وهذا ما يفسر الوجود المستمر والدائم لها في المنطقة، إلا أن زيادة زخم القوات والتحشيد العسكري الذي ازداد بشكل ملحوظ منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشير بشكل واضح إلى نية واشنطن تحقيق عدة أهداف سياسية وعسكرية.
يعود الانتشار والتدخل الأمريكي في الخليج العربي والبحر المتوسط والقواعد المنتشرة في عدة دول إلى مجموعة عوامل أهمها:
- الدور الذي تلعبه واشنطن في ميزان القوى العالمي وتحولاته عبر عقود من التنافس والصراع، وكان للحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي دوراً هاماً في هذا الوجود، إذ كان الشرق الأوسط أحد ميادين هذه الحرب
- وجود إسرائيل الحليف الإستراتيجي الأبرز لها في المنطقة، حيث تنامى الدور الأمريكي عبر سنوات الصراع العربي الإسرائيلي، ليصل إلى ما هو عليه الآن.
- طبيعة المنطقة الجيوسياسية وأهميتها لأي دولة تطمح بأن يكون لها دور على مسرح العلاقات الدولية وتكون لاعباً هاماً في لعبة الأمم.
وانطلاقاً من هذه العوامل، كان الوجود البارز للقوات الأمريكية وحضورها السياسي والاقتصادي بالقرب من منابع النفط في الخليج العربي والعراق وطرقات نقل الطاقة، من أجل حماية مصالحها وتقديم الدعم لحلفائها.
إلا أن الولايات المتحدة سارعت ومنذ اليوم الأول للهجوم الذي استهدف حليفتها إسرائيل في السابع من الشهر الماضي، إلى تقديم الدعم السياسي والعسكري والإعلامي وبصورة متصاعدة لتل أبيب، إذ انشغلت جميع المؤسسات الأمريكية بكيفية زيادة الدعم الموجّه للكيان، ولعل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ومن بعده وزراء الدفاع والخارجية لتل أبيب، وتكرر حضور أنتوني بلينكن رئيس الدبلوماسية الأمريكية للمنطقة، وزيارة وليم بيرنز مدير الاستخبارات الأمريكية من أجل احتواء الموقف، يشكل قمة الدعم والتعاطف، إذ لم تشهد المنطقة منذ الحرب العراقية هذا الزخم من الحضور لمسؤولين أمريكان إلى الشرق الأوسط على الرغم من مرور المنطقة بعدة متغيرات، أبرزها ما حمله الربيع العربي والحرب في سوريا، وتحالف الحرب على الإرهاب.
وعلى الرغم من النشاط الدبلوماسي المحموم، إلا أن الحضور العسكري كان الأبرز في المشهد العام، إذ توالت قِطع الأسطول الأمريكي بالوصول إلى سواحل المنطقة، إضافة للقواعد التي تتمركز بها قوات أمريكية ولانتشار عدد من السفن والبوارج الحربية في المنطقة، أعلنت الولايات المتحدة منذ بداية الحرب على غزة، إرسال حاملتي الطائرات "يو أس أس جيرالد فورد" و"يو أس أس أيزنهاور" وسفن دعم لهما، ونحو 2000 من مشاة البحرية، إضافة إلى بطاريات "ثاد" وبطاريات إضافية من نظام "باتريوت".
كما أمر البنتاغون أيضاً بإرسال طائرات حربية إضافية لدعم أسراب طائرات A-10 وF-15 وF-16 الموجودة في الشرق الأوسط، كذلك قالت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" إن الغواصة النووية من فئة "يو إس إس أوهايو" وصلت إلى مركز عملياتها في منطقة الشرق الأوسط وهو أمر نادراً ما يتم الكشف عنه.
