ووصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، في بيان له رحيل محمد فارس بأنه “خسارة كبيرة للشعب السوري والعالم العربي”، مؤكداً أن “إرثه وإنجازاته ستبقيه حياً وملهماً في قلوب الأجيال”. مذكراً بأنه “سطّر موقفاً شجاعاً بانضمامه إلى ثورة السوريين وانشقاقه عن النظام السوري، منذ العام 2012 “.
اللواء محمد فارس ابن مدينة حلب، التي ولد فيها عام 1951، وقد انضم إلى سلاح الطيران في الجيش السوري في سبعينيات القرن العشرين، بعد تخرجه من الكلية الحربية، وكان مدرساً في الأكاديمة العسكرية ومستشاراً عسكرياً سابقاً.
وقد برز اسم محمد فارس في النصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين، حين تم اختياره بعد سلسلة اختبارات شملت أكثر من 200 ضابط طيار سوري، حاز في المرتبة الأولى في كافة التصفيات اللاحقة، ليصعد إلى الفضاء ضمن برنامج الفضاء السوفييتي في مركبة (سويوز) للمحطة الفضائية مير في تموز/ يوليو من 1987، مع اثنين من رواد الفضاء الروس.. وجاء ذلك ضمن برنامج للتعاون في مجال الفضاء بين سورية والاتحاد السوفييتي. فكان محمد فارس أول سوري وثاني رائد فضاء عربي بعد السعودي سلطان بن سلمان آل سعود.
وأنجز محمد فارس خلال الرحلة 13 تجربة علمية تمت في الفضاء على متن المركبة الفضائية، وعدة أبحاث في مجالات صناعية وجيولوجية وكيميائية وطبية وفي الرصد الفضائي والاستشعار عن بعد تم الإعداد لها في سورية.
وقد أثارت الشهرة والجماهيرية الواسعة التي حظي بها في وجدان السوريين، حفيظة نظام حافظ الأسد آنذاك إذ تحدث اللواء محمد فارس عن ذلك في إحدى حواراته قائلاً: “عندما صعدت للفضاء وهبطت، كان الكلام أن السوريين سيعلمون أبناءهم (بابا ماما محمد فارس)، وأذكر أن كثيراً من مواليد 1987 أطلق عليهم اسم محمد فارس… من هنا كانت النظرة الديكتاتورية، فعمل النظام على حجبي في المنزل تسع سنوات تقريباً، في عهد نظام حافظ الأسد ومن ثم نظام بشار، ولذلك ما كان علينا سوى التحلي بالصبر”.
واستدعي فارس إلى التحقيق مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، في أحد المراكز الأمنية التابعة للنظام، على خلفية تأييده للمظاهرات السلمية المطالبة بالتغيير قبل أن يغادر مدينته حلب إلى الشمال السوري ثم إلى تركيا، ليعلن انشقاقه وتأييده للثورة السورية. مشاركاً في العديد مِن الفعاليات والتظاهرات المناصرة للثورة، كما كانت له مشاركات في مؤتمرات ولقاءات ودروس في جامعات تركية، وشارك في افتتاح المعرض العلمي للأطفال في ولاية غازي عنتاب عام 2019، بحضور رئيسة بلدية الولاية فاطمة شاهين. وصنّف اللواء محمد فارس من قبل الهلال الأحمر التركي بأنه أول رائد فضاء تركي بعد حصوله على الجنسية التركية فيما وصفت صحيفة (الغارديان) البريطانية بـ “آرمسترونغ العرب”، وكان قد سمي مطار ومدرسة وشارع باسمه في سورية، قبل أن يزيل نظام الأسد اسمه بعد إعلان انشقاقه، ويعتبره أحد كبار المطلوبين لأجهزته الأمنية رغم عدم انخراطه بأي نشاط مسلح، أو ترؤسه لأي فصيل عسكري.
جسد محمد فارس طوال مسيرته العسكرية قيم الشرف الوطني الرفيع، فلم يتورط في عملية فساد أو قتل أو قمع منذ كان ضابطا في سلاح الطيران، ويغد انضمامه لصفوف الثوار، اعتبر خلال أكثر من عقد عاشه في ظل الثورة مثالاً للنزاهة، والتسامي على الصغائر، وضرب مثلاً ناصعاً على نقاء ثوريته كما أجمع السوريون خلال نعيه.
وتعتزم أسرة محمد فارس نقل جثمانه من غازي عينتاب إلى إسطنبول، حيث يحشد السوريون في المدينة لإقامة جنازة ضخمة له، ويفترض أن يصلى عليه في جامع الفاتح التاريخي في قلب إسطنبول، قبل أن تفتح مراسم العزاء في دار الأتاسي بمنطقة باتي شاهير
-----------------.
