ونقل البيان الذي نشره الاثنين المكتب الإعلامي للأمم المتحدة، عن رئيس الآلية القول إنه زار “موقعا ذي أهمية كبيرة” بعد اجتماعه بممثلي السلطات المؤقتة، وأشار إلى أنه حتى في أحد المرافق، “تكشف جبال الوثائق الحكومية عن الكفاءة المروعة لتوثيق جرائم النظام الفظيعة”.
وقال إنه تأثر بشدة بمرونة السوريين الذين التقى بهم في دمشق، “الذين تحملوا سنوات من اللاإنسانية التي لا يمكن تفسيرها، ويطالبون بسماع أصواتهم وإظهار حقيقة ما عانوه”. وأكد أن “الآلية ملتزمة تماما بهذا الأمر وضمان أن يركز عملها على الضحايا والناجين السوريين”.
كما التقى بيتي عددا من السوريين المتضررين من الجرائم التي ارتكبت خلال العقد الماضي، بمن فيهم أولئك الذين عادوا مؤخرا إلى البلاد بعد سنوات من المنفى، وقال “إن شهاداتهم أكدت على المطالبة بالحقيقة والعدالة والإدماج”.
وأضاف: “الاجتماع مع أولئك الذين عانوا من الخسارة والمنفى كان بمثابة تذكير صادم آخر بالتكلفة البشرية لهذا الصراع. إنهم يسألون: أين المجتمع الدولي؟ إنهم يطالبون بالمساءلة، ويريدون إجابات عن أحبائهم والعدالة للجرائم التي ارتكبت ضدهم”.
وشدد المسؤول الاممي على الحاجة الملحة إلى الحفاظ على الأدلة قبل أن تضيع إلى الأبد، وأضاف: “الوقت ينفد. هناك فرصة صغيرة لتأمين هذه المواقع والمواد التي تحتوي عليها. وفي كل يوم نفشل فيه في القيام بذلك، نخاطر بفقدان فرصة المساءلة الشاملة”.
وأكد كذلك أن تحقيق المساءلة “سيتطلب التعاون والتنسيق بين مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني السوري والشركاء الدوليين”.
الآلية الدولية المحايدة والمستقلة هي منظمة تابعة للأمم المتحدة، أنشئت في كانون الأول/ديسمبر 2016 من قبل الجمعية العامة. وهي مكلفة بالمساعدة في التحقيق وملاحقة الأفراد المسؤولين عن ارتكاب أخطر الجرائم الدولية في سورية منذ آذار/مارس 2011، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.