الجنود الإسرائيليون الذين قُتلوا خلال معارك مع حزب الله في جنوب لبنان في 2 أكتوبر، 2024: (من اليسار إلى اليمين) الرقيب أول عيدو بروير، الرقيب أول علمكين ترفيه، الرقيب أول أور مانتسور، النقيب إيتان يتسحاق أوستر؛ في الصور من الأسفل: الرقيب أول نزار إيتكين، النقيب هرءيل إيتينغر، الرقيب أول نوعم برزيلاي، النقيب إيتاي أرييل غيات. (Israel Defense Forces) الجنود الإسرائيليون الذين قُتلوا خلال معارك مع حزب الله في جنوب لبنان في 2 أكتوبر، 2024: (من اليسار إلى اليمين) الرقيب أول عيدو بروير، الرقيب أول علمكين ترفيه، الرقيب أول أور مانتسور، النقيب إيتان يتسحاق أوستر؛ في الصور من الأسفل: الرقيب أول نزار إيتكين، النقيب هرءيل إيتينغر، الرقيب أول نوعم برزيلاي، النقيب إيتاي أرييل غيات. (Israel Defense Forces)
أكثر من 100 صاروخ ومسيرة أُطلقت على إسرائيل بعد عدة غارات على معقل الجماعة في بيروت خلال الليل؛ الجيش الإسرائيلي يرسل الفرقة 36 إلى لبنان، لتنضم إلى الفرقة 98
وقُتل الجنديان من وحدة الاستطلاع غولاني في حادثة منفصلة، أصيب فيها جندي آخر بجروح خطيرة.
في حادثة ثالثة، أصيب مسعف قتالي من الكتيبة 51 في لواء غولاني بجروح خطيرة.
وبعث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتعازيه لعائلة الجنود القتلى في بيان مصور بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي عن وفاتهم.
وبدأ بيانه بالقول “أود أن أبعث بتعازي القلبية لأسر أبطالنا الذين سقطوا اليوم في لبنان، لينتقم الله لموتهم وليكن ذكراهم مباركا”.
وأضاف نتنياهو “نحن في خضم حرب صعبة ضد محور الشر الإيراني الذي يسعى إلى تدميرنا. هذا لن يحدث، لأننا سنقف معا، وبمساعدة الله سننتصر معا”.
وتابع “سننقذ رهائننا في الجنوب، وسنعيد سكاننا في الشمال، وسنضمن أبدية إسرائيل”، في إشارة إلى الأهداف الرسمية للحرب.
وتوصل تحقيق أجراه الجيش الإسرائيلي في المعركة الدامية التي قُتل فيها ستة من أفراد الكوماندوز من إيغوز إلى أنهم بدأوا هجوما على قرية بالقرب من الحدود في وقت مبكر من ساعات الصباح، حيث لحزب الله بنية تحتية كان الجيش يسعى إلى تفكيكها.
دخلت القوات مبنى في القرية، حيث واجهت مجموعة من عناصر حزب الله وتبادلت معهم إطلاق النار.
بعد لحظات، بدأت سلسلة من المواجهات الأخرى في المنطقة المحيطة، حيث فتح العشرات من عناصر حزب الله النار، وأطلقوا صواريخ مضادة للدبابات، وأطلقوا قذائف الهاون على الجنود.
ونفذت طائرة استطلاع تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي غارات وقصفت دبابات مواقع في المنطقة أثناء الحادث، وتم اجلاء جميع الجرحى ونقلهم لتلقي العلاج.
وبالإجمال، قُتل ستة جنود من إيغوز وأصيب خمسة آخرون بجروح خطيرة، كما نُقل عدد آخر إلى المستشفيات جراء تعرضهم لإصابات طفيفة. وقدر الجيش الإسرائيلي أن القوات والغارات الجوية وقصف الدبابات أسفرت عن مقتل أكثر من 20 عنصرا من حزب الله في المنطقة.
وبعد إجلاء الجرحى وفي نهاية المعركة، قال الجيش إنه سيطر على المنطقة التي دارت فيها المعارك.
