بدأت الاختبارات، ورحت أمثّل أنني أختبر، أتنقل بثقة بين لوحة وأخرى، أرفع بعض الأزرار وأخفض أخرى، أنظر في ذلك المؤشر وأعيد رسم ذاك، أدير بعض المقابض إلى اليمين دورتين، بعضها الآخر إلى اليسار دورة واحدة أو نصف دورة أو دورتين أو ثلاثة.. حسب المزاج.. كان أمامي المئات من الخيارات، فالأزرار لا تنتهي.
القـائـد هو الآخر كان يفعل أمراً مشابهاً، ولكن لابد أنه كان يعرف ماذا يفعل، بعكسي أنا الضائع تماماً.
بعد نصف ساعة، صرخ قائلاً: مـلازم سلوم، ما هو وضع الصـاروخ؟ أجبت بكل ثقة: جاهز سـيدي، وضعه ممتاز متل الليرة! كانت المرحـومة حينها بوضع ممتاز.
وبعد كل صـاروخ، كان عليّ أن أملأ عدة صفحات من البيانات والقيم والرموز الروسـية التي لا أفهم معناها، ولكنها تؤكّد جاهزية الصـاروخ، لم أجد كبير معاناة، إذ كان يكفي أن أعود بضع صفحات إلى الخلف لأنقل منها القيم ذاتها!
وهكذا اختبرتُ سبعة صـواريخ بكل جدارة، جعلتْ القـائد يصرخ بفخر أمام ضـباط المـوقع “السـري”، قائلاً: تصوروا أن هذا النـمر كان يدفـن نفسه في الجامعة بين الكتب والعلاك المصدي، في حين اكتفوا هم بالنظر إليّ بتحسر وشفقة.
انتهينا وعدنا إلى جنتنا، وعادت حجرة الاختبارات سيرتها الأولى؛ مكاناً لقراءة الروايات وشرب الشاي والمتة!
وبينما كنت أرمي سجلات الاختبارات في إحدى الزوايا، لفت نظري أن القائد لم يسجل قيم الاختبارات التي حصل عليها من فحص الصـواريخ السبعة، فحملت السجلات وذهبت إليه، وبعدما عرضت له الأمر قال بكل هدوء: بسيطة، ارجع بعض الصفحات إلى الخلف، وانقل القيم نفسها!
– عفواً سـيدي، لماذا لا نضع قيم الاختبارات؟
– أية قيم؟
– قيم الاختبارات التي حصلت عليها أنت بنتيجة الفحص.
– سلوم… أنت أهـبل أم تتصنع الهـبل؟
– لماذا؟
– هل صدقت قصة الاختبارات؟ هل صدقت أنني أعرف ما الذي تعنيه كل هذه الأزرار؟ يا سلوم لقد استغرقنا تجهيز الصـاروخ ثلاث ساعات، يكون فيها العـدو قد انطلق من تـل أبيـب وقصـف دمشـق ثم أخذ جولة صولاً إلى الحدود التـركـية، ثم عاد فهبط في المـطار، وذهب إلى بيته، وقبّل زوجته، وتناول الغداء، وشرب الشاي، واستسلم لقيلولته، فيما نحن لم ننته بعد، لذلك فإن الاحتـفاظ بحق الرد أسرع وأكثر جدوى.. صدقني يا مـلازم سلوم، منذ رحل الخبـراء الروس الذين شربـوا كـحولنا الطبي، ونحن ننقل قيم اختباراتهم دون أن نفهم ما تعنيه.. اذهب وأكمل قراءة رواياتك التي تظن أن لا أحد سواك يعرف بأمرها.. قال اختبارات قال!
-----------
الشرق نيوز
في نهاية الدورة التدريبية تم فرزي إلى (السين)، منطقة منتزعة من الربع الخالي ومرمية في بلاد الشام. وبعد يومين من البحث تمكّنت من الوصول.
وعلى باب قطعتي العسـكرية التي سأقضي فيها سنة ونصف السنة، استقبلني مجـنّد بضحكة بلـهاء، قائلاً: أهلاً بك في السين، هنا لا طير يطير ولا وحش يسير!
لا أعلم ما المفرح في هذه العبارة، ولكن الفتى كان صادقاً على كل حال.
في اليوم الأول، أشار قائد الكتـيبة إلى عربة في بطن وادٍ غير ذي زرع، قائلاً: مـلازم سلوم، تلك هي العربة التي نختبر بها الصـواريخ، وعملك سيكون فيها.
