نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


لماذا يتمسك نتنياهو ببقاء إسرائيل في محور فيلادلفيا؟




رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دأب خلال الأشهر الأخيرة على التمسك ببقاء الجيش في محور "فيلادلفيا" الفاصل بين قطاع غزة ومصر، وطرح ذلك كاستحقاق حاسم لضمان أمن تل أبيب، زاعما أن المحور يمثل "أنبوب أكسجين لحركة حماس التي توظفه لتهريب الأسلحة".
مواقف نتنياهو الأخيرة أظهرت تشددا متصاعدا إزاء البقاء في محور فيلادلفيا، متحديا بذلك الموقف الأمريكي والإقليمي خاصة مصر التي رفضت الوجود الإسرائيلي هناك، فضلا عن معارضة الموقف الداخلي الذي يرى أن التمسك بهذا الشرط يأتي على حساب حياة الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس" في غزة.
ووفق مراقبين، يشير موقف نتنياهو لوجود قناعة راسخة لديه بأهمية التواجد في هذه المنطقة، حيث عارض عام 2005 خطة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بما فيها "فيلادلفيا"، وقال الاثنين في مؤتمر صحفي إن خروجهم من المحور في ذلك العام كان "بمثابة فتح الطريق لدخول الأسلحة لحركة حماس".


ان ١٢ نيوز - منصة اكس
ان ١٢ نيوز - منصة اكس
  ** المحلل السياسي أسامة المغير:
- نتنياهو يحاول استثمار المحور كنقطة صفرية في المفاوضات لعرقلتها لإدراكه أن حماس لن تقدم تنازلات كبيرة
- نتنياهو يرغب بقطع سبل إمدادات السلاح لحماس والتي يزعم أنها تتم من خلال أنفاق تحت المحور
- الإصرار على البقاء يأتي من الرغبة في إطباق السيطرة على القطاع، ولأن معبر رفح يشكّل أحد العنصر السلطة لحماس
** المختص بالشأن الإسرائيلي فايز عباس:
- الانسحاب الإسرائيلي من المحور غير وارد في هذه المرحلة أو المراحل الأخرى (من المفاوضات)
- نتنياهو لن يتنازل عن المحور حتى وإن كلف ذلك قتل كافة الرهائن أو المحتجزين (لدى حماس)
- فيلادلفيا تحول لهدف أساسي يضمن وجود نتنياهو في السلطة، ويوظفه ويربطه بالأمن القومي الإسرائيلي  