ويعمل الجيش الإسرائيلي داخل لبنان منذ ليل الإثنين، عندما عبرت الفرقة 98 الحدود لتدمير البنية التحتية لحزب الله بهدف إعادة عشرات الآلاف من النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم في شمال البلاد بأمان.
وقال الجيش يوم الأربعاء إن الفرقة 36 تم نشرها أيضا في لبنان لمساعدة الفرقة 98 في “العمليات المحدودة والمحلية والمستهدفة” ضد أهداف وبنية تحتية لحزب الله، ونشر لقطات لدخولها إلى لبنان فجرا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينوي إنهاء العمليات في أسرع وقت ممكن وأكد يوم الأربعاء أن أي منزل يستخدمه حزب الله لأغراض عسكرية سيكون مستهدفا.
ولهذه الغاية، دعا الجيش المدنيين اللبنانيين في عشرين قرية في جنوب البلاد إلى الإخلاء على الفور، محذرا من أنه يستعد للتحرك ضد حزب الله في تلك المناطق.
وقال المتحدث باسم الجيش باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، على منصة “اكس”: “من أجل سلامتكم عليكم إخلاء بيوتكم فورا. كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية، يعرض حياته للخطر”.
وحذر المدنيين من التوجه شمالا وقال إنهم سيتم إطلاعهم بشأن متى سيكون بإمكانهم العودة إلى منازلهم. وأصدر الجيش أوامر مماثلة في اليوم السابق ل 28 قرية أخرى في جنوب لبنان، وحذر أيضا من أي تحرك للمركبات من شمال نهر الليطاني إلى جنوبه.
ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات جديدة لعمليات الفرقة 98 يوم الأربعاء، وقال إن الفرقة انخرطت في قتال عن قرب مع عناصر حزب الله، وعملت على توجيه غارات جوية على المسلحين ومواقع الجماعة.
وقال الجيش إن وحدة الكوماندوز إيغوز التابعة للفرقة دمرت في إحدى العمليات الأخيرة موقعا لحزب الله، بما في ذلك منصة لإطلاق صواريخ ومخبأ للمتفجرات.
وأضاف الجيش أنه تم استهداف أكثر من 150 موقعا لحزب الله حتى الآن من قبل سلاح الجو الإسرائيلي. وفي بيان صادر عنه، قال حزب الله إن مقاتليه اشتبكوا مع قوات إسرائيلية دخلت بلدة مارون الراس الحدودية، وأكد لاحقا أنه “دمر ثلاث دبابات ميركافا بالصواريخ أثناء تقدمها باتجاه القرية”.
كما زعم أنه تصدى لقوات إسرائيلية “تسللت” إلى بلدة العديسة اللبنانية في الساعات الأولى من فجر الأربعاء، وأجبرها على التراجع.
وأضاف البيان أن عناصر حزب الله تصدوا “لقوة مشاة إسرائيلية حاولت التسلل إلى قرية العديسة… واشتبكوا معها”، مضيفا بشكل منفصل أن الجماعة استهدفت أيضا ثلاث نقاط مختلفة عبر الحدود بالصواريخ والمدفعية.
ولم يصدر أي تعليق فوري من جانب الجيش الإسرائيلي على هذا الادعاء.
وقالت الجماعة المدعومة من إيران إنها استهدفت أيضا وحدة إسرائيلية بعبوة ناسفة بالقرب من قرية حدودية جنوبية، أثناء اشتباكها مع القوات الداخلة إلى لبنان.
وقال حزب الله “بينما حاول جيش العدو الإسرائيلي التسلل إلى قرية يارون… فاجأهم مقاتلو [حزب الله] بتفجير عبوة ناسفة”، مشيرا إلى وقوع إصابات إسرائيلية. بدأ الهجوم البري الذي يشنه الجيش الإسرائيلي بعد نحو أسبوعين من تكثيف القتال مع حزب الله، وبعد إطلاق عملية “سهام الشمال” في وقت سابق من شهر سبتمبر لتحقيق هدف الحرب المعلن مؤخرا بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بعد إجلائهم في أكتوبر الماضي تحت نيران الصواريخ الكثيفة من الجماعة اللبنانية.