يدفع هذا الاستعراض الواضح للقوة للسؤال: هل ستعلن الولايات المتحدة الأمريكية الحرب؟ وعلى من ستعلنها؟
في ظل التوتر الحاصل مع إيران وحلفائها في المنطقة، وعلى الرغم من التصريحات التي أطلقها مسؤولو البيت الأبيض حول عدم الرغبة بالتصعيد والتأكيد مراراً على حق /إسرائيل/ في الدفاع عن نفسها، وكذلك الرسائل التي دفعت بها الإدارة الأمريكية وشركاؤها الأوروبيون، إلى حزب الله اللبناني بعدم التصعيد شمال إسرائيل وإنذاره بتحمّل عواقب هذا التصعيد، ما يوحي بعدم رغبة واشنطن بتوسيع دائرة الصراع خارج حدود غزة، إلا أن ذلك لا يعني إلغاء هذا الاحتمال، وإلا لماذا يتم الدفع بكل تلك التعزيزات للمنطقة؟
يقول الدبلوماسي السوري السابق في السفارة السورية بواشنطن والباحث في مركز الدراسات الدولية في واشنطن "بسام بربندي"، حول حديثه عن التحشيد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط:
إن الغرض من وجود هذه القوات هو إيقاف أي عمليات جانبية قد تعيق تحقيق إسرائيل( لنصر سريع) دون معرفة ماهية هذا النصر الذي تبحث عنه، ولعل الرسالة الأهم هي بث الرعب في المنطقة خلال قيام تل أبيب بعمليتها العسكرية المدمرة في غزة، وبالتالي عدم توسيع العمليات العسكرية ريثما ينتهي الوقت الذي منحته واشنطن لإسرائيل لإتمام عمليتها.
على الرغم من الوجود الضخم للقِطع العسكرية على سواحل المتوسط، ودفع حاملات الطائرات التي يرافقها عدد كبير من القطع البحرية الداعمة يصل لما يقارب الـ 80 قطعة عسكرية مختلفة، إلا أننا وحسب المحلل العسكري العقيد عبد الباسط طويل لا نستطيع القول بأن المنطقة مقبلة على حرب وشيكة.
ويرى أن ما يحدث هو تجهيز لساحة المعركة وتنظيمها، ما يعني أن العسكر يتخذون إجراءات عسكرية تتلاءم مع جميع المواقف حتى الطارئة منها، بانتظار القرار السياسي، وبالتالي لا نستطيع القول بأن هناك نوايا هجوم قريب، إذ لم نشاهد على الأرض أي إجراءات لإعادة انتشار القوات المنتشرة في العراق وسوريا والمنطقة بشكل عام، وتدفعنا للقول بأن هناك قراراً بإعلان الحرب.
ويستدرك العقيد طويل في حديث مع أورينت نت: "في حال حدوث عمل عدائي كبير تجاه القوات الأمريكية أو حلفائها يتجاوز الخطوط الحمراء المرسومة، لابد من اتخاذ قرار إعلان الحرب، وحتى يتم تنفيذ هذا القرار لابد أن يكون الكادر العسكري جاهز، وهذا ما يفسر وجود الكمّ من الأسلحة والجنود الأمريكان في المنطقة.
واختتم قائلاً: "نستطيع القول بأن القوات الأمريكية المنتشرة هي قوات ردع لمنع حصول أي تطور في جبهات أخرى غير غزة، أو لمنع أي عدو مفترض باستغلال الموقف وإعلان حرب من طرفه، وبذات الوقت تكون جاهزة في حال نشوبها".
يرى الكاتب والباحث الفلسطيني أيمن أبو هاشم، أن إسراع الإدارة الأمريكية لإرسال قطعها العسكرية إلى شواطئ المنطقة يحمل أكثر من رسالة، وأن أولها للإسرائيليين أنفسهم، حيث تعتبر الولايات المتحدة نفسها المسؤولة عن حماية إسرائيل ودعمها، خاصة بعد انكشاف هشاشة الوضع العسكري الأمني والاجتماعي مع عملية طوفان الأقصى، لذلك كان لابد من توجيه رسالة دعم للكيان الإسرائيلي معنوياً ومادياً بوجود قوة عظمى تقف خلفه وتدعم /حقه/ في الرد.
ويضيف أبو هاشم في تصريحات لأورينت نت: "الرسالة الثانية موجهة للدول العربية التي توجهت مؤخراً لبناء علاقات وشراكات تجارية واقتصادية مع كل من الصين وروسيا المنافسَين الأبرز للولايات المتحدة، خاصة المملكة العربية السعودية التي شعرت بنوع من الخذلان من الموقف الأمريكي في اليمن، وكذلك مصر التي حاولت أيضاً بناء شراكات مع روسيا، بأنه عليكم أن تفهوا بأن أمريكا قادرة على إعادة تشكيل المنطقة كما تريد وبالوقت الذي تريد، وأنها تملك القوة العسكرية القادرة على ذلك، وأنها لا تسمح بتغيير قواعد الاشتباك التي أرستها منذ منتصف القرن الماضي.