عندما نزلت إلى العربـة ظننت نفسي قد تهت الطريق ودخلت بالخطأ إلى منصة إطلاق الأقمار الاصطناعية في كازاخستان، أو إلى مفـاعل تشـيرنوبل.
كنت أمام عربة عسـكرية مزودة بحجرة في الخلف. جدران الحجرة مملوءة بالأزرار والمؤشرات، وكلها مكتوب عليها عبارات روسـية.
– ما هذا؟ سألت قائد الكتـيبة.
فأجاب: هذه عربة اختبار الصـواريخ، هي مصممة لاختبار الصـواريخ والتأكد من جاهزيتها وقدرتها على التصدي، عليك أن تعرف مهمة كل زر، كل مقبض، كل مؤشّر.
يا سلام..! أية نقلة تاريخية هذه، من روايات تولستوي ودوستوفيسكي ودراسات ميخائيل باختين إلى الصـواريخ.
في اليوم الأول، طلبت من قائـد الكتيبة بعض الكحـ ـول الطبي لأنظف العربة التي أكلتها الرمال من الداخل، فقال: لا يوجد كحـ ـول، لقد شربه الروس.
– شربه الروس؟ كيف؟
– طوال سنوات الثمانينيات، كان الروس هم من يختبر هذه الصـواريـخ. وكانوا يشربون الكحـ ـول الطبي لعدم وجود الفـودكـا، دبر رأسك ونظفها بالبنزين!
لم تعجبني قصة البنزين، وخشيت في جنون الصحراء أن أشـربه أنا الآخر.
كانت لدي خطة أخرى.. غسلت العربة بالماء، ووضعت فيها فراشاً ورحت أقضي يومي فيها، فيما يتولى المجـندون الذين أوقعهم الله تحت إمرتـي حماية قائـدهم وإبلاغه بأية غـزوة مفاجئة من قبل ضـابـط ما!
طوال أشهر، قرأت في الحجرة عشرات الروايات والكتب، كنت أبقى في الحجرة إلى ما بعد نهاية أوقات الدوام بساعات مسبباً الحرج للضـباط الآخرين، الذين كانوا يهربـون مبكراً.
ومع الصفحات الأخيرة من “مئة عام من العزلة”، حلت الكارثة. أرسل القائـد في طلبي وأخبرني أننا سننطلق غداً إلى موقع عسـكري “سـري” لاختبار مجموعة من صـواريخ الفولـغا الروسـية.
اختبار؟ أنا!
في اليوم التالي، بحثنا عن سيارة قادرة على التحرّك من بين السيارات البالغ عددها 80، وبعد طول بحث، وجدنا واحدة، قطرنا بها سيارة الاختبارات التي كانت غير قادرة على السير منذ 20 سنة على الأقل، وانطلقنا!
بالطبع كنت قد نزلت ليلاً، وأخرجت منها الفراش والروايات وعلب الزيت والزعتر والملح والشاي والمتة والسكر.
رحنا نتوغل في البادية أكثر فأكثر، وسرعان ما غدت الرمال تصبح أنعم فأنعم حتى استحالت غباراً أكل عيوننا وآذاننا وأنوفنا وأفواهنا. وبعد طول توغّل، وصلنا إلى الموقع العسـكري “السـري”. كنت طوال الطريق أتخيل موقعاً شبيهاً بمواقـع لعبة IGI، ولكن الواقع كان شيئاً آخر.
خـراب على مد البصر. وبقـايـا أجسـاد بشـرية هزيل تتحرك بالملابس العسـكرية، وتعيش في غرف بنيت من بقايا أغلفة الصـواريـخ الخارجية.
نظر القائد إليّ، وقال: هل صدقت الآن أن كتيـبتنا هي “جنة السين”؟
جنة السين التي يقصدها هي ذاتها التي لا طير يطير فيها ولا وحش يسير، أما هنا فعالم آخر.
ثلاث ساعات احتاج الصـاروخ الأول ليكون موصولاً بالعربة وجاهزاً للاختبار. وصلت الكهرباء للعربة وأضاءت المؤشرات كلها، وبدأت الأصوات الإنـذار تنطلق من كل مكان!
استشعر القـائـد هلعي، فقال: لا تخف، عادي كله عادي، يمكنك استخدام كل الأزرار، عدا هذا الزر.