موقع العربي القديم
اللواء محمد فارس ابن مدينة حلب، التي ولد فيها عام 1951، وقد انضم إلى سلاح الطيران في الجيش السوري في سبعينيات القرن العشرين، بعد تخرجه من الكلية الحربية، وكان مدرساً في الأكاديمة العسكرية ومستشاراً عسكرياً سابقاً.
وقد برز اسم محمد فارس في النصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين، حين تم اختياره بعد سلسلة اختبارات شملت أكثر من 200 ضابط طيار سوري، حاز في المرتبة الأولى في كافة التصفيات اللاحقة، ليصعد إلى الفضاء ضمن برنامج الفضاء السوفييتي في مركبة (سويوز) للمحطة الفضائية مير في تموز/ يوليو من 1987، مع اثنين من رواد الفضاء الروس.. وجاء ذلك ضمن برنامج للتعاون في مجال الفضاء بين سورية والاتحاد السوفييتي. فكان محمد فارس أول سوري وثاني رائد فضاء عربي بعد السعودي سلطان بن سلمان آل سعود.
وأنجز محمد فارس خلال الرحلة 13 تجربة علمية تمت في الفضاء على متن المركبة الفضائية، وعدة أبحاث في مجالات صناعية وجيولوجية وكيميائية وطبية وفي الرصد الفضائي والاستشعار عن بعد تم الإعداد لها في سورية.
وقد أثارت الشهرة والجماهيرية الواسعة التي حظي بها في وجدان السوريين، حفيظة نظام حافظ الأسد آنذاك إذ تحدث اللواء محمد فارس عن ذلك في إحدى حواراته قائلاً: “عندما صعدت للفضاء وهبطت، كان الكلام أن السوريين سيعلمون أبناءهم (بابا ماما محمد فارس)، وأذكر أن كثيراً من مواليد 1987 أطلق عليهم اسم محمد فارس… من هنا كانت النظرة الديكتاتورية، فعمل النظام على حجبي في المنزل تسع سنوات تقريباً، في عهد نظام حافظ الأسد ومن ثم نظام بشار، ولذلك ما كان علينا سوى التحلي بالصبر”.
واستدعي فارس إلى التحقيق مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، في أحد المراكز الأمنية التابعة للنظام، على خلفية تأييده للمظاهرات السلمية المطالبة بالتغيير قبل أن يغادر مدينته حلب إلى الشمال السوري ثم إلى تركيا، ليعلن انشقاقه وتأييده للثورة السورية. مشاركاً في العديد مِن الفعاليات والتظاهرات المناصرة للثورة، كما كانت له مشاركات في مؤتمرات ولقاءات ودروس في جامعات تركية، وشارك في افتتاح المعرض العلمي للأطفال في ولاية غازي عنتاب عام 2019، بحضور رئيسة بلدية الولاية فاطمة شاهين. وصنّف اللواء محمد فارس من قبل الهلال الأحمر التركي بأنه أول رائد فضاء تركي بعد حصوله على الجنسية التركية فيما وصفت صحيفة (الغارديان) البريطانية بـ “آرمسترونغ العرب”، وكان قد سمي مطار ومدرسة وشارع باسمه في سورية، قبل أن يزيل نظام الأسد اسمه بعد إعلان انشقاقه، ويعتبره أحد كبار المطلوبين لأجهزته الأمنية رغم عدم انخراطه بأي نشاط مسلح، أو ترؤسه لأي فصيل عسكري.
جسد محمد فارس طوال مسيرته العسكرية قيم الشرف الوطني الرفيع، فلم يتورط في عملية فساد أو قتل أو قمع منذ كان ضابطا في سلاح الطيران، ويغد انضمامه لصفوف الثوار، اعتبر خلال أكثر من عقد عاشه في ظل الثورة مثالاً للنزاهة، والتسامي على الصغائر، وضرب مثلاً ناصعاً على نقاء ثوريته كما أجمع السوريون خلال نعيه.
وتعتزم أسرة محمد فارس نقل جثمانه من غازي عينتاب إلى إسطنبول، حيث يحشد السوريون في المدينة لإقامة جنازة ضخمة له، ويفترض أن يصلى عليه في جامع الفاتح التاريخي في قلب إسطنبول، قبل أن تفتح مراسم العزاء في دار الأتاسي بمنطقة باتي شاهير
-----------------.
موقع العربي القديم