يضيف: "هذا الاستعراض للقوة يتخطى ما يحدث الآن في فلسطين لحدود أبعد مما يجري، وأن الأمريكان يريدون القول لهذه الدول بأن تقف عند حدود معينة لا تتجاوزها وأن تبقى تحت العباءة الأمريكية.
وتابع: "النفوذ الإيراني في المنطقة والذي سمحت به بعض الإدارات الأمريكية، محدود بخطوط لا يمكن تجاوزها، وأن التخابر المتبادل بين واشنطن وطهران منذ الحرب الأمريكية على العراق، هو ضمن نطاق الهندسة التي فرضتها واشنطن ولا يخرج عنها، وأن إيران وأذرعها تستطيع التحرك ضمن نطاق المناوشات ومن أجل إقناع حواضنها دون أن تتفلت هذه الميليشيات، وفي حال أي تجاوز لحدود هذه الاشتباكات كما يحدث في جنوب لبنان، فالرد الأمريكي سيكون حازماً.
ما سبق يدفعنا للقول بأن العودة الأمريكية القوية للمنطقة، ليست مرتبطة فقط بما يحدث في غزة وإن كان سبباً مباشراً لها، وإنما هو إعادة ملء الفراغ الذي تركته الإدارات السابقة ما بعد الانسحاب الأمريكي من العراق، وقطع الطريق على محاولات التمدد التي تحاول كل من روسيا والصين القيام بها في المنطقة، من خلال القول بأن الشرق الأوسط هي منطقة نفوذ للولايات المتحدة، وأنها قادرة في أي وقت على فرض سيطرتها عليها حتى لو تطلّب ذلك إشعال حرب ليست بوارد إعلانها الآن، وبالتالي فإنها تتبع القاعدة المعروفة بأن الاستعداد للحرب يمنعها.
--------
اورينت نت
يعود الانتشار والتدخل الأمريكي في الخليج العربي والبحر المتوسط والقواعد المنتشرة في عدة دول إلى مجموعة عوامل أهمها:
- الدور الذي تلعبه واشنطن في ميزان القوى العالمي وتحولاته عبر عقود من التنافس والصراع، وكان للحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي دوراً هاماً في هذا الوجود، إذ كان الشرق الأوسط أحد ميادين هذه الحرب
- وجود إسرائيل الحليف الإستراتيجي الأبرز لها في المنطقة، حيث تنامى الدور الأمريكي عبر سنوات الصراع العربي الإسرائيلي، ليصل إلى ما هو عليه الآن.
- طبيعة المنطقة الجيوسياسية وأهميتها لأي دولة تطمح بأن يكون لها دور على مسرح العلاقات الدولية وتكون لاعباً هاماً في لعبة الأمم.
وانطلاقاً من هذه العوامل، كان الوجود البارز للقوات الأمريكية وحضورها السياسي والاقتصادي بالقرب من منابع النفط في الخليج العربي والعراق وطرقات نقل الطاقة، من أجل حماية مصالحها وتقديم الدعم لحلفائها.
الوجود الأمريكي 2023
كان الهجوم الذي شنته حماس والفصائل الفلسطينية مفاجئاً للجميع حتى للمسؤولين الأمريكان أنفسهم، لذلك وعلى الرغم من الوجود الدائم للجيش الأمريكي في المنطقة، خاصة في سوريا والعراق والخليج العربي، والنشاط الاستخباراتي الذي تقوم به وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (السي آي إيه) ودوائر البنتاغون.إلا أن الولايات المتحدة سارعت ومنذ اليوم الأول للهجوم الذي استهدف حليفتها إسرائيل في السابع من الشهر الماضي، إلى تقديم الدعم السياسي والعسكري والإعلامي وبصورة متصاعدة لتل أبيب، إذ انشغلت جميع المؤسسات الأمريكية بكيفية زيادة الدعم الموجّه للكيان، ولعل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ومن بعده وزراء الدفاع والخارجية لتل أبيب، وتكرر حضور أنتوني بلينكن رئيس الدبلوماسية الأمريكية للمنطقة، وزيارة وليم بيرنز مدير الاستخبارات الأمريكية من أجل احتواء الموقف، يشكل قمة الدعم والتعاطف، إذ لم تشهد المنطقة منذ الحرب العراقية هذا الزخم من الحضور لمسؤولين أمريكان إلى الشرق الأوسط على الرغم من مرور المنطقة بعدة متغيرات، أبرزها ما حمله الربيع العربي والحرب في سوريا، وتحالف الحرب على الإرهاب.