إلى جانب العمليات البرية، واصل حزب الله وإسرائيل تبادل إطلاق النار عبر الحدود يوم الأربعاء، واستمرت صفارات الإنذار في الانطلاق بشكل دوري عبر شمال إسرائيل حيث قال الجيش الإسرائيلي إن نحو 100 صاروخ أطلقت من لبنان طوال صباح الأربعاء.
وأطلق نحو 40 صاروخا من لبنان على منطقة صفد، وأطلق 10 صواريخ أخرى باتجاه منطقة الجليل الغربي وخليج حيفا.
وأضاف الجيش أن الدفاعات الجوية أسقطت عدة طائرات مسيرات أُطلقت باتجاه الجليل الغربي، كما سقطت مسيرة أخرى في الجليل الأعلى. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في الهجمات، رغم أن المجلس المحلي المطلة، التي تم إخلاؤها إلى حد كبير، قال إن نحو 10 منازل تضررت في إحدى الغارات.
وبينما استمرت العمليات البرية، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تخفيف بعض القيود في شمال البلاد.
وبموجب أحدث الإرشادات، سيتمكن سكان مدن الحدود الشمالية، ومرتفعات الجولان، والجليل، من عقد تجمعات تضم ما يصل إلى 50 شخصا في الهواء الطلق، بدلا من 10، و250 شخصا في الداخل، بدلا من 150.
في منطقة خليج حيفا، ومرج ابن عامر، والكرمل، ووادي عارة، سيُسمح بتجمع ما يصل إلى 60 شخصا في الهواء الطلق، بدلا من 30 شخصا.
وبقيت القيود الأخرى، بما في ذلك في مناطق أخرى من البلاد، دون تغيير. كما استمرت الضربات على أهداف لحزب الله في لبنان، سواء في بيروت أو في جنوب البلاد.
وقال الجيش اللبناني يوم الأربعاء إن أحد جنوده أصيب في غارة إسرائيلية بمسيرة أثناء عمل وحدة على فتح طريق عند مدخل بلدة كوكبا الجنوبية.
في الساعات التي سبقت التوغل البري الإسرائيلي ليلة الاثنين، انسحبت القوات اللبنانية حوالي خمسة كيلومترات من مواقعها على طول الحدود، واختارت على ما يبدو البقاء على الهامش، كما فعلت تاريخيا في الصراعات الكبرى مع إسرائيل.
كما تم تنفيذ ضربات خلال الليل في الضاحية الجنوبية لبيروت – معقل حزب الله – بعد أن دعا الجيش الإسرائيلي السكان في محيط ثلاثة مبان إلى إخلاء المنطقة قبل الضربات الوشيكة.
وقال مصدر أمني لبناني لم يذكر اسمه لوكالة “فرانس برس” في وقت مبكر من صباح الأربعاء إن “خمس ضربات إسرائيلية على الأقل استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وقال مراسلون لوكالة فرانس برس إنهم سمعوا أصوات انفجارات متعددة وشاهدوا دخانا يتصاعد في إحدى المناطق بينما بدا أن هناك حريق مشتعل. وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إنه نفذ عدة ضربات في الأيام الأخيرة ضد البنية التحتية لحزب الله في مختلف أنحاء بيروت، ونشر لقطات لإحدى هذه الضربات.
وقال إن طائراته المقاتلة عملت بناء على معلومات استخباراتية دقيقة لضرب “مواقع إنتاج الأسلحة” والبنية التحتية الأخرى لحزب الله في بيروت ومحيطها.
وأكد مرة أخرى أنه يتخذ خطوات لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين غير المتورطين، بما في ذلك إصدار تحذيرات مسبقة للسكان.
وقال الجيش الإسرائيلي إن “منظمة حزب الله الإرهابية تضع مواقع إنتاجها وأسلحتها تحت المباني السكنية في قلب بيروت وتعرض السكان في المنطقة للخطر”. وكانت هذه الضربات منفصلة عن عدد من عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل في الضاحية الجنوبية خلال الأسبوعين الماضيين ضد مسؤولين في حزب الله.
