- تحدث مغاربة عن أهم طقوسهم خلال رمضان، كتجهيز البيوت لاستقباله، والعبادات المختلفة، وتبادل الزيارات، وإعداد المأكولات والمشروبات المتنوعة.
- الطالبة إيناس البكرواي: نستقبل رمضان أولا بالعبادة ثم بالأطباق المعتادة التي يعدها المغاربة يوميا - العامل عمر بنيشو: لا تخلو المائدة الرمضانية في المغرب من حساء الحريرة وحلوى البريوات والشباكية
- ربة البيت سعيدة متبكر: نزور الأحباب ونصل الرحم ونتكافل ونساعد الأسر المحتاجة وهو أمر جميل في البلاد أكثر ما يميز شهر رمضان في المملكة المغربية، هو غلبة الطقوس التراثية عليه، بدءا من أماكن العبادة، مرورا بالمنازل والأسواق، وصولا إلى الملابس التقليدية والموائد العامرة.
فعلى جنبات المدينة العتيقة في العاصمة الرباط تظهر معالم رمضان، حيث يعج المكان بالباعة والمواطنين الساعين إلى عرض أو شراء حاجياتهم المتعلقة بالشهر الكريم.
وفي لقاءات مع الأناضول، تحدث مغاربة عن أهم طقوسهم خلال رمضان، كتجهيز البيوت لاستقباله، والعبادات المختلفة، وتبادل الزيارات، وإعداد المأكولات والمشروبات المتنوعة.
وفي 23 مارس/آذار الجاري، بدأ شهر رمضان المبارك في المغرب و26 دولة عربية وإسلامية، بينها تركيا والسعودية ومصر وفلسطين، بعد تعذر رؤية الهلال مساء الثلاثاء.
** العبادة أولا
الطالبة إيناس البكرواي، حكت عن طقوسها في استقبال الشهر الكريم وعادات المغاربة خلاله، فقالت: "نستقبل رمضان أولا بالعبادة، ثم بالأطباق المعتادة التي نعدها يوميا في جميع مناطق البلاد".ورغم الدراسة التي تستأثر باهتمام "إيناس"، إلا أنها مع بداية الشهر الكريم تصر على أخذ جولة في "السويقة" بباب الحد التاريخي (وسط الرباط)، لاستشعار قدوم رمضان، الذي تظهر ملامحه في جنبات المكان.
وتضم الرباط عددا من الأسواق الشعبية والتراثية، فإضافة إلى السويقة، يوجد السوق المركزي، وسوق شارع القناصل، والسوق التحتي، إضافة إلى سوق السبت الذي يفتتح كل أسبوع في عدد من المناطق.
وسردت البكراوي، عددا من الأطباق المشهورة في البلاد التي "لا يحلو رمضان بدونها، ومن بينها الشباكية (حلوى بالعسل) والبريوات (حلوى محشوة باللوز أو الكاكاو) والحريرة (حساء أصله أندلسي)".
وعلى واجهات المحلات في الأسواق الشعبية بالمملكة، تظهر مختلف الحلويات التي يقبل عليها المغاربة خلال رمضان، وعادة ما يُجرى افتتاح محلات جديدة (موسمية) لهذا الغرض.
** طقوس مغربية
العامل بالقطاع الخاص عمر بنيشو قال: "نستقبل رمضان بالطقوس الدينية، ثم الطقوس والعادات والتقاليد المغربية، خاصة المائدة الرمضانية، حيث لا تخلو البيوت بالمغرب من الحريرة والبريوات والشباكية".ويعد حساء "الحريرة" أحد أهم العناصر المكونة للمائدة الرمضانية في المغرب، إذ تكاد لا تخلو مائدة إفطار منها، مهما بلغ الاختلاف في المستوى المعيشي بين الأسر.
ولا يغيب عن المائدة الرمضانية "سلو" ويسمى "السفوف" أيضا، وهو من الحلويات الشعبية المنتشرة، ويبدو كعجين رقيق، مكون من طحين محمر (دقيق)، ولوز، وزنجلان (سمسم)، والنافع (ينسون)، والسكر والزبدة.
وإضافة إلى الأكلات الرمضانية، يكثر خلال الشهر الكريم الطلب على الملابس التقليدية، مثل القفطان (تلبسه المرأة في المناسبات)، والجلباب (للرجال)، والبلغة (نعل من الجلد).
وترتفع نفقات المغاربة، خلال رمضان بنسبة 16.3 بالمئة في المتوسط، ويزيد إنفاق الأسر على الغذاء بنسبة 37 بالمئة، حسب "المندوبية السامية للتخطيط" (الهيئة الرسمية المكلفة بالإحصاء) في البلاد.
** صلة وتكافل
أما ربة البيت سعيدة متبكر، فقالت إن "للمغاربة طقوسا خلال شهر رمضان الكريم، تتمثل أولا في زيارة الأحباب وصلة الرحم، ثم مائدة رمضان التي تختلف بحسب المناطق".وأضافت متبكر، أن "المهم في المغرب هو التكافل العائلي والأسري، وبروز الرحمة والتآزر، الذي يتجلى في مساعدة الأسر المحتاجة، وهو الجميل في البلاد".
والجمعة، أعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس، بمدينة سلا (قرب العاصمة الرباط)، أمر انطلاق العملية الوطنية "رمضان 1444"، لاستفادة 5 ملايين محتاج من مساعدات غذائية خلال الشهر الكريم.
وأكدت متبكر، أن معظم وقتها تقضيه في الأمور الدينية، خصوصا أن رمضان شهر العبادات والصلاة والتراويح، بالتزامن مع وجود العديد من المساجد في الرباط، وأصوات المقرئين العذبة.
وقبيل رمضان، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في بيان، عن افتتاح 35 مسجدا جديدا، شيدت أو أعيد بناؤها أو ترميمها للاستفادة منها خلال رمضان، لترتفع عدد مساجد المغرب إلى 51 ألفا ، 72 بالمئة منها في البوادي.