ويعتبر "فيلادلفيا" أحد أبرز نقاط الخلاف الراهنة، حيث يتمسك نتنياهو ببقاء الجيش الإسرائيلي فيه، بينما تصر حماس على انسحابه بشكل كامل من قطاع غزة.
وبوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة، تجري إسرائيل و"حماس" منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة.
ومساء الاثنين، زعم نتنياهو أن تحقيق أهداف الحرب في غزة "يمر عبر محور فيلادلفيا"، وشدد على أن الجيش لن ينسحب منه "على الإطلاق".
ويتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو منذ أشهر بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس؛ خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.
وبالمقابل، يهدد وزراء اليمين المتطرف، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب.
** أسباب تشبث نتنياهو بـ"فيلادلفيا"
المحلل السياسي أسامة المغير، يقول للأناضول إن أسباب تشبث نتنياهو بالمحور تنقسم إلى نوعين؛ الأولى سياسية والثانية استراتيجية.
والأسباب السياسية تتمثل في محاولاته لـ"استثمار المحور كنقطة صفرية في المفاوضات، يدرك أن حماس والوسطاء لن يقبلوا بتقديم تنازلات كبيرة حولها، من أجل عرقلة مسار الصفقة التي يرى أنها تشكل تهديدا لمستقبله السياسي"، وفق المغير.
وعن الأسباب الاستراتيجية، يذكر المغير أن أبرزها يتمثل في "رغبة نتنياهو بقطع سبل إمدادات السلاح لحركة حماس والتي يزعم أنها تتم من خلال أنفاق تم حفرها على مدار سنوات تحت المحور".
ويتابع: "يرى نتنياهو أن هذه الأنفاق كانت مركزية في استراتيجية بناء قوة حماس والتي استطاعت من خلالها أن تواجه إسرائيل في أكثر من معترك وتهدد الأمن الإسرائيلي بمستوى بلغ ذروته في السابع من أكتوبر".
وعن السبب الثاني، يقول المحلل السياسي إن المحور "يمثل الضلع الرابع لقطاع غزة الذي لم تسيطر عليه إسرائيل لسنوات، وبالتالي شكّل النافذة الجغرافية للقطاع".
ويتابع: "الضلع الأول هو الحدود الشمالية وتحيط بها إسرائيل ويفصل بينها وبين القطاع ممر بيت حانون الخاضع لسيطرة الجيش، أما الضلع الثاني وهو الحدود الشرقية وتسيطر عليها إسرائيل فيما تقيم على امتدادهما جدارا أمنيا، والثالث هو البحر الذي تغلقه إسرائيل على بعد أميال من شاطئ غزة".
ويوضح أن إصرار نتنياهو على البقاء في "فيلادلفيا" يأتي من دافع رغبته في إطباق السيطرة على القطاع بشكل كامل.
وأما السبب الثالث، يتجسد في "وقوع معبر رفح الحدودي ضمن محور فيلادلفيا، وهو المعبر الذي يشكّل أحد العناصر السلطوية لحماس في غزة والتي حددها نتنياهو كهدف مركزي لتقويضها إلى جانب قدراتها العسكرية"، وفق المغير.
ويكمل قائلا: "المعبر يمثل أيضا مصدر دخل مالي لحماس من خلال جباية الضرائب، لذا يسعى لحرمان حماس من السيطرة عليه".
وأما السبب الرابع والأخير، فيقول: "نتنياهو يريد أن يوظف قضية المحور كورقة ضغط على حماس في المفاوضات لاعتقاده بأنها مسألة حساسة وحاسمة ويمكن أن تغير في موقف الحركة ودفعها لتقديم تنازلات".
والاثنين، قال نتنياهو في مؤتمر صحفي إن "دخول الجيش الإسرائيلي لفيلادلفيا أجبر حماس على تغيير موقفها في المفاوضات"، دون ذكر تفاصيل.
تطور موقف نتنياهو
ومنذ مايو/ أيار الماضي شهد موقف نتنياهو إزاء مسألة "فيلادلفيا" تغيرات متواترة ارتبطت بالوضع الميداني بغزة ودخول الجيش إلى مدينة رفح (جنوب) وزعمه اكتشاف منظومة أنفاق في المنطقة، ورصدت الأناضول هذا الموقف كالتالي:
- 27 مايو: صحيفة "يديعوت أحرنوت" قالت إن مقترح إسرائيل تضمن انسحاب قواتها من قطاع غزة بالكامل بما فيه محور فيلادلفيا وفق ما أوضحه الوسطاء لـ"حماس"، ولم يكن الجيش آنذاك يسيطر على المحور بالكامل بل على جزء منه يضم معبر رفح.