إجلاء الرعايا الأجانب
وفي خضم تصاعد العنف عبر الحدود والتوغل البري ، قالت عدة دول إنها تعمل على إجلاء مواطنيها من لبنان.
وأعلنت كل من إسبانيا وكوريا الجنوبية يوم الأربعاء عن خطط لإجلاء مواطنيهما من لبنان، في حين قالت سول إنها تعمل أيضا على إعادة مواطنيها الموجودين في إسرائيل إلى ديارهم.
وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس إن إسبانيا سترسل طائرتين عسكريتين لإجلاء ما يصل إلى 350 مواطنا يرغبون في العودة إلى إسبانيا في وقت مبكر من يوم الخميس.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول إنه أمر بنشر طائرات عسكرية على الفور لإجلاء مواطنيه من إسرائيل وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط، بينما حثت وزارة الخارجية في البلاد المواطنين في كل من إسرائيل ولبنان على المغادرة فورا بأي وسيلة متاحة.
أظهرت بيانات الحكومة لعام 2023 وجود 572 كوريا جنوبيا في إسرائيل بما في ذلك المقيمون الدائمون وحاملو جوازات السفر الإسرائيلية و 214 في لبنان.
وقالت بريطانيا يوم الأربعاء إن رحلة طيران مستأجرة تقل مواطنين بريطانيين من لبنان غادرت وأن المزيد من الرحلات الجوية مخطط لها في الأيام المقبلة.
كما أعلنت سلوفاكيا أنها تستعد لإجلاء المواطنين وغيرهم من مواطني الاتحاد الأوروبي من لبنان وقالت إنها وافقت على استخدام طائرة عسكرية لتسليم المساعدات الإنسانية. وقالت وزارة الخارجية السلوفاكية إن قبرص وجمهورية التشيك والدنمارك وكرواتيا وبولندا طلبت التعاون في إجلاء مواطنيها ضمن الخطة.
منذ الثامن من أكتوبر، تهاجم قوات بقيادة حزب الله بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث قالت الجماعة إنها تفعل ذلك إسنادا لغزة وسط الحرب الدائرة هناك.
حتى الآن، أسفرت المناوشات عن مقتل 26 مدنيا على الجانب الإسرائيلي ومقتل 22 جنديا إسرائيليا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.
وأعلن حزب الله عن مقتل 516 من عناصره على يد إسرائيل خلال المناوشات الجارية، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. كما قُتل 92 عنصرا آخر من جماعات مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين. ولم يتم تحديث هذه الأرقام بشكل مستمر منذ بدأت إسرائيل هجومها الجديد ضد حزب الله في سبتمبر.
وتقول وزارة الصحة اللبنانية إن أكثر من ألف لبناني قُتلوا وأصيب ستة آلاف خلال الأسبوعين الماضيين، دون تحديد عدد المدنيين بين القتلى والجرحى. وتقول إسرائيل إن العديد من عناصر حزب الله من بين القتلى. وتقول الحكومة اللبنانية إن مليون شخص – أي خمس سكان البلاد – نزحوا من منازلهم.
-----------------
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات.
في حادثة ثالثة، أصيب مسعف قتالي من الكتيبة 51 في لواء غولاني بجروح خطيرة.
وبعث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتعازيه لعائلة الجنود القتلى في بيان مصور بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي عن وفاتهم.
وبدأ بيانه بالقول “أود أن أبعث بتعازي القلبية لأسر أبطالنا الذين سقطوا اليوم في لبنان، لينتقم الله لموتهم وليكن ذكراهم مباركا”.
وأضاف نتنياهو “نحن في خضم حرب صعبة ضد محور الشر الإيراني الذي يسعى إلى تدميرنا. هذا لن يحدث، لأننا سنقف معا، وبمساعدة الله سننتصر معا”.
وتابع “سننقذ رهائننا في الجنوب، وسنعيد سكاننا في الشمال، وسنضمن أبدية إسرائيل”، في إشارة إلى الأهداف الرسمية للحرب.
