أرى أن تحديد مصير حماس ليس فقط مطلباً لإسرائيل وأمريكا والغرب، بل لبعض الأنظمة الإقليمية. لكن المد العاطفي الشعبي الذي اربك حديث التطبيع، والشحن الاعلامي خلفه؛ والاهم مخاوف دول جوار لفلسطين حَرصت على عدم التهجير لأنه يلامس وتراً شعبياً فيه حضور محليّ قوي للفلسطينيين، قد يفاقمه وجود ديمغرافي مؤدلج يمس بتوازنات مجتمعية. وهناك من لديه مخاوف ديمغرافية اقل من الهجرة، ولكن حتى إغراء شطب ديونه، لا يجعلها محمولة. أما بالنسبة لنظام كنظام الأسد،فحماس تشكل نموذجاً إيديلوجياً لعدو مستقبلي؛ وبالأقل ليس حليفاً موثوقاً على الصعيد الاستراتيجي. لكل ذلك، نجد أن النظام الرسمي العربي ليس مع غزة حماس، أما بخصوص حل الدولتين فمقبول له بشرط إعادة إنتاج نموذج هزيل ككيان ملحق باسم سلطة فلسطينية.
ربما لم تقرأ حماس جيدًا اعتبارات أن تتقبل إسرائيل الكلفة مضاعفة قياساً لجدوى استراتيجية كبيرة جدًا قادمة؛ ولا معنى لحديثها الساذج “أين النظام العربي؟”، وهي الخارجة من عصر ارتكاساته. هذا العقل النمطي يعتمد على أن قيمة الانسان الاسرائيلي مرتفعه لحكومته؛ وبالتالي لن تذهب بعيدا تحت أي خسائر، او ستُجبَر على قبول إملاءات؛ وهذا خطأ استراتيجي مركب قاتل، يستحيل أن ترتكبه؛ لأنه بحسابات بعد غزة، تجد إسرائيل كل الأرقام مقبولة جداً قياسًا على خرائط سياسية واقتصادية وأمنية قادمة ستفردها للمنطقة. إنها ربما ترى ذلك أفضل من البقاء مع تراكم قدرات منظومة تخادمية تطوّق إسرائيل من سوريا للعراق لليمن للبنان لإيران. قد يكون مطلوبا للخرائط القادمة أن تحقق مصالح الغرب وأمريكا، وليس فقط إسرائيل: اسواق سلاح، اسواق طاقة، محاور استقطاب ضد الروس، واستئثار سياسي على اسواق ومنابع سلع استراتيجية بالشرق الاوسط ضد الصين.
هناك عقل يمثل “سذاجة مثالية ” لا تلعب حيث يلعب نظام وظيفي تحت قواعد المكان، سذاجة لا تعرف الخرائط السرية الفاعلة والنقلات الاكثر جدوى ولا تماهي براغماتية الكبار. إنها تطالب العقل السياسي العربي بموقف أخلاقي، وهذا العقل ذاته هو الذي استثمر بحراك سوري ليمنعه ان يكون نموذجا ملهماً وسمّاه “ربيعا عبريا” للأسف.
يقابل هذا العقل عقلٌ غربيٌ هو ذاته أتى بإيران لسوريا وفق أهداف مرحلية، وهو الذي راقب براحة هجرات السنة والعرب من الشرق الاوسط من ترانسفير فلسطيني لآخر عراقي لأخير سوري، وهو نفسه الذي رهن الدولة بلبنان لحزب تابع لملالي طهران وايديولجيتهم ضمن تناقضات متوازية متفق على سقفها.
مثالي البسيط ها هنا حراك السويداء الذي يمكن أن يمثل رافعة ودلالة اكثر تاثيراً استراتيجياً على قضية فلسطين من أي عمل آخر، لانه يضرب نقاط ارتكاز أسست لنظام المقايضات الوظيفي الذي بالاصلً هو من ضمن مسببات الحالة العدمية
الشرق الاوسط يشبه غابة أو منطقة مفتوحة للقتل؛ وعلى الطريدة أن تخترع وسائل بقائها ريثما تتربص بلحظة يصبح المفترِس طريدة؛ وقد اقتربت الآن؛ وعلى الطريدة (نحن) ان نرتب الأفخاخ هنا وهناك، ودراسة عقلية الصياد بحيث لا نترك أثرنا عندما نتقفى ذات أثاره ريثما نصل الى نقطة قتل عمياء له ومكشوفة لنا. وها هي ربما الصدفة القدرية تحتم سوقه لذات افخاخه ؟ لن تطرق الباب الفلسطيني يد حنظلة، بل اليد التي فككت مُصارع “حنظلة.
