رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي، وقائد المنطقة الشمالية المجير جنرال أوري غوردين، وقوات أخرى على قمة جبل الشيخ، على الجانب السوري، في 17 ديسمبر، 2024. (Defense Ministry)
”
رئيس الوزراء يؤكد على الأهمية الاستراتيجية للقمة بعد سقوط الأسد، وينضم إليه كاتس الذي يقول إن الوجود من شأنه أيضا أن يردع المتمردين السوريين عن وضع أعينهم على إسرائيل
وقال كاتس في تصريحات أصدرها مكتبه “إن جيش الدفاع موجود هنا لحماية بلدات مرتفعات الجولان ومواطني دولة إسرائيل من أي تهديد، من أهم مكان للقيام بذلك”.
وأضاف كاتس: “سنبقى هنا طالما كانت هناك حاجة لذلك. إن وجودنا هنا في قمة جبل الشيخ يعزز الأمن ويضيف بعدا من المراقبة والردع لمعاقل حزب الله في وادي البقاع في لبنان والردع ضد المتمردين في دمشق، الذين يتظاهرون بتقديم صورة معتدلة، لكنهم ينتمون إلى أكثر المذاهب الإسلامية تطرفا”. ويبدو أن تعليقات كاتس تشير إلى جماعة “هيئة تحرير الشام” الإسلامية السنية، التي زحف مقاتلوها وحلفاؤها من شمال غرب سوريا ودخلوا العاصمة في الثامن من ديسمبر.
وتستمد الجماعة جذورها من تنظيم القاعدة، وهي مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الحكومات الغربية، إلا أنها سعت إلى تعديل خطابها في السنوات الأخيرة.
ومنذ سقوط الأسد، أكد زعيم الجماعة، أحمد الشرع، المعروف باسمه الحركي أبو محمد الجولاني، أن حقوق جميع السوريين، بغض النظر عن الدين أو العرق، ستكون محمية تحت قيادته.
وفي مقابلة أجرتها مع صحيفة “التايمز” البريطانية يوم الإثنين، قال الشرع إن جماعته “ملتزمة باتفاقية 1974” مع إسرائيل التي أنشأت المنطقة منزوعة السلاح في الأراضي السورية في نهاية حرب “يوم الغفران” عام 1973.
وأضاف “نحن لا نريد أي صراع سواء مع إسرائيل أو أي أحد آخر، ولن نسمح باستخدام سوريا كنقطة انطلاق لهجمات”.= ودعا إسرائيل إلى “التراجع إلى مواقعها السابقة”، وانتقد الضربات الإسرائيلية المكثفة في الأيام الأخيرة التي أدت إلى تدمير معظم الأصول العسكرية لنظام الأسد، مؤكدا موقفه بأن كان لها الحق في استهداف القوات المدعومة من إيران قبل سقوط الحكومة، لكنها الآن ليس لديها أساس شرعي لمواصلة العمل في سوريا.
وقال، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”: “لا يوجد مبرر للإسرائيليين لقصف المنشآت السورية أو التقدم داخل سوريا”.
وفي معرض تسليط الضوء على نهج إسرائيل الحذر تجاه هيئة تحرير الشام وزعيمها، اتهمت نائبة وزير الخارجية شارين هاسكل الشرع بأنه “ذئب في ثياب [حمل]” بسبب تاريخه الجهادي.
متحدثة في مؤتمر صحفي، رفعت هاسكل صورة مجمعة للشرع، تظهره كعضو في منظمات جهادية مختلفة.
وقال هاسكل، وهي عضو في الكنيست عن حزب “أمل جديد” الذي يتزعمه وزير الخارجية غدعون ساعر: “من المهم تجنب الوقوع في فخ محاولة تبييض (الجماعات) الجهادية في سوريا. نحن نعرف من هم وطبيعتهم الحقيقية، حتى لو غيروا أسماءهم، ونحن ندرك مدى خطورتهم على الغرب”.
مضيفة “إنها منظمات إرهابية وهذا ذئب في ثياب [حمل]”.
قبل تأسيس هيئة تحرير الشام، قاتل الجولاني لصالح تنظيم القاعدة في العراق في أعقاب غزو عام 2003. ثم أسس لاحقا فرعها في سوريا، “جبهة النصرة”، التي تحالفت لفترة من الوقت مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ثم انفصل لاحقا عن المنظمتين الجهاديتين قبل إعادة تسمية جبهة النصرة وإطلاق اسم “هيئة تحرير الشام” على جماعته الإسلامية.