وأشار إلى زر غريب الشكل في زاوية إحدى اللوحات، وعرفت منه لاحقاً أن هذا الزر يقوم بإطـلاق الصـاروخ، وأنهم في إحدى السنوات ضغطوا عليه بطريق الخطأ، ثم توقفت كل المؤشرات عن العمل، ولم يعرفوا السبب إلا عندما خرجوا من العربة ومن ضجيج المولدة الكهربائية، واكتشفوا أن الصـاروخ الذي كانوا يعملون عليه لم يعد موجوداً، وجميع الموجودين هناك كانوا منبطحين خوفاً، والصاروخ قد استقر جبل قريب بعد أن نفد منه الوقود، دون أن ينفـجـر لعدم وجود رأس متفجـر فيه.
بدأت الاختبارات، ورحت أمثّل أنني أختبر، أتنقل بثقة بين لوحة وأخرى، أرفع بعض الأزرار وأخفض أخرى، أنظر في ذلك المؤشر وأعيد رسم ذاك، أدير بعض المقابض إلى اليمين دورتين، بعضها الآخر إلى اليسار دورة واحدة أو نصف دورة أو دورتين أو ثلاثة.. حسب المزاج.. كان أمامي المئات من الخيارات، فالأزرار لا تنتهي.
القـائـد هو الآخر كان يفعل أمراً مشابهاً، ولكن لابد أنه كان يعرف ماذا يفعل، بعكسي أنا الضائع تماماً.
بعد نصف ساعة، صرخ قائلاً: مـلازم سلوم، ما هو وضع الصـاروخ؟ أجبت بكل ثقة: جاهز سـيدي، وضعه ممتاز متل الليرة! كانت المرحـومة حينها بوضع ممتاز.
وبعد كل صـاروخ، كان عليّ أن أملأ عدة صفحات من البيانات والقيم والرموز الروسـية التي لا أفهم معناها، ولكنها تؤكّد جاهزية الصـاروخ، لم أجد كبير معاناة، إذ كان يكفي أن أعود بضع صفحات إلى الخلف لأنقل منها القيم ذاتها!
وهكذا اختبرتُ سبعة صـواريخ بكل جدارة، جعلتْ القـائد يصرخ بفخر أمام ضـباط المـوقع “السـري”، قائلاً: تصوروا أن هذا النـمر كان يدفـن نفسه في الجامعة بين الكتب والعلاك المصدي، في حين اكتفوا هم بالنظر إليّ بتحسر وشفقة.
انتهينا وعدنا إلى جنتنا، وعادت حجرة الاختبارات سيرتها الأولى؛ مكاناً لقراءة الروايات وشرب الشاي والمتة!
وبينما كنت أرمي سجلات الاختبارات في إحدى الزوايا، لفت نظري أن القائد لم يسجل قيم الاختبارات التي حصل عليها من فحص الصـواريخ السبعة، فحملت السجلات وذهبت إليه، وبعدما عرضت له الأمر قال بكل هدوء: بسيطة، ارجع بعض الصفحات إلى الخلف، وانقل القيم نفسها!
– عفواً سـيدي، لماذا لا نضع قيم الاختبارات؟
– أية قيم؟
– قيم الاختبارات التي حصلت عليها أنت بنتيجة الفحص.
– سلوم… أنت أهـبل أم تتصنع الهـبل؟
– لماذا؟
– هل صدقت قصة الاختبارات؟ هل صدقت أنني أعرف ما الذي تعنيه كل هذه الأزرار؟ يا سلوم لقد استغرقنا تجهيز الصـاروخ ثلاث ساعات، يكون فيها العـدو قد انطلق من تـل أبيـب وقصـف دمشـق ثم أخذ جولة صولاً إلى الحدود التـركـية، ثم عاد فهبط في المـطار، وذهب إلى بيته، وقبّل زوجته، وتناول الغداء، وشرب الشاي، واستسلم لقيلولته، فيما نحن لم ننته بعد، لذلك فإن الاحتـفاظ بحق الرد أسرع وأكثر جدوى.. صدقني يا مـلازم سلوم، منذ رحل الخبـراء الروس الذين شربـوا كـحولنا الطبي، ونحن ننقل قيم اختباراتهم دون أن نفهم ما تعنيه.. اذهب وأكمل قراءة رواياتك التي تظن أن لا أحد سواك يعرف بأمرها.. قال اختبارات قال!
-----------
الشرق نيوز