وتوصل تحقيق أجراه الجيش الإسرائيلي في المعركة الدامية التي قُتل فيها ستة من أفراد الكوماندوز من إيغوز إلى أنهم بدأوا هجوما على قرية بالقرب من الحدود في وقت مبكر من ساعات الصباح، حيث لحزب الله بنية تحتية كان الجيش يسعى إلى تفكيكها.
دخلت القوات مبنى في القرية، حيث واجهت مجموعة من عناصر حزب الله وتبادلت معهم إطلاق النار.
بعد لحظات، بدأت سلسلة من المواجهات الأخرى في المنطقة المحيطة، حيث فتح العشرات من عناصر حزب الله النار، وأطلقوا صواريخ مضادة للدبابات، وأطلقوا قذائف الهاون على الجنود.
ونفذت طائرة استطلاع تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي غارات وقصفت دبابات مواقع في المنطقة أثناء الحادث، وتم اجلاء جميع الجرحى ونقلهم لتلقي العلاج.
وبالإجمال، قُتل ستة جنود من إيغوز وأصيب خمسة آخرون بجروح خطيرة، كما نُقل عدد آخر إلى المستشفيات جراء تعرضهم لإصابات طفيفة. وقدر الجيش الإسرائيلي أن القوات والغارات الجوية وقصف الدبابات أسفرت عن مقتل أكثر من 20 عنصرا من حزب الله في المنطقة.
وبعد إجلاء الجرحى وفي نهاية المعركة، قال الجيش إنه سيطر على المنطقة التي دارت فيها المعارك.
ويعمل الجيش الإسرائيلي داخل لبنان منذ ليل الإثنين، عندما عبرت الفرقة 98 الحدود لتدمير البنية التحتية لحزب الله بهدف إعادة عشرات الآلاف من النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم في شمال البلاد بأمان.
وقال الجيش يوم الأربعاء إن الفرقة 36 تم نشرها أيضا في لبنان لمساعدة الفرقة 98 في “العمليات المحدودة والمحلية والمستهدفة” ضد أهداف وبنية تحتية لحزب الله، ونشر لقطات لدخولها إلى لبنان فجرا.
ولهذه الغاية، دعا الجيش المدنيين اللبنانيين في عشرين قرية في جنوب البلاد إلى الإخلاء على الفور، محذرا من أنه يستعد للتحرك ضد حزب الله في تلك المناطق.
وقال المتحدث باسم الجيش باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، على منصة “اكس”: “من أجل سلامتكم عليكم إخلاء بيوتكم فورا. كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية، يعرض حياته للخطر”.
وحذر المدنيين من التوجه شمالا وقال إنهم سيتم إطلاعهم بشأن متى سيكون بإمكانهم العودة إلى منازلهم. وأصدر الجيش أوامر مماثلة في اليوم السابق ل 28 قرية أخرى في جنوب لبنان، وحذر أيضا من أي تحرك للمركبات من شمال نهر الليطاني إلى جنوبه.
ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات جديدة لعمليات الفرقة 98 يوم الأربعاء، وقال إن الفرقة انخرطت في قتال عن قرب مع عناصر حزب الله، وعملت على توجيه غارات جوية على المسلحين ومواقع الجماعة.
وقال الجيش إن وحدة الكوماندوز إيغوز التابعة للفرقة دمرت في إحدى العمليات الأخيرة موقعا لحزب الله، بما في ذلك منصة لإطلاق صواريخ ومخبأ للمتفجرات.
وأضاف الجيش أنه تم استهداف أكثر من 150 موقعا لحزب الله حتى الآن من قبل سلاح الجو الإسرائيلي. وفي بيان صادر عنه، قال حزب الله إن مقاتليه اشتبكوا مع قوات إسرائيلية دخلت بلدة مارون الراس الحدودية، وأكد لاحقا أنه “دمر ثلاث دبابات ميركافا بالصواريخ أثناء تقدمها باتجاه القرية”.
كما زعم أنه تصدى لقوات إسرائيلية “تسللت” إلى بلدة العديسة اللبنانية في الساعات الأولى من فجر الأربعاء، وأجبرها على التراجع.
