واتهم ناشطون في حقوق الإنسان الحكومة البريطانية بالتنصل من واجبها بإرسال طالبي اللجوء إلى منازلهم بعد رفض قضاياهم.وقالت جين في هذا الصدد:” إن ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين إلى بلدانهم يكلف أموالًا طائلة، لذلك تركتهم الحكومة البريطانية طي النسيان، وأحيانًا أخرى يسعى بعضهم للطعن في قرار رفض طلب اللجوء وقد ينجحون في انتزاع حق اللجوء، لكنهم يعيشون في ظروف سيئة للغاية خلال هذه العملية”.
وتضيف:” يعيش هؤلاء في مستويات فقر أشبه بتلك الموجودة في دول العالم الثالث”.
ووفقًا لبعض الإحصائيات فإن ما يعادل ثلثي طالبي اللجوء أي 55273 منهم لم يغادروا مطارات بريطانيا بعد رفض طلبات لجوئهم منذ عام 2011 وحتى 2020.
وتمثل هذه النسبة 61 في المئة من إجمالي الأشخاص الذين رفضت طلبات لجوئهم، وفقًا للدراسة التي أجراها مرصد الهجرة على بيانات وزارة الداخلية.
هذا ويتطوع بعض طالبي اللجوء هؤلاء في المؤسسات الخيرية مثل "اوبيننغ دور" التي تدفع تكاليف إقامتهم، بينما تقدم كنيسة هال خدمات استقبال مجانية أسبوعيًا، حيث يحصل طالبو اللجوء على وجبات دافئة وبعض المواد الغذائية وغيرها من أدوات النظافة.
هذا ويمتلك طالبو اللجوء الحق في الطعن بقرارات وزارة الداخلية بعد 14 يومًا من تاريخ الرفض، وعادة ما يصدر القضاة نتيجة الطعون القانونية، بينما يمثل المحامون طالبي اللجوء في هذه المحاكم.
هل نجحت الطعون القانونية في إنصاف طالبي اللجوء
ووفقًا لمرصد الهجرة في بريطانيا فقد نجح حوالي 51 في المئة من محاولات الطعن في انتزاع حق اللجوء من المحاكم في بريطانيا عام 2021.أما بالنسبة لطالب اللجوء الذي يفشل في الطعن بقرار رفضه، فيمكنه تقديم طلب لجوء آخر إذا قدم سببًا جديدًا للجوء.
ولعل خير مثال على ذلك طالب اللجوء العراقي مصطفى الذي ينام على أحد مقاعد الحديقة المجاوز لكنيسة هال، بعد أن وصل إلى بريطانيا على متن شاحنة قادمة من ميناء كاليه الفرنسي عام 2016، وقد رفض طلب لجوئه لكن الحكومة البريطانية لم تقترح عليه الترحيل.
وبعد مرور ثماني سنوات من رفض طلب لجوئه يسعى مصطفى لتقديم طلب لجوء جديد بعد تدهور حالته العقلية والجسدية، ويأمل في الحصول على سكن وإقامة مناسبة بعد منحه حق اللجوء.
طالبو لجوء يعتنقون المسيحية لكسب قضايا اللجوء
ومن بين الطرق الأخرى التي يتبعها طالبو اللجوء للحصول على حق اللجوء هو اعتناق الديانة المسيحية، حيث يدعي بعضهم أنهم يواجهون الاضطهاد الديني إذا عادوا لديارهم.وعلى إثر ذلك استدعى وزير الداخلية البريطاني رجال الكنيسة إلى اجتماع خاص بعد أن توسطت الكنيسة في إنجلترا لمنفذ هجوم كلافام عبد الإيزيدي والذي حصل على حق اللجوء بعد اعتناقه الديانة المسيحية.
هذا وتشهد كنيسة هال إجراءات تعميد مجموعات من طالبي اللجوء الذين يعتنقون المسيحية سنويًا.
وفي هذا الصدد قال سيسيل جونز من منظمة "اوبيننغ دور" لكل طالب لجوء سبب خاص يدفعه إلى اعتناق المسيحية”.
“قد يكون بعضهم بالفعل اعتنق المسيحية، وربما يتخذ هذا القرار لأسباب خاصة، لكننا منفتحون على الجميع ونرحب بكل من يقصد الكنيسة، ويُعمَّدون في الكنيسة قبل اطلاعهم على الإجراءات الأخرى المطلوبة”.