في عام 1969، تم تعيين كيسنجر مستشارًا للأمن القومي في إدارة ريتشارد نيكسون.
حيث لعب دورًا رئيسيًا في نهاية حرب فيتنام. كما دعا إلى إقامة علاقات وثيقة مع الاتحاد السوفيتي وساعد في استعادة العلاقات بين القوتين وكان أحد.مهندسي الحرب الباردة .
عُين كيسنجر وزيراً للخارجية الأمريكية عام 1973.
وكان له دورًا رئيسيًا في تحسين علاقات الولايات المتحدة مع الصين. كماساعدت دبلوماسيته المكوكية الشهيرة في استقرار العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب بعد حرب 1973خاصة مع سوريا ومصر.
وفيما يتعلق بقضايا إيران، كان كيسنجر من نفذ سياسة الدعم غير المشروط لشاه إيران لضمان القوة الأمريكية في الخليج، بينما كانت الولايات المتحدة تسحب قواتها من جنوب شرق آسيا.
وفي عام1976، أصبحت إيران أكبر مشتر للأسلحة الأمريكية وكان لديها أكبر عددمن المستشارين العسكريين في العالم،
ونقل عن كيسنجر أن الولايات المتحدة مديونة للشاه ب37 عامًا من الصداقة ويجب السماح له بدخول الأراضي الأمريكية فورا وإلا فإن الحكام الآخرين في المنطقة لن يثقوا بالولايات المتحدة.
كما كان معارضاً للاتفاق النووي الذي أبرمه باراك أوباما مع إيران.
ولا أحد ينسى دوره في إنهاء حرب فيتنام، وإعادة هندسة العلاقات بين واشنطن والشرق الأوسط والصين والاتحاد السوفيتي، لكن بالنسبة للشرق الأوسط فهو الأسم الأميركي الأبرز في زمن حرب أكتوبر عام 1973 ومهندس اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية.. هذه أبرز النقاط اللامعة في تاريخ وزير الخارجية الأميركي، هنري كيسنجر، الذي تُوفِّي عن عمر ناهز الـ100 عام. خديعة الحرب
عن خديعة الحرب التي تعرّض لها كيسنجر وهو يبدأ علاقاته بالشرق الأوسط، يروي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، كيف استخدمت مصر مقابلة كيسنجر مع نظيره المصري محمد حسن الزيات، يوم 6 أكتوبر 1973، ضمن خطّتها الشهيرة بـ"الخداع الاستراتيجي"، للتعمية على ميعاد انطلاق الحرب؛ لتُفاجِئ بها إسرائيل والعالم كله:
- طلبت القاهرة عقد لقاء مع وزير الخارجية الأميركي بحجة بحث عقد مفاوضات مع إسرائيل تعيد سيناء دون حرب.
- الحكومة طلبت عقد هذا اللقاء في نفس يوم الحرب؛ من أجل إكمال الخداع الاستراتيجي الذي مارسته القوات المصرية في محاولتها لإخفاء نيّة الحرب وإحداث المفاجأة، بل وإمعانا في السرية، لم يكن وزير الخارجية الزيات نفسه يعرف بموعد الحرب.
- خلال إجراء المباحثات بين الوزيرين، أتت الأنباء بعبور القوات المصرية لخط بارليف (الحاجز المنيع الذي شيّدته القوات الإسرائيلية على طول الضفة الشرقية لقناة السويس لمنع الجيش المصري من عبور القناة إلى سيناء التي كانت تحتلّها إسرائيل حينها) وبَدء الحرب، وعندها غضب كيسنجر؛ لأنه أدرك تعرُّضه لخديعة دبلوماسية، وقال لنظيره المصري "عن أي مفاوضات تتحدَّث والحرب قد بدأت؟".
- لم يكن كيسنجر يتوقع قدرة مصر على شن الحرب، ثم التفاوض من موقع القوة، وقبل أكتوبر حين كانت تطلب مصر من واشنطن الضغط على إسرائيل، كان يقول للحكومة المصرية إن عليكم التفاوض مع إسرائيل بأنفسِكم.
- ولكن بعد انتصار مصر في الحرب، أصبح هو عرّاب اتفاقية "كامب ديفيد" التي أسّست للسلام بين مصر وإسرائيل.
ويصف بيومي كيسنجر بأنه حتى بعد تركه عمله الرسمي ظل حتى وقت قريب "رقما صعبا في الدبلوماسية الدولية".
ويتضح ذلك في مبادرة وزير الخارجية السابق لزيارة الصين، يوليو الماضي، وهو في عمر المائة عام، ولقائه الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الذي رحّب به كثيرا بشكل فاق الترحيب بالمسؤولين الأميركيين الحاليين، مشيدا بدوره في دعم علاقات البلدين في السابق.