وعلى الرغم من النشاط الدبلوماسي المحموم، إلا أن الحضور العسكري كان الأبرز في المشهد العام، إذ توالت قِطع الأسطول الأمريكي بالوصول إلى سواحل المنطقة، إضافة للقواعد التي تتمركز بها قوات أمريكية ولانتشار عدد من السفن والبوارج الحربية في المنطقة، أعلنت الولايات المتحدة منذ بداية الحرب على غزة، إرسال حاملتي الطائرات "يو أس أس جيرالد فورد" و"يو أس أس أيزنهاور" وسفن دعم لهما، ونحو 2000 من مشاة البحرية، إضافة إلى بطاريات "ثاد" وبطاريات إضافية من نظام "باتريوت".
كما أمر البنتاغون أيضاً بإرسال طائرات حربية إضافية لدعم أسراب طائرات A-10 وF-15 وF-16 الموجودة في الشرق الأوسط، كذلك قالت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" إن الغواصة النووية من فئة "يو إس إس أوهايو" وصلت إلى مركز عملياتها في منطقة الشرق الأوسط وهو أمر نادراً ما يتم الكشف عنه.
هل تعلن الولايات المتحدة الحرب؟
يدفع هذا الاستعراض الواضح للقوة للسؤال: هل ستعلن الولايات المتحدة الأمريكية الحرب؟ وعلى من ستعلنها؟
في ظل التوتر الحاصل مع إيران وحلفائها في المنطقة، وعلى الرغم من التصريحات التي أطلقها مسؤولو البيت الأبيض حول عدم الرغبة بالتصعيد والتأكيد مراراً على حق /إسرائيل/ في الدفاع عن نفسها، وكذلك الرسائل التي دفعت بها الإدارة الأمريكية وشركاؤها الأوروبيون، إلى حزب الله اللبناني بعدم التصعيد شمال إسرائيل وإنذاره بتحمّل عواقب هذا التصعيد، ما يوحي بعدم رغبة واشنطن بتوسيع دائرة الصراع خارج حدود غزة، إلا أن ذلك لا يعني إلغاء هذا الاحتمال، وإلا لماذا يتم الدفع بكل تلك التعزيزات للمنطقة؟
يقول الدبلوماسي السوري السابق في السفارة السورية بواشنطن والباحث في مركز الدراسات الدولية في واشنطن "بسام بربندي"، حول حديثه عن التحشيد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط:
إن الغرض من وجود هذه القوات هو إيقاف أي عمليات جانبية قد تعيق تحقيق إسرائيل( لنصر سريع) دون معرفة ماهية هذا النصر الذي تبحث عنه، ولعل الرسالة الأهم هي بث الرعب في المنطقة خلال قيام تل أبيب بعمليتها العسكرية المدمرة في غزة، وبالتالي عدم توسيع العمليات العسكرية ريثما ينتهي الوقت الذي منحته واشنطن لإسرائيل لإتمام عمليتها.
تجهيز الساحة لاحتمالية وقوع الحرب
على الرغم من الوجود الضخم للقِطع العسكرية على سواحل المتوسط، ودفع حاملات الطائرات التي يرافقها عدد كبير من القطع البحرية الداعمة يصل لما يقارب الـ 80 قطعة عسكرية مختلفة، إلا أننا وحسب المحلل العسكري العقيد عبد الباسط طويل لا نستطيع القول بأن المنطقة مقبلة على حرب وشيكة.
ويرى أن ما يحدث هو تجهيز لساحة المعركة وتنظيمها، ما يعني أن العسكر يتخذون إجراءات عسكرية تتلاءم مع جميع المواقف حتى الطارئة منها، بانتظار القرار السياسي، وبالتالي لا نستطيع القول بأن هناك نوايا هجوم قريب، إذ لم نشاهد على الأرض أي إجراءات لإعادة انتشار القوات المنتشرة في العراق وسوريا والمنطقة بشكل عام، وتدفعنا للقول بأن هناك قراراً بإعلان الحرب.