وأضاف البيان أن عناصر حزب الله تصدوا “لقوة مشاة إسرائيلية حاولت التسلل إلى قرية العديسة… واشتبكوا معها”، مضيفا بشكل منفصل أن الجماعة استهدفت أيضا ثلاث نقاط مختلفة عبر الحدود بالصواريخ والمدفعية.
ولم يصدر أي تعليق فوري من جانب الجيش الإسرائيلي على هذا الادعاء.
وقالت الجماعة المدعومة من إيران إنها استهدفت أيضا وحدة إسرائيلية بعبوة ناسفة بالقرب من قرية حدودية جنوبية، أثناء اشتباكها مع القوات الداخلة إلى لبنان.
وقال حزب الله “بينما حاول جيش العدو الإسرائيلي التسلل إلى قرية يارون… فاجأهم مقاتلو [حزب الله] بتفجير عبوة ناسفة”، مشيرا إلى وقوع إصابات إسرائيلية. بدأ الهجوم البري الذي يشنه الجيش الإسرائيلي بعد نحو أسبوعين من تكثيف القتال مع حزب الله، وبعد إطلاق عملية “سهام الشمال” في وقت سابق من شهر سبتمبر لتحقيق هدف الحرب المعلن مؤخرا بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بعد إجلائهم في أكتوبر الماضي تحت نيران الصواريخ الكثيفة من الجماعة اللبنانية.
إلى جانب العمليات البرية، واصل حزب الله وإسرائيل تبادل إطلاق النار عبر الحدود يوم الأربعاء، واستمرت صفارات الإنذار في الانطلاق بشكل دوري عبر شمال إسرائيل حيث قال الجيش الإسرائيلي إن نحو 100 صاروخ أطلقت من لبنان طوال صباح الأربعاء.
وأطلق نحو 40 صاروخا من لبنان على منطقة صفد، وأطلق 10 صواريخ أخرى باتجاه منطقة الجليل الغربي وخليج حيفا.
وأضاف الجيش أن الدفاعات الجوية أسقطت عدة طائرات مسيرات أُطلقت باتجاه الجليل الغربي، كما سقطت مسيرة أخرى في الجليل الأعلى. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في الهجمات، رغم أن المجلس المحلي المطلة، التي تم إخلاؤها إلى حد كبير، قال إن نحو 10 منازل تضررت في إحدى الغارات.
وبينما استمرت العمليات البرية، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تخفيف بعض القيود في شمال البلاد.
وبموجب أحدث الإرشادات، سيتمكن سكان مدن الحدود الشمالية، ومرتفعات الجولان، والجليل، من عقد تجمعات تضم ما يصل إلى 50 شخصا في الهواء الطلق، بدلا من 10، و250 شخصا في الداخل، بدلا من 150.
في منطقة خليج حيفا، ومرج ابن عامر، والكرمل، ووادي عارة، سيُسمح بتجمع ما يصل إلى 60 شخصا في الهواء الطلق، بدلا من 30 شخصا.
وبقيت القيود الأخرى، بما في ذلك في مناطق أخرى من البلاد، دون تغيير. كما استمرت الضربات على أهداف لحزب الله في لبنان، سواء في بيروت أو في جنوب البلاد.
وقال الجيش اللبناني يوم الأربعاء إن أحد جنوده أصيب في غارة إسرائيلية بمسيرة أثناء عمل وحدة على فتح طريق عند مدخل بلدة كوكبا الجنوبية.
في الساعات التي سبقت التوغل البري الإسرائيلي ليلة الاثنين، انسحبت القوات اللبنانية حوالي خمسة كيلومترات من مواقعها على طول الحدود، واختارت على ما يبدو البقاء على الهامش، كما فعلت تاريخيا في الصراعات الكبرى مع إسرائيل.
كما تم تنفيذ ضربات خلال الليل في الضاحية الجنوبية لبيروت – معقل حزب الله – بعد أن دعا الجيش الإسرائيلي السكان في محيط ثلاثة مبان إلى إخلاء المنطقة قبل الضربات الوشيكة.
