نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


مرة أخرى ابتسم أيها الجنرال





سبق وأن كتبت عن هذا المسلسل بعد أن رأيت حلقتين فقط وكان هذا مقصوداً لأن الانطباع الأول مهم جداً اليوم وبعد أن شاهدت المسلسل كله واستمعت لآراء البعض وتمكنت من مقابلة بعض الممثلين الذين شاركوا بالعمل أود أن أكتب عن رأيي كمشاهد لهذا العمل وهنا أؤكد أنني لست مختصاً وبعيد كل البعد عن هذا الاختصاص لكنني لمست بهذا العمل شيء لم نعتده بغيره.


أولاً يجب من وجهة نظري التأكيد على أن المسلسل استثنائي شئنا أم أبينا بدليل أنه استقطب الكثير من المشاهدين وقسم الجمهور إلى عدة أصناف من معجب ورافض ومتردد وربما ناقم أو مستاء وهذا بحد ذاته يعتبر نجاحاً للمسلسل لأنه حرك الجمهور وأثار النقاش حوله بشدة
فيما سبق كنت قد انتقدت التناقض بين الممثلين المحترفين أمثال مكسيم خليل وعبد الحكيم قطيفان وعزة البحرة وريم علي وغطفان غنوم وسوسن أرشيد و غيرهم من الممثلين المحترفين وبين الممثلين الهواة الذين قدموا أداءً أقل من متواضع من الناحية المهنية وقد أخبرني أحد الممثلين أن العمل احتاج لمئة و ثمانية ممثلين أساسيين وقرابة الأربعة آلاف ممثل كومبارس وقد كان إيجاد ممثلين يقبلون هذا التحدي شاقاً جداً سواء محترفين أو كومبارس فالعمل يتحدى السلطة السورية بشكل واضح وجلي وليس سهلا إيجاد أربعة آلاف ومئة وثمانية ممثلين وكومبارس يقبلون تحدي نظام مجرم لا يتورع عن القتل أو الاختطاف سواء للممثلين أو أقربائهم وهنا لا يسعني إلا أن أرفع القبعة احتراماً لكل من شارك بهذا العمل سواء بالتمثيل أو أداء دور ثانوي أو حتى بالعمل وراء الكواليس رغم الخطر والتهديد المحيق بهؤلاء.
أما موضوع الإمكانيات المالية فقد كان من المفترض أن تكفي المبالغ المحدودة التي وضعت وخصصت للمسلسل لإقامة وطعام الممثلين بإسطنبول وللديكورات والإكسسوار وآجار الممثلين وكل نفقات المسلسل عامة لكن على ما يبدو أن المبالغ كانت محدودة فلم تكف يضاف لذلك أن أغلب الممثلين والكومبارس كانوا بلا رخص عمل أو كملك إقامة تركية فكانوا يخشون كلما مرت دورية شرطة بالقرب من أماكن التصوير من الاعتقال والطرد من تركيا. كذلك كانت هنالك مشاكل وسوء تفاهم لغوي بين طاقم عمل التصوير والإضاءة التركي وباقي طاقم العمل.
فيما يتعلق بالأداء الذي قدمه مكسيم وبعده بتصوير شخصية فرات عن الواقع وكذلك اختلاف شخصية عاصي عن الشخصية التي افترض المشاهدون انه يمثلها كان لدى الكاتب تصورا آخرمختلفاً عما خطر ببال المشاهدين فليس من الضروري من وجهة نظر الكاتب أن يمثل فرات بشار الأسد ولا يفترض بشخصية عاصي أن تمثل ماهر الأسد وهذا ما لاحظناه حين تم دمج أحداث عهد الأب بأحداث عهد الابن فتارة جسد فرات شخصية الأسد الأب وفيما بعد انقلب ليجسد الأسد الابن ونفس الأمر كان بالنسبة لعاصي حيث تم دمج الكثير من أحداث خروج رفعت الأسد من البلد ليتم دمجها بشخصية عاصي واحداثها وهنا برأيي كانت عملية المزج عنصر قوة وليس ضعفاً
