ونوه الكاهن، بأنه “مفهوم يجب أن تذكّرنا به مذبحة كروتوني المأساوية التي شهدت موت أطفال، مراهقين، نساء ورجال كانوا يبحثون عن حياة أفضل”. إنها “مأساة أثرت فينا جميعاً بعمق ومن الخليق بها أن تجعلنا نتساءل: كيف يمكن للسياسة أن تؤذي الرحمة؟ أهناك قواعد حقاً؟”، وأردف: “هذا أكيد، لكن قانون الحب قائم وأية سياسة تفقد حس الرحمة، تميل بوجهها عنها ولا تدرك أن إيطاليا كانت ولا تزال مهد حضارة الرحمة، فهي لا تستحق أن تسمى سياسة”.
وأوضح الراهب الفرنسيسكاني، أنه “في هذه الأوقات المظلمة، تمتلك الخلافات السياسية التي يحاول فيها الجميع التهرب من مسؤولياتهم، صدى حقيقياً. إذا أغفلنا الإحساس بالأخوة، فقد فقدنا الإحساس بالإنسانية”، مكرراً القول، إن “السياسة أو بعض السياسات على الأقل، فقدت الرحمة”.
ولفت الأب فورتوناتو إلى أن “السياسة التي تنسى التقاليد تجاه الإنسان تفقد رسالتها الأصلية: بناء عالم أكثر عدلاً ودعماً”، مذكّراً بأن “تحطم سفينة كروتوني صرخة مفجعة تهز لامبالاة كل منا كإيطاليين وأوروبيين”. واختتم بالقول إن “هذه لحظة صلاة، صمت وحضور، كما شهد لنا رئيس الجمهورية الإيطالي سيرجو ماتّاريلا بأسلوبه”.