---------
غلوبال جستيس
كيف قرأ العقل العربي النمطي ٧ أكتوبر
يعتمد العقل العربي فقط على رمزية أي نصر، حتى ولو كان هزيلا، وحتى ولو أخذ شكل مفاجأة ما كانت ستذهب بعيدا ولا تملك سوى قدرة تراكمية سقفها اختراق ربما تظهر الأيام تواطئ استدراجي اسرائيلي سهّله بعد دراسة جدوى وحصاداتٍ كبير. يَفترض هذا العقل أن يحاربك خصمك بقواعد اشتباك محددة، مع أنه نووي وقادر أن يستعمل بلحظة ما عنفاً مدمراً كاملا. يعتمد هذا العقل على اي إنجاز لحظي فارق، قياساً على عصر هزيمة استطال مداها؛ فهو لا يجيبك عن سؤال الخطوة القادمة من العدو، أو أي وسائل مدمِّرة بحوزته، أو أي خلل موازين فادح كامن كعبور خط بارليف الذي انتهى بتطويق الجيش المصري الخامس في سيناء عام ٧٣ وأرتال من الأسرى والآليات، والسادات يتوسل أمريكا لوقف النار.ربما لم تقرأ حماس جيدًا اعتبارات أن تتقبل إسرائيل الكلفة مضاعفة قياساً لجدوى استراتيجية كبيرة جدًا قادمة؛ ولا معنى لحديثها الساذج “أين النظام العربي؟”، وهي الخارجة من عصر ارتكاساته. هذا العقل النمطي يعتمد على أن قيمة الانسان الاسرائيلي مرتفعه لحكومته؛ وبالتالي لن تذهب بعيدا تحت أي خسائر، او ستُجبَر على قبول إملاءات؛ وهذا خطأ استراتيجي مركب قاتل، يستحيل أن ترتكبه؛ لأنه بحسابات بعد غزة، تجد إسرائيل كل الأرقام مقبولة جداً قياسًا على خرائط سياسية واقتصادية وأمنية قادمة ستفردها للمنطقة. إنها ربما ترى ذلك أفضل من البقاء مع تراكم قدرات منظومة تخادمية تطوّق إسرائيل من سوريا للعراق لليمن للبنان لإيران. قد يكون مطلوبا للخرائط القادمة أن تحقق مصالح الغرب وأمريكا، وليس فقط إسرائيل: اسواق سلاح، اسواق طاقة، محاور استقطاب ضد الروس، واستئثار سياسي على اسواق ومنابع سلع استراتيجية بالشرق الاوسط ضد الصين.
ما يغيب عّن الأذهان أحيانا
قيمة الشرق الاوسط مركبة تمس مصالح الأصلاء الدوليين، حيث كان وجود إسرائيل بفلسطين عنصراً عضوياً منتجاً وضامناً لتلك المصالح كقاعدة /ثكنة/ متقدمة؛ فحتى بقاء حالة التوتر يعني تصاعد المبيعات الاستراتيجية، ويعني الحصول بابخس الأثمان على مليارات وصفقات نفط سياسي تدير معامل الغرب وامريكا وما خلفها من كارتلاتهناك عقل يمثل “سذاجة مثالية ” لا تلعب حيث يلعب نظام وظيفي تحت قواعد المكان، سذاجة لا تعرف الخرائط السرية الفاعلة والنقلات الاكثر جدوى ولا تماهي براغماتية الكبار. إنها تطالب العقل السياسي العربي بموقف أخلاقي، وهذا العقل ذاته هو الذي استثمر بحراك سوري ليمنعه ان يكون نموذجا ملهماً وسمّاه “ربيعا عبريا” للأسف.
يقابل هذا العقل عقلٌ غربيٌ هو ذاته أتى بإيران لسوريا وفق أهداف مرحلية، وهو الذي راقب براحة هجرات السنة والعرب من الشرق الاوسط من ترانسفير فلسطيني لآخر عراقي لأخير سوري، وهو نفسه الذي رهن الدولة بلبنان لحزب تابع لملالي طهران وايديولجيتهم ضمن تناقضات متوازية متفق على سقفها.
الحاجة لعقل يستثمر بالجدوى
في ظروف تبعثرنا العربي، وسطوة الدكتاتوريات، وتغييب الشعب (العنصر الفاعل بمعادلات القوة) لا يمكن للنخبة أن تقرأ الواقع العربي، إلا بما يلامس مصالح الغرب وما يحقق الممكن من مصالح قضيتنا. لا بد من قراءة التوازنات بدقة والرد عليها بمستويين استراتيجي ومرحلي، وإعادة هندسة القواعد بحيث ترفع نديتنا كشعوب وكقضية شعوب لا تقول بتدمير اللعبة بل وقف الاستثمار التخادمي فيها بفحص جدواها وجدوى أي سلام مع انظمة هشة تحكم بالعنف فقط؛ لنخاطب الآخر وفق مصالحه، لكن لنوظف عملية غزة كمؤشر أخير على عدم الجدوى مع الحالة الوظيفية التخادمية للمنظومة الإيرانية ونعيد فحص الكلفة بين التخادم المرحلي المقترن بتراكم قدراتي وبين كلفة صدام مستقبلي او خرائط تحتها حسابات فرعية للاعبين إقليمين كانوا جزءاً من اختراق رمزي كبير أدى لضرر مركب . لنقدم خرائط عصر جديد مستدام لشراكة متوسطية لكن ليست على حساب قضايا عادلة لشعوب المنطقة. لنبتعد مسافة عن الايدلوجي ونعيد هندسة التكتيكي بشكل اكثر أخلاقية وجدوى للجميع؛ لنفاقم الرصيد العدمي لنظام ايراني وظيفي بأذرعه، ونقدم نموذجا بديلا.مثالي البسيط ها هنا حراك السويداء الذي يمكن أن يمثل رافعة ودلالة اكثر تاثيراً استراتيجياً على قضية فلسطين من أي عمل آخر، لانه يضرب نقاط ارتكاز أسست لنظام المقايضات الوظيفي الذي بالاصلً هو من ضمن مسببات الحالة العدمية
الشرق الاوسط يشبه غابة أو منطقة مفتوحة للقتل؛ وعلى الطريدة أن تخترع وسائل بقائها ريثما تتربص بلحظة يصبح المفترِس طريدة؛ وقد اقتربت الآن؛ وعلى الطريدة (نحن) ان نرتب الأفخاخ هنا وهناك، ودراسة عقلية الصياد بحيث لا نترك أثرنا عندما نتقفى ذات أثاره ريثما نصل الى نقطة قتل عمياء له ومكشوفة لنا. وها هي ربما الصدفة القدرية تحتم سوقه لذات افخاخه ؟ لن تطرق الباب الفلسطيني يد حنظلة، بل اليد التي فككت مُصارع “حنظلة.
---------
غلوبال جستيس