وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس طاهر النونو لوكالة فرانس برس “نتحدث أولًا عن وقف إطلاق نار شامل وكامل وليس عن هدنة مؤقتة”. وشدّد النونو على أنه حين يتوّقف القتال “يمكن بحث باقي التفاصيل” بما في ذلك الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين لدى حماس.
وقال رئيس الوزراء القطري في وقت سابق إنه يعتقد أن حماس “تراجعت” عن مطلبها بوقف كامل لإطلاق النار، وهو الأمر الذي رفضته إسرائيل بشكل قاطع.
وذكرت قنوات إسرائيلية متعددة في وقت سابق أن المفاوضين الإسرائيليين وافقوا الأحد في باريس على اقتراح إطاري لصفقة إطلاق سراح الرهائن.
وأفادت قناة “إن بي سي نيوز” أنه سيتم تقديم الاقتراح، الذي تم إعداده خلال اجتماع لرؤساء أجهزة المخابرات الموساد والشاباك مع كبار المسؤولين الأمريكيين والقطريين والمصريين، إلى حماس يوم الاثنين. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت تصريحات حماس هي رد مباشر على الاقتراح.
وينص الاتفاق على إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، بدءاً بالنساء والأطفال والمسنين والمرضى. وذكرت التقارير أنه سيكون هناك “توقف تدريجي” في الحرب الإسرائيلية ضد حماس أثناء سير العملية.
وستسمح إسرائيل أيضًا بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة وستطلق سراح أعداد كبيرة جدًا من الأسرى الفلسطينيين.
وبحسب ما ورد، لا ينص الإطار على وقف دائم لإطلاق النار، لكنه لا يستبعد ذلك أيضًا.
وأفادت أخبار القناة 12 إن العرض يتمحور حول وقف القتال لمدة 45 يوما مقابل إطلاق سراح 35-40 رهينة في المرحلة الأولى. وسيتم إطلاق سراح ما بين 100 إلى 250 أسيرًا فلسطينيًا مقابل كل رهينة. وسيتبع ذلك إطلاق سراح المزيد من الأسرى مقابل تمديد الهدنة، وعدد أكبر من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين المفرج عنهم مقابل كل رهينة.
وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن رؤساء الموساد والساباك أبلغوا محاوريهم القطريين والمصريين والأمريكيين أن إسرائيل مستعدة للتفاوض على طول فترة وقف القتال، وعدد الأسرى المفرج عنهم، وكمية المساعدات الإنسانية المسموح بدخولها، لكنها لن توافق تحت أي ظرف من الظروف على إنهاء الحرب. وأصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا لم ينكر فيه موافقة إسرائيل على إطار لإطلاق سراح الرهائن، لكنه قال إن “التقارير حول الصفقة غير صحيحة وتتضمن شروطا غير مقبولة لإسرائيل”.
وقال مسؤولون إسرائيليون لتايمز أوف إسرائيل يوم الإثنين إنهم يتوخون الحذر. وقال أحد المسؤولين “لا يزال هناك طريق طويل أمامنا”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي إنه يعتقد أن “الاقتراح قوي ومقنع… ولكن سيتعين على حماس اتخاذ قراراتها بنفسها”.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في واشنطن الاثنين خلال لقاء استضافه مركز “أتلانتيك كاونسل” للبحوث “نحن في وضع أفضل بكثير مما كنا عليه قبل بضعة أسابيع”.
وأضاف “بالأمس، تم إحراز تقدم جيد لإعادة الأمور إلى مسارها ولوضع الأساس للمضي قدما على الأقل”، قائلا إنه سيتم تقديم الاقتراح إلى حماس.
وقال إن الاتفاق قد يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار “في المستقبل”.
وتجنب آل ثاني الجواب عندما سئل عن تصريحات نتنياهو الانتقادية الأسبوع الماضي بشأن كون الوساطة القطرية “إشكالية”، قائلا فقط إنه لا يتوقع أن يشكر رئيس الوزراء الدوحة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي يوم الاثنين إن الطرفين “أقرب من أي وقت مضى” إلى صفقة رهائن جديدة، رغم أنه أكد أن ذلك “ليس على وشك الحدوث في أي يوم الآن… نحن متفائلون بحذر”.
وقال لأخبار القناة 12 إن الاتفاق الناشيئ لا ينص على وقف دائم لإطلاق النار، بل وقف طويل الأمد. “ستكون هذه هدنة إنسانية أطول مما رأيناه في المرة السابقة… هدنة مؤقتة أطول في القتال… [ستكون] فرصة لإخراج المزيد من الرهائن… وإدخال المساعدات الإنسانية”.
ومن المقرر أن يجتمع كابينت الحرب مساء الاثنين، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل.
وأكد مكتب نتنياهو يوم الأحد عقد اجتماع رباعي بين الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر ومصر لمناقشة صفقة محتملة. ووصف مكتب رئيس الوزراء تلك المحادثات بأنها “بناءة”.
وأضاف مكتب رئيس الوزراء “لا تزال هناك فجوات كبيرة سيناقشها الجانبان هذا الأسبوع في اجتماعات إضافية”.
وتباحث مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز الاتفاق الناشئ في فرنسا مع ديفيد بارنياع، رئيس وكالة المخابرات الموساد، وآل ثاني القطري، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
كما أرسلت إسرائيل رئيس الشاباك رونين بار وكذلك مبعوث الجيش الإسرائيلي للرهائن نيتسان ألون إلى الاجتماع.
ويُعتقد أن 132 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا محتجزين في غزة. من بين شروط أخرى، تطالب حماس بوقف الحرب وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية كشرط لإطلاق سراح الرهائن – وهي مطالب ترفضها إسرائيل.
وقال مسؤولان أمريكيان لوكالة “أسوشيتد برس” يوم السبت إن المفاوضين الأمريكيين يحققون تقدما في الاتفاق. المسؤولان، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتيهما لقيامهما بمناقشة مفاوضات حساسة، قالا للوكالة إن البنود الناشئة للصفقة التي لم يتم إبرامها بعد ستتم على مرحلتين. كما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” يوم السبت بأنه تم تحقيق تقدم في المحادثات.
في المرحلة الأولى، وفقا لأسوشيتد برس، سيتوقف القتال للسماح بإطلاق سراح من تبقى من الرهائن من النساء وكبار السن والمصابين المحتجزين لدى حماس، مقابل الافراج عن أعداد كبيرة من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين.
وستهدف إسرائيل وحماس بعد ذلك إلى وضع التفاصيل خلال الأيام الثلاثين الأولى من الهدنة للمرحلة الثانية التي سيتم فيها إطلاق سراح الجنود والمدنيين الإسرائيليين من الرجال مقابل أعداد أكبر بكثير من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين.
في حين أن الاتفاق المقترح لن ينهي الحرب، إلا أن المسؤولين الأمريكيين يأملون في أن يضع مثل هذا الاتفاق الأساس لحل دائم للصراع.
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما شن مسلحون بقيادة حماس من قطاع غزة هجوما كبيرا على إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص في جنوب البلاد. كما اختطف المسلحون 253 شخصا كرهائن إلى غزة.
وردت إسرائيل بحملة عسكرية، بما في ذلك هجوم بري، لتدمير حماس، وإبعادها عن السلطة في غزة، وإطلاق سراح الرهائن. وتعهد نتنياهو مرارا وتكرارا بمواصلة الهجوم حتى تحقيق النصر الكامل على حماس.
ويواجه نتنياهو ضغوطا متزايدة من عائلات العديد من الرهائن، الذين يطالبون بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح أحبائهم. وتدعو مظاهرات أسبوعية في تل أبيب إلى التوصل إلى اتفاق، بما في ذلك مظاهرة نُظمت ليلة السبت.
تم إطلاق سراح حوالي 100 رهينة بموجب اتفاق هدنة استمر أسبوعا في نوفمبر مقابل الافراج عن أسرى أمنيين فلسطينيين في إسرائيل. ولعبت مصر وقطر دور الوساطة في هذه الصفقة.
وأكد الجيش مقتل 28 ممن زالوا محتجزين لدى حماس، بالاستناد على معلومات استخباراتية ونتائج جمعتها القوات العاملة في غزة.
وفي غضون ذلك، نفى كيربي أن الولايات المتحدة تفقد الثقة أو الصبر في تعامل إسرائيل مع الحرب، قائلاً “ما زلنا ندعم بقوة شركائنا الإسرائيليين في حقهم، وفي مسؤوليتهم بملاحقة حماس، التي ما زلنا نعتبرها تهديدا حقيقيا للشعب الإسرائيلي. وبالتالي فإن الدعم الذي نقدمه لإسرائيل سيستمر”.
ومع ذلك، قال “من الواضح أننا نريد أن نرى انخفاضًا في عدد الضحايا المدنيين، ونريد أن نرى دخول المزيد من المساعدات الإنسانية، ونريد أن يكون هناك حذر ودقة في الطريقة التي تتم بها هذه العمليات”.
وقال إن إسرائيل كانت “متقبلة” لهذا الأمر و”بذلت جهدا لمحاولة تقليل عدد الضحايا المدنيين. لقد اعتمدوا بشكل أقل على القوة الجوية. لقد نظموا عملياتهم البرية بطريقة تجعلها أكثر استهدافًا ودقة”.
وقال كيربي إن يسمع “طوال الوقت” أن إسرائيل “تتجاهلنا، وأنهم لا يستمعون إلينا. بصراحة، الحقائق لا تثبت ذلك”.