ويستدرك العقيد طويل في حديث مع أورينت نت: "في حال حدوث عمل عدائي كبير تجاه القوات الأمريكية أو حلفائها يتجاوز الخطوط الحمراء المرسومة، لابد من اتخاذ قرار إعلان الحرب، وحتى يتم تنفيذ هذا القرار لابد أن يكون الكادر العسكري جاهز، وهذا ما يفسر وجود الكمّ من الأسلحة والجنود الأمريكان في المنطقة.
واختتم قائلاً: "نستطيع القول بأن القوات الأمريكية المنتشرة هي قوات ردع لمنع حصول أي تطور في جبهات أخرى غير غزة، أو لمنع أي عدو مفترض باستغلال الموقف وإعلان حرب من طرفه، وبذات الوقت تكون جاهزة في حال نشوبها".
الحشد العسكري الأمريكي يحمل عدة رسائل
يرى الكاتب والباحث الفلسطيني أيمن أبو هاشم، أن إسراع الإدارة الأمريكية لإرسال قطعها العسكرية إلى شواطئ المنطقة يحمل أكثر من رسالة، وأن أولها للإسرائيليين أنفسهم، حيث تعتبر الولايات المتحدة نفسها المسؤولة عن حماية إسرائيل ودعمها، خاصة بعد انكشاف هشاشة الوضع العسكري الأمني والاجتماعي مع عملية طوفان الأقصى، لذلك كان لابد من توجيه رسالة دعم للكيان الإسرائيلي معنوياً ومادياً بوجود قوة عظمى تقف خلفه وتدعم /حقه/ في الرد.
ويضيف أبو هاشم في تصريحات لأورينت نت: "الرسالة الثانية موجهة للدول العربية التي توجهت مؤخراً لبناء علاقات وشراكات تجارية واقتصادية مع كل من الصين وروسيا المنافسَين الأبرز للولايات المتحدة، خاصة المملكة العربية السعودية التي شعرت بنوع من الخذلان من الموقف الأمريكي في اليمن، وكذلك مصر التي حاولت أيضاً بناء شراكات مع روسيا، بأنه عليكم أن تفهوا بأن أمريكا قادرة على إعادة تشكيل المنطقة كما تريد وبالوقت الذي تريد، وأنها تملك القوة العسكرية القادرة على ذلك، وأنها لا تسمح بتغيير قواعد الاشتباك التي أرستها منذ منتصف القرن الماضي.
يضيف: "هذا الاستعراض للقوة يتخطى ما يحدث الآن في فلسطين لحدود أبعد مما يجري، وأن الأمريكان يريدون القول لهذه الدول بأن تقف عند حدود معينة لا تتجاوزها وأن تبقى تحت العباءة الأمريكية.
وتابع: "النفوذ الإيراني في المنطقة والذي سمحت به بعض الإدارات الأمريكية، محدود بخطوط لا يمكن تجاوزها، وأن التخابر المتبادل بين واشنطن وطهران منذ الحرب الأمريكية على العراق، هو ضمن نطاق الهندسة التي فرضتها واشنطن ولا يخرج عنها، وأن إيران وأذرعها تستطيع التحرك ضمن نطاق المناوشات ومن أجل إقناع حواضنها دون أن تتفلت هذه الميليشيات، وفي حال أي تجاوز لحدود هذه الاشتباكات كما يحدث في جنوب لبنان، فالرد الأمريكي سيكون حازماً.
ما سبق يدفعنا للقول بأن العودة الأمريكية القوية للمنطقة، ليست مرتبطة فقط بما يحدث في غزة وإن كان سبباً مباشراً لها، وإنما هو إعادة ملء الفراغ الذي تركته الإدارات السابقة ما بعد الانسحاب الأمريكي من العراق، وقطع الطريق على محاولات التمدد التي تحاول كل من روسيا والصين القيام بها في المنطقة، من خلال القول بأن الشرق الأوسط هي منطقة نفوذ للولايات المتحدة، وأنها قادرة في أي وقت على فرض سيطرتها عليها حتى لو تطلّب ذلك إشعال حرب ليست بوارد إعلانها الآن، وبالتالي فإنها تتبع القاعدة المعروفة بأن الاستعداد للحرب يمنعها.
--------
اورينت نت