- 27 يوليو/ تموز: إعلام عبري قال إن نتنياهو قدم آنذاك ما يسمى "وثيقة التغييرات" حملت تحولا بالموقف الإسرائيلي في كافة قضايا المفاوضات وعلى رأسها "محور فيلادلفيا"، وأظهرت خرائط أرفقت بالمقترح "أنه في حين سيتم تقليص الوجود الإسرائيلي على طول محور فيلادلفيا، فإن القوات لن تنسحب بالكامل"، وفق ما نقله موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن موقع "واينت".
- 30 أغسطس/ آب: المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" صادق على بقاء قوات الجيش في فيلادلفيا ضمن أي اتفاق مزمع لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، ليتبنى بذلك رؤية نتنياهو التي أكد عليها في مؤتمر عقده الاثنين.
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، قالت الثلاثاء إن نتنياهو أبلغ الوسطاء بإمكانية الانسحاب من محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، قبل أن يتراجع بهدف "تعطيل الصفقة لأسباب سياسية"، ودون توضيح الزمن وحيثيات الحدث.
** موقف الأطراف من "فيلادلفيا"
يصر نتنياهو على تشبثه بالمحور، رغم رفض أطراف داخلية لذلك، فضلا عن معارضة الإدارة الأمريكية ومصر وقطر.
الأطراف الداخلية تطالب بالانسحاب من المحور من أجل الوصول لصفقة تبادل أسرى وليس وقف إطلاق نار نهائي، باعتقادهم أن الانسحاب يعرقل حدوث الصفقة.
فعلى المستوى السياسي قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن "الانسحاب من محور فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى من الصفقة لن يمثل مشكلة أمنية لإسرائيل.. ولا اتفاق لتبادل الأسرى دون الانسحاب منه".
فيما قال رئيس حزب "معسكر الدولة" المعارض بيني غانتس، في تصريح الثلاثاء، إن المحور "لا يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل، ويمكننا الانسحاب منه والعودة إن اقتضت الضرورة"، لإعادة الأسرى أحياء.
وعلى مستوى المنظومة الأمنية المتمثلة بالجيش وجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" وجهاز المخابرات "الموساد"، ترى أن لا ضرورة ماسة للاحتفاظ بمحور فيلادلفيا بما يشكل عقبة أمام صفقة تعيد الأسرى أحياء.
وعلى صعيد مصر، فإنها ترفض تواجد إسرائيل بمعبر رفح و"فيلادلفيا"، قائلة إنها تدير الوساطة بما يتوافق مع أمنها القومي، وفق ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" نقلا عن مصدر "رفيع المستوى" في 26 أغسطس.
وعن الموقف الأمريكي، قال متحدث مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي الثلاثاء إن "الرئيس (جو) بايدن يشارك شخصيا في العمل مع الفريق لتأمين الصفقة.. لن نتجادل مع نتنياهو حول ما قاله عن محور فيلادلفيا".
وأردف كيربي بالقول: "الاقتراح والوساطة يشملان إخراج قوات الجيش الإسرائيلي من المناطق المكتظة بالسكان، بما في ذلك محور فيلادلفيا، وإسرائيل وافقت على ذلك".
فرص البقاء في "فيلادلفيا"
وحول فرص بقاء الجيش في فيلادلفيا، يرى فايز عباس، المختص بالشأن الإسرائيلي، أن الانسحاب من المحور غير وارد في هذه المرحلة أو المراحل الأخرى من المفاوضات.
ويضيف في حديثه للأناضول: "عمليا نتنياهو لن يتنازل عن المحور حتى وإن كلف ذلك قتل كافة الرهائن أو المحتجزين (الأسرى لدى حماس)".
ويوضح عباس أن محور فيلادلفيا تحول لهدف أساسي يضمن وجود نتنياهو في السلطة، وإن الأخير يوظفه ويربطه بالأمن القومي الإسرائيلي من أجل ذلك.
ويستكمل: "قضية الانسحاب أو عدمه من المحور أصبحت أهم الأمور التي من شأنها تفجير أي صفقة مستقبلية، فهو (نتنياهو) يصر على البقاء في المحور بادعائه أنه استراتيجي لأمن إسرائيل".
ويشير عباس إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يصور محور فيلادلفيا وكأنه "مرتبط بشكل مباشر في وجود إسرائيل، وكأن الانسحاب منه سينهي إسرائيل عن الخارطة".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حربا على غزة، خلّفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.

وكالات / الاناضول
الخميس 5 سبتمبر 2024