البعض انتقد ان فرات لطيف وهادي وعقلاني وبرأيي هذا ليس عمل تسجيلي لحكومة الأسد بقدر ما هو انتقاد للعقلية الديكتاتورية ففرات مجرم متسلط لا يتورع عن القتل أو السجن أو النفي حتى لو كان المنفي أخاه أو المقتول صهره فهو دموي ولديه دوما مبررات لكل ما يقوم به لا يترك شهودا ولا يتوقف عن أي حد ليصل إلى ما يصبو إليه مهما كلف الأمر من موت وضحايا ومآسي المهم أن يبقى جالسا على كرسيه فالوطن وهو صنو واحد وخيانته خيانة للوطن لا يمحوها إلا الدعس والموت والدم
البعض رأى أن شخصية فرات أكثر قبولا من عاصي والفارق برأيي هو أن عاصي أكثر انفعالية وأقل خبثاً لكن هذا لا يعني أن عاصي أفضل أو أسوأ فكلاهما مجرم ولكن بأسلوبين مختلفين
افترض البعض أن الديكورات كانت تزداد سوءا مع تقدم المسلسل اعتقد هذه كانت مشكلة المسلسل عموما منذ البداية لم تزداد ولم تقل لأن التصوير ليس تسلسليا كما هو حال الحلقات بل لها ترتيب آخر لا علاقة له بالترتيب الزمني وانما تتعلق بأماكن التصوير والطاقم.
أما ما انتقده البعض بأن السلطة الأمريكية لن تجرب أسلحة في سوريا ولن تتعامل مع النظام هنا أو هناك، هنا أود أن أذكر هؤلاء بالفيتنام واستخدام النابالم ضد المدنيين لأول مرة والحرب العالمية الثانية واستخدام الأمريكان للنووي في اليابان ضد المدنيين لأول مرة والغزو العراقي والأفغاني واستخدام الكثير من الأسلحة ضد العراقيين والأفغان لأول مرة مثل استخدام الرصاص المحمل بالاوران والذي لم يؤذ العراقيين فقط بل تسبب بإيذاء الجنود الأمريكان الذين حملوه على أهبة الاستعداد لاستخدامه طيلة الوقت باختصار السلطة الأمريكية التي وضعت سجناءها بسجن أبو غريب وجوانتانامو وأرسلت المئات من الأسرى الى هنا وهنالك لأنظمة شمولية ليتم حملهم على الاعتراف تحت التعذيب لأن القوانين الأميركية لا تسمح بالتعذيب لذلك تم إرسالهم لسوريا أو المغرب أو غيرهما بصراحة هي حكومة من المعيب الدفاع عنها فاستحوا! لأنها ليست أفضل من هذا النظام! بل هي أسوأ لأنها تعرف أنها على خطأ وتصر على ممارسته وتدعي الفضيلة ومن ثم تزاود.
أخيرا أعترف أن العمل به بعض المساوئ هنا وهناك وبأن ديكوراته كانت محدودة لكنه يبقى عمل جريء ربما لم يعجبنا مئة بالمئة لكنه الخطوة الأولى لانتقاد هذا النظام الشمولي الاجرامي فهو عمل يطرح لأول مرة انتقاد السلطة بالعلن بهذه الجرأة ولا يخفى عن البعض أن السلطة تتميز بمقدار من اللؤم كافي لأن يجعلها تنتقم من الكاتب والمخرج والممثلين ولو بعد حين بأول فرصة تتاح لها وقد رأينا وقرأنا الكثير من التهديدات بحق طاقم المسلسل على صفحات الفيسبوك بما يكفي. باختصار قد لا يعجبنا المسلسل لكنه أقلق السلطة وهذا بحد ذاته يعد نصراً لفريق العمل.
أخيراً تحياتي لكل من شارك بهذا العمل احيي شجاعتكم وأتمنى ألا يصيب أحد منكم مكروه
-------------
فيسبوك - صفحة الكاتب.

محمد البحرة
الاثنين 24 أبريل 2023