نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


( هل يلجأ الائتلاف إلى أوروبا؟ )




 
لنستبعدْ أولاً تصوير الائتلاف وأعضائه كمجموعة من المرتزقة الصغار، والذين يأتمرون بالتعليمات التركية عن طيب خاطر، حتى إذا طُلب منهم الانتحار. لنبتعد عن التبسيط، ولنفترض أنهم يريدون رفض التوجهات التركية الجديدة، ولنفكرْ في الأوراق التي في حوزتهم إقليمياً أو دولياً.



نذكّر بأن القضية السورية وُضِعت مبكراً، وعلى التوالي، تحت العديد من الوصايات الإقليمية، إلى أن استقرت برغبة دولية تحت الوصاية التركية، مع مشاركة للرياض في الوصاية على هيئة التفاوض بموجب تفاهمات فيينا. أي أن وجود الائتلاف تحت الوصاية التركية ليس انحرافاً ذاتياً، وإن لاقى الهوى الأيديولوجي للكتلة المسيطرة فيه. لذا، يصعب أو يستحيل عملياً خروج الائتلاف من تحت العباءة التركية، ما لم تكن هناك مساندة دولية قوية لهذا التوجه، وبما يعكس اعتراضاً عملياً على السياسة التركية المستجدة.
ينبغي أن نشطح بعيداً جداً بخيالنا كي نتوقع قراراً أمريكياً باحتضان الائتلاف، واستضافة مكاتبه في واشنطن أو نيويورك، ما يرتّب على الولايات المتحدة التزاماً معنوياً تعاقبت إدارات البيت الأبيض منذ عام 2011 على تحاشيه. هذا السيناريو "غير الممكن" لم يُطرح إطلاقاً من قبل، حتى من قبل معارضين يتوسلون الدعم الأمريكي، لا بسبب الرفض الأمريكي فحسب، وإنما أيضاً بسبب الحساسيات التقليدية تجاه السياسة الأمريكية.
البديل المعتاد طرحُه، عن الوجود في إحدى دول المنطقة، هو التوجه إلى أوروبا، بما أن ذهاب الائتلاف إلى أية دولة أخرى سيضعه تحت وصايتها. هذا الاقتراح تكرر منذ سنوات، وقبل استفحال الوصاية التركية على مفاصل المعارضة، وانتعش خاصة مع انخراط أنقرة في تفاهمات "مناطق خفض التصعيد" ثم تفاهمات سوتشي وأستانة، وقد انصاعت المعارضة لجميعها.
نظرياً، ونظرياً فقط، تبدو أوروبا طوق النجاة من التحكم التركي، أو أية وصاية لا بد من الخضوع لها في دول المنطقة. التأكيد على أن هذا الطرح يبقى في الإطار النظري مردّه أن القطيعة مع تركيا، بناء على مخالفة توجهاتها، تعني التضحية بالعلاقة مع الداخل السوري الواقع تحت نفوذ أنقرة، لأن الأخيرة تتحكم بكافة منافذه. وإذا كان أحد المآخذ على المعارضة هو تدني فعاليتها في تلك المناطق فإن القطيعة مع أنقرة تعني الانعدام التام لتلك الفعالية، مع عدم استبعاد ردود انتقامية على حساب الأهالي العالقين هناك.
نظرياً أيضاً، ثمة افتراض مفاده قبول أوروبا باستضافة المعارضة السورية، كما تستضيف نظيرتها الإيرانية مثلاً. هذا صحيح نسبياً، وبشرط أن نستبعد منه ترحيباً أوروبياً بالائتلاف على قاعدة افتراق الأخير عن أنقرة. لنتذكرْ أن قضية اللاجئين هي في رأس التبريرات لانعطافة أردوغان، وللتخلص منهم هناك خياران؛ إعادتهم إلى الأسد أو فتح السبل أمامهم ليغادروا إلى أوروبا. الخيار الثاني منهما كان ورقة تخيف بها أنقرة أوروبا، ووطأة التهديد اليوم أشدّ كثيراً من قبل جراء الأزمات الاقتصادية التي تسبب بها كورونا والحرب على أوكرانيا.
وإذا افترضنا جدلاً أن أوروبا تجاوزت حساباتها الضيقة، لن يقوى موقف الائتلاف "بوصفه كياناً معترفاً به دولياً" على نحو تلقائي لوجوده فيها. وإذا تجاوزنا دواعي الضعف الإضافية لابتعاده عن سوريا، لن يحلّ وجوده في أية دولة أوروبية الخلل المتعلق بمدى كفاءته؛ مؤسسةً وأفراداً. ناقشنا خيار اللجوء إلى أوروبا لأنه يظهر كطوق نجاة ممكن، لكنه أشبه بالمستحيل، ونضيف إلى ما سبق الفجوة الواسعة بين الحريات التي تتيحها أوروبا وطريقة استثمار السوريين لها؛ في مثال غني بالمعنى لدينا ما يزيد عن مئتي جمعية سورية مرخَّصة في فرنسا، يرفض أصحابها مجرد تشكيل لوبي سوري يجمعهم.
لن يحترم العالم المعارضة زيادة عن قبل، لمجرد تغيير في عنوانها البريدي، وسيبقى الائتلاف مطلوباً فقط لأداء الدور المُقرَّر له لا أكثر، وهو دور في أحسن الأحوال لا يتعدى المشاركة في إعادة تدوير سلطة بشار، وهذا أيضاً أقصى ما يهدف إليه أردوغان إذا أقنع بوتين والأسد بتسوية تدمج المعارضة تحت سلطة الأخير. هناك كثر سبقوا أردوغان إلى التواطؤ على بقاء الأسد، والمعارضة نفسها كانت طرفاً في التواطؤ؛
------
المدن.
 

عمر قدور
الثلاثاء 17 يناير 2023