وقال مصدر أمني لبناني لم يذكر اسمه لوكالة “فرانس برس” في وقت مبكر من صباح الأربعاء إن “خمس ضربات إسرائيلية على الأقل استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وقال مراسلون لوكالة فرانس برس إنهم سمعوا أصوات انفجارات متعددة وشاهدوا دخانا يتصاعد في إحدى المناطق بينما بدا أن هناك حريق مشتعل. وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إنه نفذ عدة ضربات في الأيام الأخيرة ضد البنية التحتية لحزب الله في مختلف أنحاء بيروت، ونشر لقطات لإحدى هذه الضربات.
وقال إن طائراته المقاتلة عملت بناء على معلومات استخباراتية دقيقة لضرب “مواقع إنتاج الأسلحة” والبنية التحتية الأخرى لحزب الله في بيروت ومحيطها.
وأكد مرة أخرى أنه يتخذ خطوات لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين غير المتورطين، بما في ذلك إصدار تحذيرات مسبقة للسكان.
وقال الجيش الإسرائيلي إن “منظمة حزب الله الإرهابية تضع مواقع إنتاجها وأسلحتها تحت المباني السكنية في قلب بيروت وتعرض السكان في المنطقة للخطر”.
إجلاء الرعايا الأجانب
وفي خضم تصاعد العنف عبر الحدود والتوغل البري ، قالت عدة دول إنها تعمل على إجلاء مواطنيها من لبنان.
وأعلنت كل من إسبانيا وكوريا الجنوبية يوم الأربعاء عن خطط لإجلاء مواطنيهما من لبنان، في حين قالت سول إنها تعمل أيضا على إعادة مواطنيها الموجودين في إسرائيل إلى ديارهم.
وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس إن إسبانيا سترسل طائرتين عسكريتين لإجلاء ما يصل إلى 350 مواطنا يرغبون في العودة إلى إسبانيا في وقت مبكر من يوم الخميس.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول إنه أمر بنشر طائرات عسكرية على الفور لإجلاء مواطنيه من إسرائيل وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط، بينما حثت وزارة الخارجية في البلاد المواطنين في كل من إسرائيل ولبنان على المغادرة فورا بأي وسيلة متاحة.
أظهرت بيانات الحكومة لعام 2023 وجود 572 كوريا جنوبيا في إسرائيل بما في ذلك المقيمون الدائمون وحاملو جوازات السفر الإسرائيلية و 214 في لبنان.
وقالت بريطانيا يوم الأربعاء إن رحلة طيران مستأجرة تقل مواطنين بريطانيين من لبنان غادرت وأن المزيد من الرحلات الجوية مخطط لها في الأيام المقبلة.
كما أعلنت سلوفاكيا أنها تستعد لإجلاء المواطنين وغيرهم من مواطني الاتحاد الأوروبي من لبنان وقالت إنها وافقت على استخدام طائرة عسكرية لتسليم المساعدات الإنسانية. وقالت وزارة الخارجية السلوفاكية إن قبرص وجمهورية التشيك والدنمارك وكرواتيا وبولندا طلبت التعاون في إجلاء مواطنيها ضمن الخطة.
منذ الثامن من أكتوبر، تهاجم قوات بقيادة حزب الله بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث قالت الجماعة إنها تفعل ذلك إسنادا لغزة وسط الحرب الدائرة هناك.
حتى الآن، أسفرت المناوشات عن مقتل 26 مدنيا على الجانب الإسرائيلي ومقتل 22 جنديا إسرائيليا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.
وأعلن حزب الله عن مقتل 516 من عناصره على يد إسرائيل خلال المناوشات الجارية، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. كما قُتل 92 عنصرا آخر من جماعات مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين. ولم يتم تحديث هذه الأرقام بشكل مستمر منذ بدأت إسرائيل هجومها الجديد ضد حزب الله في سبتمبر.
وتقول وزارة الصحة اللبنانية إن أكثر من ألف لبناني قُتلوا وأصيب ستة آلاف خلال الأسبوعين الماضيين، دون تحديد عدد المدنيين بين القتلى والجرحى. وتقول إسرائيل إن العديد من عناصر حزب الله من بين القتلى. وتقول الحكومة اللبنانية إن مليون شخص – أي خمس سكان البلاد – نزحوا من منازلهم.
-----------------
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات.