وتجد هذه الظاهرة بشكل واضح لدى متابعة وسائل التواصل الاجتماعي حتى بات جزءٌ مما ينشر ويُطرح هو التشكيك والتخوين دون تقديم أدلة على ما يطرحه، وأصلاً هذه المسائل تُطرح وينظر فيها القضاء بشكل مهني وليس قذفا لأي أحد بتهم يكون حكمها القضائي عادة من أغلظ الأحكام لأنه يتعلق بما يسمى التخوين.!!
التي يستسهلها اليوم كل فرد دون رادع أخلاقي أو قيمي أو حتى التفكير بماذا أفعل أو ماذا أقول وأي فعل شنيع أرتكب.
من المستغرب أن النفس البشرية تميل وتقدر من يحسن إليها ويقف بجانبها ويناصر قضيتها، لكنك تجد اليوم تغافلا عن منجزات الكثيرين ويتناقلون أخبارا أي سلبية أو إشاعة تصدر دون تثبت وتبين من صحة ذلك.
وتنتشر هذه الظاهرة بشكل كبير في شمال سورية، إضافة إلى اللاجئين في الخارج، فعوضاً عن خدمة قضيته في المجتمع الجديد تجده يسقط ويستهدف كل أحد لمجرد الحديث دون النظر إلى القضية السورية أين هي وأين تكون اليوم.
وهذه الظاهرة تحتاج أن يدلي المختصون في علم النفس وعلم التربية وعلم الاجتماع عن هذه الظواهر المرضية التي تفتك فتكاً بالمجتمع.
فقد يقول البعض أن هذه الظاهرة هي نتيجة للحكم الأمني القمعي الذي تسبب به النظام السوري طيلة السنوات الطويلة، لكن ثلاثة عشر عاماً خارج سيطرة النظام كافية لنتخلص من هذه العُقد.
لكن من الواضح هناك تراجع القاعدة القيمية لدى شريحة ليست قليلة من السوريين، علماً أن الأديان السماوية ترفض تلك الثقافة على الإطلاق لأنها عندما تفتك بأي مجتمع فلا تبقي للمجتمع تماسكا ولا حضورًا ولا قوةً فكيف بصراع على جغرافية ومجتمع مهدد من أطراف عديدة وليس طرف واحد.!
وكما يقول أحد أساتذة الفلسفة وعلم الاجتماع أن فكرة التخوين والتشكيك ناجمة عن عواملَ متعددة من الكراهية والعدوان وقد يكون دافعها الرغبة في الانتقام.!
فتصور حين يكون هذا حال كل فرد! فكيف سيكون حال مجتمعنا النازح المحارب الفقير البائس.!
لهذا إلى يومنا الحاضر ليس للسوريين الذين ينشُدون التغيير قائد ولا تنظيمات قوية تقود ولا زعامات سياسية ولا عسكرية ولا شعبية تتمتع باحترام جماهيري، ليس من المعقول أن لا يوجد من تتوفر لديه القدرات والحد الأدنى من المهارة في القيادة والوطنية، لكن انتشار ثقافة التشكيك والتخوين لم ولن يُبقيَ مؤهَّلا جيد بنظر الناس.!
وحتى مظاهر التعاطف مع الأموات هي حالة تكون استعراضية وإظهار التعاطف والاحترام في وقت انقضت فاعليته وأثره.
وهذا برأيي سلاح أخطر من الكيماوي وكل الأسلحة، فهذا يفتك بالمجتمع ككل فلا يجعل في المجتمع رموزه الوطنية وزعامته الشعبية، بل يكون مجتمعا طاردًا للنخبة والمخلصين ولذلك تجد عزوفًا كبيرًا من الكثيرين بحثاً عن السلام والخلاص الفردي وكي لا يصاب بلوثة تلك الثقافة المقيتة التي تجعلنا مجتمعا مصابا وأحوج ما نكون اليوم لأن نتعافى من هذا المرض في ظل هذا الظرف التاريخي العصيب جداً في عمر القضية السورية.
ظهر هذا المرض لفترة في بعض الدول في منتصف القرن الماضي بما يُعرف بالمكارثية السياسية أي الاغتيال السياسي من أجل اسقاط الخصوم السياسيين، وذلك عبر إطلاق إشاعات ووشايات وأكاذيب، على مبدأ اكذب اكذب حتى يصدقك الناس، لكن سرعان ما انبرى عقلاء وضعوا حداً لهذه الظاهرة، ولاحقوا مطلقي الشائعات والأكاذيب وحاكموهم.
نحن أحوج ما نحتاج اليوم لتوحيد الجهود والمواقف، وينبغي أن ندرك أمراً
لا يمكن للبشر أن يكونوا على فكر واحد وتحليل واحد ورأي سياسي واحد
ولكن يمكنهم أن يكونوا بموقف واحد ومتعاونين بالمجهود لهدف واحد
ونحن نحتاج أن نتخلص من ثقافة الحب والكره في السياسية، فالسياسة تقوم على المصلحة والهدف مع أفراد وتنظيمات نحقق مصلحتنا معاً ولا نحتاج أن نحبهم أو يشبهونا في الأفكار والقناعات والمعتقدات.
وإن الاستمرار بهذه الثقافة وهذه الظاهرة والسماح لهذه الأصوات بالاستمرار يعني أننا نقدم مساهمة مقصودة أو غير مقصودة في تجميل النظام وتشويه مجتمع الثورة والمعارضة بأنها حالة تدب فيها الفوضى وليس فيها قيادة حقيقية، رغم أن الحقيقة تقرُّ بأن مجتمع الثورة والمعارضة مليء بالأشخاص الوطنيين والجيدين. وفي النهاية كفى بالمرء نُبلاً أن تعدّ معايبه، فلا نفرِط بالمثالية فهي مفقودة ونادرة الوجود في الدنيا.
--------------
الحركة الوطنية السورية
التي يستسهلها اليوم كل فرد دون رادع أخلاقي أو قيمي أو حتى التفكير بماذا أفعل أو ماذا أقول وأي فعل شنيع أرتكب.
من المستغرب أن النفس البشرية تميل وتقدر من يحسن إليها ويقف بجانبها ويناصر قضيتها، لكنك تجد اليوم تغافلا عن منجزات الكثيرين ويتناقلون أخبارا أي سلبية أو إشاعة تصدر دون تثبت وتبين من صحة ذلك.
وتنتشر هذه الظاهرة بشكل كبير في شمال سورية، إضافة إلى اللاجئين في الخارج، فعوضاً عن خدمة قضيته في المجتمع الجديد تجده يسقط ويستهدف كل أحد لمجرد الحديث دون النظر إلى القضية السورية أين هي وأين تكون اليوم.
وهذه الظاهرة تحتاج أن يدلي المختصون في علم النفس وعلم التربية وعلم الاجتماع عن هذه الظواهر المرضية التي تفتك فتكاً بالمجتمع.
فقد يقول البعض أن هذه الظاهرة هي نتيجة للحكم الأمني القمعي الذي تسبب به النظام السوري طيلة السنوات الطويلة، لكن ثلاثة عشر عاماً خارج سيطرة النظام كافية لنتخلص من هذه العُقد.
لكن من الواضح هناك تراجع القاعدة القيمية لدى شريحة ليست قليلة من السوريين، علماً أن الأديان السماوية ترفض تلك الثقافة على الإطلاق لأنها عندما تفتك بأي مجتمع فلا تبقي للمجتمع تماسكا ولا حضورًا ولا قوةً فكيف بصراع على جغرافية ومجتمع مهدد من أطراف عديدة وليس طرف واحد.!
وكما يقول أحد أساتذة الفلسفة وعلم الاجتماع أن فكرة التخوين والتشكيك ناجمة عن عواملَ متعددة من الكراهية والعدوان وقد يكون دافعها الرغبة في الانتقام.!
فتصور حين يكون هذا حال كل فرد! فكيف سيكون حال مجتمعنا النازح المحارب الفقير البائس.!
لهذا إلى يومنا الحاضر ليس للسوريين الذين ينشُدون التغيير قائد ولا تنظيمات قوية تقود ولا زعامات سياسية ولا عسكرية ولا شعبية تتمتع باحترام جماهيري، ليس من المعقول أن لا يوجد من تتوفر لديه القدرات والحد الأدنى من المهارة في القيادة والوطنية، لكن انتشار ثقافة التشكيك والتخوين لم ولن يُبقيَ مؤهَّلا جيد بنظر الناس.!
وحتى مظاهر التعاطف مع الأموات هي حالة تكون استعراضية وإظهار التعاطف والاحترام في وقت انقضت فاعليته وأثره.
وهذا برأيي سلاح أخطر من الكيماوي وكل الأسلحة، فهذا يفتك بالمجتمع ككل فلا يجعل في المجتمع رموزه الوطنية وزعامته الشعبية، بل يكون مجتمعا طاردًا للنخبة والمخلصين ولذلك تجد عزوفًا كبيرًا من الكثيرين بحثاً عن السلام والخلاص الفردي وكي لا يصاب بلوثة تلك الثقافة المقيتة التي تجعلنا مجتمعا مصابا وأحوج ما نكون اليوم لأن نتعافى من هذا المرض في ظل هذا الظرف التاريخي العصيب جداً في عمر القضية السورية.
ظهر هذا المرض لفترة في بعض الدول في منتصف القرن الماضي بما يُعرف بالمكارثية السياسية أي الاغتيال السياسي من أجل اسقاط الخصوم السياسيين، وذلك عبر إطلاق إشاعات ووشايات وأكاذيب، على مبدأ اكذب اكذب حتى يصدقك الناس، لكن سرعان ما انبرى عقلاء وضعوا حداً لهذه الظاهرة، ولاحقوا مطلقي الشائعات والأكاذيب وحاكموهم.
نحن أحوج ما نحتاج اليوم لتوحيد الجهود والمواقف، وينبغي أن ندرك أمراً
لا يمكن للبشر أن يكونوا على فكر واحد وتحليل واحد ورأي سياسي واحد
ولكن يمكنهم أن يكونوا بموقف واحد ومتعاونين بالمجهود لهدف واحد
ونحن نحتاج أن نتخلص من ثقافة الحب والكره في السياسية، فالسياسة تقوم على المصلحة والهدف مع أفراد وتنظيمات نحقق مصلحتنا معاً ولا نحتاج أن نحبهم أو يشبهونا في الأفكار والقناعات والمعتقدات.
وإن الاستمرار بهذه الثقافة وهذه الظاهرة والسماح لهذه الأصوات بالاستمرار يعني أننا نقدم مساهمة مقصودة أو غير مقصودة في تجميل النظام وتشويه مجتمع الثورة والمعارضة بأنها حالة تدب فيها الفوضى وليس فيها قيادة حقيقية، رغم أن الحقيقة تقرُّ بأن مجتمع الثورة والمعارضة مليء بالأشخاص الوطنيين والجيدين. وفي النهاية كفى بالمرء نُبلاً أن تعدّ معايبه، فلا نفرِط بالمثالية فهي مفقودة ونادرة الوجود في الدنيا.
--------------
الحركة الوطنية السورية